مستشفى «الهلال» بعد تفجير محيط «دار القضاء».. «الإرهاب» يشوّه الأجساد

يرقدون فوق أسرة، بعضهم يخضع لعمليات جراحية عاجلة، وأهلهم يواسونهم جراء ما لحق بهم من إصابات، فى حادث التفجير الذى شهدته منطقة الإسعاف، وسط القاهرة، واستقرار شظايا بأجسادهم.
«المصرى اليوم» التقت المصابين الذين يتلقون العلاج بمستشفى الهلال الأحمر فى رمسيس، القريب من موقع الحادث.
تحولت أجواء مستشفى الهلال إلى طوارئ لاستقبال المصابين، بينما علا صراخ «عائشة»، والدة الطفلة «ملك»، المصابة فى الحادث، لمطالبة مسؤولى المستشفى بسرعة إنقاذ ابنتها.
الدكتور أحمد سمير، مدير قسم الاستقبال بمستشفى الهلال، قال، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، إنه تم التعامل مع الحالات بصورة عاجلة من قبل أقسام الجراحة والعظام والمخ والأعصاب وغيرها، وتم إجراء الإسعافات الأولية لهم والفحوصات الطبية، موضحا أن الحصيلة النهائية لعدد المصابين بلغت 14، جميعهم تماثلوا للشفاء عدا 4 حالات يرقد 3 منهم وهم: محمد محمود، وإسلام حازم، وأبو القاسم مصطفى، داخل غرف العناية المركزة لإجراء عمليات جراحية، بينما تم نقل الحالة الرابعة، وهى لسيدة عمرها 28 عامًا، تدعى إيمان أحمد إسماعيل، مصابة بنزيف بالمخ، إلى مستشفى الساحل.
وتبين أن المصابة حامل فى الشهر السابع، وتم إجراء الإسعافات الأولية لها، والتنسيق مع طوارئ وزارة الصحة وهيئة الإسعاف قبل نقلها من المستشفى برفقة أطباء مخ وأعصاب.
وبالطابق الثامن بمستشفى الهلال، كان يرقد إسلام حازم كيلانى، 27 سنة، مالك السيارة المتحفظ عليها، وسط أهله الذين حاولوا طمأنته على علاجه من إصابته بجرح نافذ بالبطن، واستخرج الأطباء أجساما صلبة من جسده، وقال شقيق المصاب إن «إسلام» كان يمر بالمصادفة فى طريق العودة إلى المنزل بمنطقة الزاوية الحمراء، وفجأة حدث الانفجار، وأصيب موضحا أنه لا علاقة له بالتفجير كما أشيع عنه.
ولم ينطق المصاب «إسلام» سوى بكلمة «الإرهابيون منهم لله»، وبينما أخرج الأطباء الصحفيين خارج غرفة العناية المركزة، أكد والد المصاب أن جماعة الإخوان وسعت دائرة العداء لهم، وطالب بضبط الجناة فى أسرع وقت.
أما المصاب محمد محمود محمد، 31 سنة، من مركز مغاغة بالمنيا، ومصاب بجرح نافذ بالبطن، فقال: «الدنيا اتقلبت بينا، وأجسادنا تطايرات فى الهواء، والموت كان يصارع الأطفال والسيدات والمارة، وليس لنا ذنب لكى يجرى لنا ما جرى، ونحن نجرى على أكل العيش، وإحنا فى حالنا، وأنا كنت أمر من الشارع وطالع من محطة مترو الأنفاق». يعتدل قليلاً محمد، ويسكت فى الوجع، قبل أن يستنطق، ممكن نموت فى سبيل الله شهداء، لكن نريد أن يكون لنا ثمن، الجانى يأتى ويعاقب بالإعدام، لما وسط البلد العاصمة يحصل فيها ما حدث، نبقى إحنا دولة كبيرة إزاى؟».
وروى أبوالقاسم مصطفى، وعلى محمد، المصابان بجروح قطعية بالوجه من جسم غريب، أنهما كانا يمران فوق رصيف شارع رمسيس، وحدثت لهما الإصابات بعد إصابة السيدات والأطفال صغار السن، بينما كانوا يحاولون الاقتراب منهم، مؤكدين أن الأهم كان بالنسبة لهم أن يعيش الأطفال.
وقال عطية محمد، 62 سنة، ونور محمد السيد، 30 سنة، مصابان بشظايا بالكتف، إن الإرهاب «مالوش ملة»، ولم يفرق بين رجل وامرأة وطفل وطفلة.
كان خالد أحمد إسماعيل، يحمل نجلته، «زينة»، أصغر مصابة، عمرها 11 شهرًا، ويؤكد أنها كانت برفقة والدتها بجوار أحد محال العصير، وهى مصابة بكدمات بالجسم، وحالتها استقرت بعد إجراء الإسعافات الأولية لها، ويجرى لها متابعة بمستشفى دار الهلال، وأشار إلى أن نجلته ارتطم جسدها بالأرض بشدة.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة