الزمالك.. من نادي الألعاب الرياضية إلى ساحة حرب

تحوَّل نادي الزمالك من نادي الألعاب الرياضية، كما هو مشهر في الجهة الإدارية منذ 103 أعوام، إلى ساحة حرب وقتال على مدار السنة الماضية، وسالت الدماء للمرة الأولى في النادي الأبيض في واقعة غير مسبوقة، عندما سقط عمرو حسين قتيلًا في 17 سبتمير 2013، عند محاولة ألتراس «وايت نايتس» اقتحام النادي للمطالبة برحيل ممدوح عباس، رئيس النادي الأسبق.
وكان هجوم «وايت نايتس» آنذاك اعتراضًا منهم على تراجع نتائج الفريق الكروي الأول، حيث تطور الأمر وتدخلت قوات الأمن لتأمين النادي، وقامت بتفريق المشجعين الذين قاموا بإشعال النيران في بعض منشآت النادي، وهو ما تسبب في ترويع الأعضاء، كما أطلق الأمن الغازات المسيلة للدموع لتفريق الجماهير الغاضبة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تزايدت الأزمات وتصاعدت حدة الخلافات وتكررت الوقفات الاحتجاجية ل«وايت ناتيس» أمام بوابات النادي، وبرحيل ممدوح عباس، اعتقد الجميع أن الأزمة قد انتهت مع إدارة النادي، ولكنها سرعان ما اشتعلت مع تولي مرتضى منصور، رئيس النادي، المسؤولية حيث دخل في صدام مع الرابطة الداعمة للنادي، بعد رفضها اقتراحه بعمل استمارات تحمل أرقام البطاقات الشخصية لمن يرغب في الحصول على تذاكر المباريات.
وفي ظهر يوم السبت 2 أغسطس، فوجئ الجميع بقيام مجموعة من الألتراس باقتحام النادي وإلقاء قنبلة دخان وإشهار الأسلحة البيضاء، وهو ما تسبب في حالة من الرعب لدى الأعضاء، ودفع إدارة النادي لمطالبة وزارة الداخلية بالموافقة على تسليح النادي حرصًا على سلامة الأعضاء.
ووصلت الأحداث إلى ذروتها الأسبوع الماضي، بعد إصدار رابطة الألتراس بيان «احتشدوا»، وهو ما تسبب في تحويل النادي إلى ثكنة عسكرية، حيث أحاطت به قوات الأمن من كل الجهات خوفًا من تكرار اقتحامه، وفي الوقت الذي كان يترقب فيه الجميع موقف «وايت نايتس» بعد دعوتهم مجددًا للاحتشاد، الأحد، في ميدان سفنكس، فوجئ الجميع بمحاولة اغتيال مرتضى منصور، رئيس النادي، في الثالثة فجرًا، بعد قيام مجهولين بإطلاق النار عليه أثناء خروجه من النادي، وهو ما تسبب في إصابة ثلاثة من مرافقيه، حيث سادت حالة من الذعر بين الأعضاء خوفًا من تكرار أحداث الشغب وفضل الكثيرون عدم الذهاب للنادي، بعدما تحول إلى ساحة حرب ومعارك، خاصة أن الألتراس لم يضع نقطة النهاية لهذا المسلسل بعدما جدد تهديده لمسؤولي النادي بأن «القادم سيكون أمرّ».