حمل طلاب ينتمون لجماعة الإخوان، أكفانا أثناء مسيرتهم فى جامعة بنى سويف، وقيدوا أيديهم بسلاسل حديدية، كما وضعوا على أفواهم لاصقا وكمامات، وهتفوا «متعبناش.. متعبناش». ورفع الطلاب المحتجون صورا لعدد من زملائهم القتلى والمقبوض عليهم فى أحداث اعتصامى ميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر، ولوحوا بشارات «رابعة». وتباينت ردود أفعال الطلاب وأساتذة جامعة بنى سويف حول ممارسة العمل السياسى داخل الجامعة. وقال طارق أبوالمكارم، مدير كلية إعلام بنى سويف، إن العمل السياسى الحزبى محظور تمامًا داخل الجامعة، سواء للطلاب أو لأعضاء هيئة التدريس، مشددًا على أن العمل السياسى داخل الجامعة غير ممنوع، وإنما العمل الحزبى. وأشار إلى أن العمل الحزبى داخل الجامعة يؤدى إلى حدوث انقسامات واحتقان بين الطلاب، وأن هناك أنشطة طلابية يمارسها الطلاب وندوات تقيمها الجامعة تتحدث عن الأحداث الجارية. وأكد عادل منصور، طالب بكلية الآداب بجامعة بنى سويف، أن العمل السياسى للطلاب شىء مهم وخاصة بعد ثورتين عاشتهما مصر. وقال حسام شاكر، مسؤول العلاقات العامة بجامعة بنى سويف، إن الجامعة خلال فترة الانتخابات الرئاسية قبل الماضية استضافت معظم مرشحى الرئاسة فى قاعة الاحتفالات الكبرى، وشارك العديد فى كثير من النقاشات مع المرشحين. وأضاف: «أفضّل للطالب أن يمارس نشاطه السياسى من خلال القانون الذى كفل له تشكيل أسر داخل الكلية يعبر فيها عن رأيه». وحذر محمد خالد، طالب بكلية التربية ببنى سويف، من أن يؤدى العمل السياسى إلى فوضى داخل الجامعة، ففى العام الماضى وقع كثير من المشاجرات بالسلاسل الحديدية داخل الحرم الجامعى بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى والمؤيدين لثورة 30 يونيو. وتابع: لا بد أن يبتعد العمل السياسى عن الجامعة حتى لا تتحول إلى ساحة من الدماء وهناك مشهد لا يغيب عن ذهنى عندما قام الطلاب أمام إدارة الجامعة برفع نعش وطافوا به وكتبوا عليه «البقاء لله فى الديمقراطية»، وكان عدد الطلاب لا يتجاوز 20 طالبا، فكيف لمثل هذا العدد أن يحكموا على قتل الديمقراطية فى مصر، من إجمالى 12 ألف طالب فى جامعة بنى سويف؟ اما شيماء عبدالفتاح، طالبة بكلية التجارة، فقالت:«العمل السياسى يحتاج إلى ضوابط داخل الجامعة حتى لا يتحول إلى مشاجرات بين الطلاب ولابد أن يكون هناك مسؤول سياسى بالجامعة يوجه الطلاب ولا تقام فعالية إلا بعد الرجوع إليه، حيث إن الحماس بين الشباب إذا لم يتم توجيهه سيؤدى إلى اعتداءات لفظية واشتباكات بالايدى». وأوضح الدكتور أحمد محمود، أستاذ بجامعة بنى سويف، أن سلاسل حديدية و«توك توك» وسماعات وميكرفونات وأكفانا وكمامات حملها طلاب الإخوان بجامعة بنى سويف أثناء مسيرتهم داخل الحرم الجامعى للافراج عن الطلاب المقبوض عليهم، وطافوا بها كليات العلوم والاداب والتجارة. وانتقد، أمن الجامعة الذى سمح بدخول ال «توك توك» والسلاسل الحديدية مع طلاب الإخوان، وتساءل: «ماذا لو وقع اشتباك بين المحتجين والمؤيدين للجيش والشرطة؟، بالتأكيد أن الحرم الجامعى سيتحول لساحات دم». وفى جامعة عين شمس، أعلن طلاب الإخوان والمنظمون لحركة ما يسمى «طلاب ضد الانقلاب»، تدشين حملة «لو ناسى أفكرك»، للتذكير بفعالياتهم ضد وزارة الداخلية بعد مرور عام على إسقاط حكم الإخوان، ولعرض انتهاكات الداخلية، بحسب تعبيرهم. وأضاف الطلاب فى بيان لهم نشر على صفحتهم الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «أن الحملة جاءت بعد قرار تأجيل الدراسة ل 11 أكتوبر المقبل، والسلطة الحالية تظن بتأجيلها للدراسة وفرضها القبضة الأمنية على الطلاب، أنها تنهك الحراك الطلاب». وأكد البيان، أن الحركة لديها خطة واضحة لفعاليات مختلفة خلال الفترة المقبلة، ولا ترتبط بأسوار الجامعة، لكنها مستمرة على الأرض بالتوازى مع الحملة، مؤكدا «الاستمرار لحين تحقيق أهدافهم، بالرغم من أشكال العنف التى يتعرض لها الطلاب». وفى سياق متصل أصدر طلاب حزب مصر القوية بيانا رفضوا خلاله ما سموه «سعى الدولة للسيطرة على الجامعات وطُلابها، وصدور حزمة قرارات خلال الأسبوعين الماضيين من مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للجامعات، والتى تمثل انتهاكاً صارخاً للحقوق والحريات الطلابية داخل الجامعات». وأضاف البيان المنشور على صفحتهم الرسمية ب «فيس بوك»: «فى البداية أصدر وزير التعليم العالى قراراً بزيادة مصاريف المدن الجامعية لأكثر من الضعف، مبرراً ذلك بمحاولة سد العجز فى ميزانيات الجامعات، رغم تبرع جامعات القاهرة والمنصورة والفيوم بعشرات الملايين من ميزانيتها لصندوق (تحيا مصر)، كما أن القرار لم يوضح إن كانت هذه الزياده ستؤدى إلى تحسين الخدمة فى المدن الجامعية أم أنها حلقة فى مسلسل نهب الدولة لمواطنيها». وأضاف البيان أن قرار مجلس جامعة بنى سويف بفصل أى طالب يسىء للرئيس عبدالفتاح السيسى فصلا نهائيا، دون أن يوضح مجلس الجامعة فى حيثيات قراره السند القانونى لاتخاذ ذلك القرار والذى يمثل تعديا على الحريات السياسية للطلاب- لا يعبر إلا عن محاولة بائسة وضعيفة ضمن سلسلة من إجراءات هدفها تكميم الأفواه واستمراراً لإرهاب الدولة. وتابع البيان: «أمامنا عام دراسى طويل ولن تتوقف محاولاتنا فى انتزاع حرياتنا وحقوقنا الطلابية داخل الحرم الجامعى». اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة