قالت لانا شاهين، مراسلة قناة الميادين، إنها التقطت أنفاسها قليلا، بعد إعلان انتهاء الحرب الإسرائيلية، التي استغرقت 51 يوما، وتخلصت من الخوف الذي كان يرافقها أثناء وجودها في بعض مناطق القطاع ميدانيًا. وأضافت أن الفارق يكّمن الآن في أن أرواحنا استعادت هدوءها نسبيًا، لقد كنت دائمة القلق على عائلتي، أخشى أن يصيبهم مكروهًا«. وتضيف «كنت أشتاق للوقوف في المطبخ، وإعداد وجبات الطعام لعائلتي واحتضان صغاري، وأشتاق لتفاصيل حياتي اليومية التي كدت أن أنسها». وأردفت:«كنا نخرج ولا نعرف هل سنعود أم لا، هل سأرى صغيريّ ياسر ويارا مرة أخرى، أم لا قدر الله قد نغطي خبر مقتلهم». وأكثر ما كان يؤلم شاهين كما تقول، أنها لم تكن تستطع محادثة أبنائها، ورؤيتهم، فقد كانت تبقى في مكان عملها لأيام متواصلة، وظروف الميدان فرضت عليها أن يكون اطمئنانها على أسرتها، اتصال هاتفي سريع لزوجها. وأضاف:«لا أخفي أنني في الميدان كنت خائفة، قبل مغادرة المكتب كنت أدعو بأن نعود سالمين، فقد كانت حربًا وحشية، والاحتلال الإسرائيلي لا يفرق بين أحد ويستهدف الجميع». ونجت شاهين من الموت المحقق مرتين، كما تقول، فأثناء تغطيتها لأخبار التصعيد في خزاعة سقطت بجوار سيارتهم قذيفتي دبابة، كما سقط صاروخ إسرائيلي آخر قربها، خلال إعدادها تقرير شرق مدينة غزة. وقالت إن التعب أنهك أجساد الصحفيين كثيرًا، وقلة ساعات النوم ضاعف ذلك أيضًا، لدرجة أنها لم تعد تستطيع ارتداء درعها الصحفي. وأكملت أن «التخلص من كل تلك الأمور، حاليًا أوجد لي راحة نفسية، ولعائلتي أيضًا التي كانت تقلق كلما سمعت نبأ مقتل صحفي، لقد عدّنا للراحة والخصوصية اللذين افتقدتهما طوال 51 يومًا (هي عمر الحرب)» . وحقق محمود الهمص، مصور وكالة الأنباء الفرنسية، أخيرًا أبسط مطالب أبنائه في اصطحابهم بنزهة، بعد فراق دام لأسابيع. وقال الهمص «بعد أن وضعت الحرب أوزارها شعرنا براحة نفسية، إلا أن مقتل بعض الزملاء الصحفيين مازال يؤلمه». وأضاف أن «هذه الحرب مختلفة عن كل الحروب السابقة، كان الموت يحفنا من كل مكان، أجسادنا متعبا، وأشعر بأن الإنهاك الذي نسيته بسبب العمل المتواصل، قد بدأ يظهر الآن». ويشعر الهمص بالسعادة كلما رأي صغاره بخير، فمشاهد الأطفال الذين التقطت عدسة كاميراته صورهم لا تنساهم ذاكرته أبدًا. وأردف:«لقد كنا محرومين من أدنى حقوقنا، القلق كان يرافقنا في كل مكان، أحمد الله أن عائلتي بخير». اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة