اصطف الناخبون التونسيون في طوابير طويلة أمام مكاتب الاقتراع، صباح الأحد، في تونس للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية. ويقدر عدد التونسيين المدعوين للتصويت من أجل انتخاب أول برلمان بعد صياغة دستور جديد للبلاد بأكثر من خمسة ملايين و200 الف ناخب. وبدت أغلب شوارع العاصمة وباقي المدن خالية بينما شهدت مراكز الاقتراع منذ الفترة السابقة لفتح مكاتب الاقتراع ازدحاما بشكل غير متوقع. وبدأ أكثر من 11 ألف مكتب اقتراع موزعين بأنحاء البلاد في استقبال الناخبين منذ الساعة السابعة بالتوقيت المحلي، على أن يستمر ذلك حتى الساعة السادسة دون انقطاع. وفي مركز اقتراع بمدرسة شارع الحبيب بورقيبة المحاذي لمقر البرلمان في منطقة باردو بالعاصمة، تقاطر الناخبون من مختلف الأعمار على مدرسة شارع الحبيب بورقيبة لاختيار أحد مرشحيهم. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في المدرسة بأكثر من 3500 ناخب. وقال رئيس مكتب الاقتراع إن نسبة الاقبال حتى الساعة العاشرة بلغت نحو 30%، مشيرا إلى سلامة العملية الانتخابية. وقال ملاحظ بالمكتب يدعى محمد على الاسطنبولي عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان إن مكتب الاقتراع شهد نقصا في عدد الأعوان وأدى ذلك إلى ازدحام في بعض الأوقات. وأضاف الاسطنبولي أن توزيع الأعوان لم يكن محكما، وحتى تعويض الأعوان حدث بشكل متأخر. وشهدت أغلب المدن التونسية إقبالا واسعا من الناخبين منذ الصباح الباكر غير أن بعض المكاتب شهدت تأخرا في فتح الّأبواب تحديدا في مدينة القصرين حيث أرجع الجيش ذلك إلى أسباب أمنية. ولم تتضح توجهات الناخبين في الفترة الصباحية من الاقتراع لكن من المرجح ان تختلف موازين القوى عما كان عليه الحال في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 2011. وقال ناخب يدعى شهاب الفرشيشي إنه صوت لحزب آفاق تونس، مضيفا أن «توزيع الأصوات سيكون مختلفا هذه المرة عن انتخابات 2011. لن يكون هناك نصرا ساحقا لأي حزب». وتشهد المكاتب المتواجدة بالأحياء الشعبية في أحواز العاصمة إقبالا كبيرا. وفي حي الخضراء حيث اصطف العشرات من انصار حركة «النهضة الإسلامية»، قالت رئيس مركز الاقتراع إيمان سعيدان إن الاقبال يسير بشكل متصاعد ويتوقع ان يبلغ الذروة في فترة ما بعد الظهر. وأوضحت سعيدان ان نسبة الناخبين حتى الساعة 11 بلغت أكثر من 25 %، وتشارك في الانتخابات أكثر من 1300 قائمة حزبية ومستقلة. وتتوج هذه الانتخابات المرحلة الانتقالية الممتدة منذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن على في فبراير 2011 . وستمهد الانتخابات الحالية لتأسيس برلمان جديد يستمر لمدة خمس سنوات وحكومة شرعية ستشكل لاحقا وفق النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع على أن تتولى مهامها في أقصى تقدير في فبراير القادم. وبحسب أجندة الانتخابات المعلنة من قبل الهيئة المستقلة، سيتم التصريح بالنتائج الأولية للانتخابات التشريعية في أجل لا يتجاوز يوم 30 من الشهر الجاري والنتائج النهائية في أجل لا يتجاوز يوم 24 نوفمبر القادم، أي بعد يوم واحد من تاريخ الانتخابات الرئاسية. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة