شوقي غريب: بعض الفشلة يقودون حربًا نفسية لتدميري (حوار)

فتح شوقى غريب، المدير الفنى للمنتخب الوطنى الأول، قلبه ل«المصري اليوم»، قبل ساعات من المباراة المصيرية التي تجمع المنتخب مع نظيره البتسواني، والمقررة مساء الجمعة، ضمن المرحلة الثالثة للتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية.
وأجاب «غريب» عن كل التساؤلات التي تخص المنتخب والكرة المصرية في حوار صريح جداً.
■ بداية.. كيف ترى مباراة اليوم المصيرية؟
- مهمة جداً، وسنلعب من أجل الفوز فقط لإحياء الأمل في التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة في المغرب، فقد وضعتنا الظروف في وضع لا بديل فيه عن الفوز للاستمرار في المنافسة، وقد قلت للاعبين: نحن نبدأ مشوار التصفيات من الآن وأمامنا منافسة مع ثلاثة فرق، وفريق واحد فقط سيتأهل للنهائيات وذلك من أجل تحفيزهم.
■ وهل تعتقد أنه مازال هناك أمل أمام المنتخب؟
- الأمل موجود، ولكن مازال هناك أشخاص يريدون إحباط الأمل، ومن يحبط الأمل الآن لا ينظر لصالح الكرة المصرية، وقد تسلمت المنتخب في وضع صعب فلم يكن مثلاً بطل أفريقيا أو متأهلاً إلى نهائيات كأس العالم، وعدد كبير من لاعبيه ونجومه الأساسيين مثل وائل جمعة ومحمد أبوتريكة ومحمد شوقي وعمرو زكي ومحمد بركات ومحمد زيدان قد ابتعدوا عن كرة القدم بالاعتزال أو أسباب أخرى، وفى ظل هذه الظروف أنت كمدير فنى تحتاج للوقت لكى تعود بمنتخب مصر لسابق عهده، وليس لى دخل بالمدربين السابقين أو ماذا فعلوا.
النهاردة منتخب مصر متوسط الأعمار به 23 سنة لأننا نبنى فريقاً جديداً، فأنا لم أجد أساساً لكى أبنى عليه وأرتفع عدة أدوار وإنما أؤسس لجيل جديد من اللاعبين، وهناك فرق بين اللاعب المحلى والدولى، وأنا أريد أن أصل بهذه المجموعة من اللاعبين إلى المستوى الدولى.
■ وهل شاهدتم بتسوانا؟
- نعم، وهو فريق جيد، متوسط أعماره صغير، ويعتمد في أسلوب لعبه على الطريقة الإنجليزية.
■ اللاعبون على الصعيد النفسي محطمون، فكيف ستتعامل مع ذلك الوضع؟
- الوضع صعب، لكننى عملت على إخراج اللاعبين مما هم فيه، ولدىّ من الخبرات ما يمكننى من ذلك، فأنا عمرى الآن 55 سنة وأكبر إنجازات الكرة المصرية منذ بدايتها حتى الآن شاركت فيها، وأول إنجاز في صفحة مصر على موقع الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» وهو برونزية كأس العالم للشباب 2001 تحقق على يدى، ونجحت في الفوز بأمم أفريقيا ودورة الألعاب الأفريقية ودورة الألعاب العربية، وشاركت في دورة لوس أنجلوس الأوليمبية، وكمدرب وصلت لكأس العالم مع فريق الناشئين وفريق الشباب ونلت به برونزية العالم، وثلاث بطولات لأمم أفريقيا مع المنتخب الأول مع حسن شحاتة، فسجلى لا يستطيع أحد أن يمحوه، ومن يفكر في محوه حاقد.
■ هل ترى أن البعض «بيستكتر» أن يدرب المنتخب الأول مدرب وطنى؟
- نعم، وتعرضنا لهجوم عنيف لم يتعرض له الأمريكى برادلى، وهناك أشخاص يريدون مدرباً بعينه، وفى مباراة تونس قبل نهايتها ب10 دقائق كان هناك هتاف «ارحل يا شوقي»، والغريب أنه لم يصدر من جماهير الدرجة الثالثة مثلاً، وإنما من الذين حصلوا على دعوات من اتحاد الكرة لحضور المباريات، وهناك أشخاص كثيرون أعرفهم كانوا بين من يهتفون برحيلى.
والمفترض أننا في الدقائق الأخيرة نحتاج للتركيز، لكن هذه الهتافات أثرت على كل من في الملعب حتى اللاعبين، وعلى العكس من ذلك ما حدث في مباراة تونس وبتسوانا، حيث كانت تونس متأخرة فهتفت الجماهير في آخر ربع ساعة للاعبين فحققوا الفوز، وهذا ليس دفاعاً عنى أو عن الفريق في هذه المباراة، فقد كنا سيئين جداً واستحققنا الخسارة.
■ وماذا عن طريقة اللعب في مباراة اليوم؟
- كل طرق اللعب متشابهة، والمهم أولاً وأخيراً هم اللاعبون الذين ينفذون هذه الخطط، والمجموعة الحالية مع اكتساب الخبرة سيفعلون كل شىء، واللاعب المصري لديه فكر وذكاء شديد، وأمام تونس والسنغال لم تكن الخسارة فنية ولكن لم يكن لدينا مستوى بدنى جيد، فقد لعبنا قبل انطلاق بطولة الدورى، ولم نخض في عام كامل سوى 6 مباريات ودية، والأجندة الدولية تفرض عليك ذلك، لأنه من المفترض أن اللاعبين يشاركون مع أنديتهم بشكل مستمر فتكون اللياقة البدنية لديهم جيدة في كل الأوقات، ولكننا كنا نعانى من توقف النشاط، ومنذ البداية قلت إننا نبنى فريقاً جديداً لمصر، ولو «مش مستعدين تستحملونا نمشى».
■ ولماذا تم استبعاد عدد كبير من المحترفين من قائمة هذه المباراة؟
- لأنه بعد بداية الدورى أصبح لدّى عدد كبير من اللاعبين، وخلقت حالة من التجانس والتوافق بين المحليين والمحترفين، ووجدت أن عدداً من هؤلاء مستواهم متقارب فلماذا إذن ألجأ إلى المحترف، ففضلت المجموعة التي تحت عينى بشكل مستمر، وعموماً في هذه المرحلة لا نستطيع الاعتماد على مجموعة بعينها من اللاعبين.
■ ولماذا تم استدعاء محمد صبحي؟
- لأنه ليس من الممكن أن أخاطر وأسافر بحارسين فقط، خاصة أن إكرامي أصيب قبل السفر بساعتين ولم يكن من الممكن اصطحاب صبحى هكذا قبل أن يستكمل أوراقه، ومن الممكن أن يحدث يوم المباراة أي ظرف طارئ لأى من الشناوى أو أمير، فكان لابد من وجود حارس ثالث، ولدىّ مجموعة من اللاعبين في كل المراكز على أهبة الاستعداد مثل عمر جابر وحسام عاشور ومؤمن زكريا وباسم مرسي، وكانت أوراقهم جاهزة للاستعانة بهم عند حدوث نقص في أي مركز.
■ وماذا عن استبعاد حسني عبدربه؟
- بسبب الإصابة، وقد تأكدت من إصابته وتحدثت معه قبل إعلان القائمة، ولا توجد مباراة في الدورى لم يشاهدها الجهاز الفنى حتى مباراة الإسماعيلي والمصري التي خرج طارق يحيى ليقول إنه كان من المفترض أن يتواجد جهاز المنتخب بها، فقد كان أسامة نبيه موجوداً ولديه تصريح من إدارة الإسماعيلي يثبت ذلك.
■ وماذا عن نغمة إقالتك السائدة حالياً حال الخسارة؟
- لا أعرف سبباً لكل هذه المهاترات والحيل من الكثيرين لتعطيل الجهاز الفنى ولا داعي لها، وأقول للجميع لكشف اللغط إن عقدى مع اتحاد الكرة ينتهى لو لم نتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة، ويتجدد تلقائياً حال التأهل، ولذا لمصلحة من ترديد نغمة أن الجبلاية تجهز فلاناً لخلافة شوقى، فهذه حرب نفسية يقودها ضدى مجموعة من الفشلة، «واللي زعلان من حد في اتحاد الكورة بيشتم فىّ وخلاص»، وسمير زاهر لم يطالب برحيلى كما ردد البعض، وهو من أكثر الداعمين لى، ونحن نبنى مصر الجديدة حالياً بعد الثورة ونتحمل كل الصعاب من أجل ذلك ونصبر، فلماذا تطلب منى أنا أن أحقق إنجازاً بسرعة وكن فيكون؟!، ونحن نبنى قناة السويس الجديدة فهل ستبنى في يوم وليلة؟!
وفي الإنجازات السابقة مع حسن شحاتة خدمتنا النتائج في البداية، ولذا كُتب لنا الاستمرار ولكن تغيير مدرب كل يومين لن يخدم الكرة المصرية، ولماذا لا يحدث هذا الهجوم مع الفرق مثل الأهلى والزمالك، وكل فريق يمر بمرحلة بناء لابد أن يتراجع مستواه كثيراً، وشخصياً أعذر جاريدو في هذه المرحلة الصعبة، أما الزمالك فلديه جيلان من الصفقات الجديدة وشباب النادى القدامى ويجب أن يتم التوفيق بينهما.
■ وكيف ترى بطولة الدوري هذا الموسم؟
- سعيد بانتظام المسابقة، ولكن زيادة عدد المدربين الأجانب باتت خطراً يهدد المدرب الوطنى وسنشعر بذلك في الفترة المقبلة، ولكن نرجو مع هذه المدارس المختلفة من المدربين أن يحدث تطور لإمداد المنتخبات بلاعبين مميزين.
■ وماذا عن تراجع مستوى محمد صلاح؟
- لو لم أضمه لقالوا مدربا لا يفهم، وصلاح نقل نقلة كبيرة جداً في مسيرته من بازل إلى تشيلسى، ويحتاج وقتاً للتأقلم ودائماً ما أرفع من معنوياته، وللعلم هو أحد أصحاب الخبرة في الفريق ب23 مباراة دولية مع المنتخب، في حين أن معظم المجموعة الموجودة لا تملك إلا 10 مباريات فقط، وبعضهم لم يخض أي مباراة دولية من قبل.
■ وهل استبعدت مجموعة من اللاعبين نهائياً مثل علي غزال وأحمد حسن «كوكا»؟
- باب المنتخب لم ولن يغلق في وجه أي لاعب، وأزمة عدد كبير من لاعبي المنتخب أنهم وُضعوا في ظروف صعبة، وغزال كان مصاباً لذا لم أستدعه.
اشترك وخليك في الملعب لمتابعة أخبار الدوريات