مصادرة 20 عنواناً ل«كتب إخوانية» مهرَّبة من السودان وتركيا وماليزيا

كشف مصدر بوزارة الثقافة أن إدارات الموانئ المختلفة صادرت 20 عنوانًا لكتب تتضمن تعاليم جماعة الإخوان خلال الأسبوع الماضى، تم تهريبها ضمن رسائل وشحنات للكتب وللصحف القديمة التى يتم استيرادها من دولتى ماليزيا والسودان، لإعادة استغلالها فى صناعة الورق.
وقال المصدر، الذى رفض ذكر اسمه، ل«المصرى اليوم»، إن كتب الإخوان كانت ممنوعة من دخول مصر قبل ثورة 25 يناير ولكن بعدها بدأ العديد من دور النشر فى إعادة طبع كتب سيد قطب وعرضها للبيع علانية، وعقب ثورة 30 يونيو أصبحت هناك رقابة مشددة على تلك الدور، وتم منعها من إعادة طبع كتب الإخوان، ما دفعها إلى الاعتماد على استيرادها من الخارج بالمخالفة للقانون، ومن دول محددة وهى تركيا وماليزيا والسودان وباكستان من خلال طرق فنية انتبهت إليها الحكومة مؤخراً.
وأضاف أن هناك 12 عنواناً، ويبلغ عدد النسخ من العنوان الواحد 1000 نسخة تقريبًا، تم اكتشافها فى رسالة كتب عائدة من ماليزيا، موضحًا أن «الإخوان» تستغل معارض الكتب التى تشارك فيها مصر بالخارج لترسل عددًا كبيرًا من النسخ، وبعد انتهاء فترة إقامة المعرض تتم إعادة المرتجع لمصر، على أن يسجل الناشر أسماء الكتب، وعدد النسخ، وتسليم الكشف إلى إدارة الجمارك، إلا أنه فى رسالة الكتب العائدة من ماليزيا تم اكتشاف عناوين مخالفة للكشف الذى تم تسليمه، لافتا إلى أنه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية مع الناشر.
فى السياق ذاته، كشفت إدارة المطبوعات بمطار القاهرة عن وجود 8 عناوين من الكتب فى رسالة جرائد مستعملة وأكياس ورقية، تم استيرادها لأغراض إعادة استخدامها فى صناعة الورق، وتدويرها واستخدامها فى الصحف، حيث فوجئ المفتشون أثناء أخذ عينات من الصحف بحداثة مواعيد النشر لتلك الجرائد، وهو ما يتنافى مع المتبع فى مثل هذه الرسائل، حيث تكون شحنة الورق قديمة ومتهالكة، وبإعادة البحث فى الشحنة تم الكشف عن الكتب، وكان أغلبها كتيبات صغيرة، تضم تعاليم سيد قطب، وتمت مصادرتها، ومنع دخول الشحنة إلى البلاد، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المستورد.
من جهته، قال الدكتور محمد عفيفى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، إن تهريب كتب الإخوان من ماليزيا والسودان يعود إلى وجود تنظيمات للجماعات الإسلامية فى تلك الدول لها علاقات مستمرة مع الإخوان بمصر.
وأضاف «عفيفى» ل«المصرى اليوم» أن هناك كميات كبيرة من كتب الإخوان مطبوعة فى مصر، خاصة فى الأقاليم، حيث تتم طباعتها فى المطابع الصغيرة، ويتم عرضها للبيع فى المكتبات.
وتابع: «أنا ضد منع طباعة ونشر هذه الكتب، لأن دور وزارة الثقافة ليس مصادرة الكتب، وإنما مواجهة ما تتضمنه من أفكار من خلال ما نقوم به الآن فى الوزارة، حيث نسعى لمواجهة فكر (داعش) بالندوات التى ينظمها المجلس الأعلى للثقافة، وسيتم نشرها فى المحافظات».
وأردف: «لن يستطيع رقيب مصادرة كتاب حتى وإن منعت نشره اليوم فلن أستطيع فى المستقبل، لأن سبل الطباعة والنشر سواء الورقى أو الإلكترونى باتت سهلة، ونحن كوزارة ثقافة نسعى الآن لمواجهة الأفكار المتطرفة على المدى المتوسط والبعيد، من خلال الأنشطة الفنية والثقافية».
وعن قدرة الوزارة على القيام بدورها التنويرى الآن قال «عفيفى»: «هناك صعوبات إدارية ومالية بسبب الدولاب الحكومى الذى يتميز بالروتين، لكننى أتصور أن هذا الدور بات معركة حياة من أجل النهوض بالوعى المصرى».
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة