احتشد المئات من المسيحيين منذ قليل داخل وخارج أروقة كنيسة الملاك ميخائيل وسط مدينة أسيوط في محاولة لإلقاء نظرة الوداع على جثمان نيافة الأنبا ميخائيل أسقف الأقباط الأرثوذوكس ومطران أسيوط وشيخ مطارنة مصر والذي وافته المنية، عصر الأحد، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 93 عامًا. ووسط صرخات وصيحات ومنذ قليل بدء جثمان الأنبا ميخائيل يدخل في صندوق أزرق وتعالت صرخات المئات من الشباب والشيبة والنساء والأطفال ويلوحون بأيديهم داخل قاعة الكنيسة الرئيسية في محاولة من القساوسة والشمامسة وشباب الكشافة لإحتواء شعب الكنيسة. دقائق قليلة حيث بدء القس بولس في ترتيل الترانيم في محاولة لتهدئة شعب الكنيسة أباءا وقساوسة وشعب حيث طلب القس بولس حليم وعدد كبير من الأباء والكهنة الهدوء من الشعب الذي تعالت صرخاته في كل أرجاء وأروقة الكنيسة مطالبًا إياهم بالهدوء حتي يتم فتح الصندوق وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة. في موكب مهيب مئات الأقباط الذي جائوا لإلقاء نظرة الوداع وأخذ البركة وما إن في لحظة فارقة في وداع شيخ مطارنة مصر في الوقت الحالي والذي أطلق عليه العديد من الأقباط صاحب المعجزات «السايح» و«القديس» وبمجرد قيام عدد من القساوسة بفتح الصندوق حيث يرقد الحبر الجليل في ردائه الكنسي حتي تعالت الصرخات مرة أخرى في أرجاء قاعة الكنيسة وانهمر النساء والأطفال والشباب في بكاء شديد حيث بدأت مراسم إلقاء النظرة الأخيرة على الجثمان وسط ترانيم الكنيسة حيث طالب الأباء والكهنة من الحضور من شعب الكنيسة عدم لمس الجثمان والإكتفاء بأخذ البركة بالنظر. واصطفت النساء والشباب في طوابير طويلة امتدت إلى خارج الكنيسة إلى ساعة متأخرة. حيث بدأ القساوسة والأباء والكهنة وشعب الكنيسة يترددون على كنيسة الملاك وسط مدينة أسيوط وسط إجراءات أمنية مشددة حيث أغلقت قوات الأمن شارع الكنيسة بمنطقة النميس ببوابات حديدية وتمركزت قوات الشرطة في محيط مبني الكنيسة لمنع دخول السيارات والاكتفاء بمرور المشاة فقط. وقال المهندس عماد عوني، إن نيافة الأنبا ميخائيل وافته المنية وترك لنا رسائل روحية كثيرة أهمها عشق مصر وكان دائمًا يصلي لها في الأزمات وأذكر أنني زرته بعد عوته من رحلة علاج في ألمانيا، وقال إن سيدنا الأنبا ميخائيل أحبته جميع القيادات في مصر وقدم الكثير لشعب الكنيسة والكنيسة الأرثوذوكسية. وقال ميكل سامح، 38 عامًا، إن سيدنا الأنبا ميخائيل هو الأب الروحي وصاحب المعجزات ةهو رجل وطني أحب مصر وشعبها وحافظ على السلام في أسيوط طوال فترة المحن وهو في الملكوت. وقال سامية عزيز، 52 سنة، جائت مصطحبة بناتها وهي مرتدية اللباس الأسود وفي حالة بكاء شديد إن سيدنا الأنبا ميخائيل هو قديس وأثر فينا جميعًا وفراقه صعب. هذا وقد نعت مديرية أوقاف أسيوط في بيان لها، مساء الأحد، باسم علماء ودعاة وخطباء أسيوط، نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط، وأكبر أساقفة مصر سنًا، الذي وافته المنية في وقت سابق عصر الأحد. وقال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، في برقية عزاء في وفاة نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط، وأكبر أساقفة مصر سنًا، إنه تلقى ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الأنبا ميخائيل ،عصر اليوم كرمز ديني كبير معربا عن أمله في أن يلهم الله عز وجل جميع المصريين الصبر والسلوان في وفاته وأن يديم على مصر الأمن والأمان ويحفظها دائما بمسلميها مسيحيها. وأشار وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، إلى دور نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط، وأكبر أساقفة مصر سنًا، في نشر روح المحبة والتسامح والخلق باعتباره نموذجا للوطنية المخلصة ورمزا من رموز الوطن المخلصين. وأكد وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، أن الأنبا ميخائيل كان أخًا وصديقًا ورجلًا حكيمًا واستطاع بحكمته أن يقود كنيسة الأرثوذكس في فترة صعبة حتى أن وصل بها بر الأمان. وأشار إلى إن الشعب المسيحي خاصة ومحافظة أسيوط عامة قد خسر اليوم نبراسًا للسلام ورجلًا حكيمًا مخلصًا لبلده قدم الكثير طوال الفترات الماضية. هذا وتستعد الكنيسة الأثوذوكسية لاستقبال البابا تواضروس والذي سيترأس صلاة القداس على جثمان مطران أسيوط في الساعة الواحدة ظهرًا في كنيسة الملاك حسبما ذكر القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة.