منتجو الأسمدة: كارثة تواجه المصانع والتجار والمزارعين بسبب نقص الغاز

حذر منتجو وتجار الأسمدة من ارتفاع نسبة العجز فى سوق الأسمدة مع بدء الموسم الصيفى، الذى يعد ذروة الاستهلاك منها فى البلاد، حيث يستحوذ على أكثر من 55% من إجمالى الاستهلاك السنوى، بسبب نقص إمدادات الغاز للمصانع وتوقف بعض الوحدات عن الإنتاج، لافتين إلى ارتفاع أسعار الأسمدة فى السوق السوداء، وقالوا إن تلك الأزمة تهدد بمشاكل كبيرة للمنتجين والتجار والمزارعين.
قال الدكتور شريف الجبلى، رئيس غرفة الصناعات الكيماوية، إن تكرار انقطاعات الغاز وعدم انتظام إمداده لمصانع الأسمدة ينذر بكارثة هى الأسوأ، وقد تؤدى لارتفاع فى أسعار الأسمدة بالسوق السوداء.
وأشار الجبلى إلى أن المصانع الحكومية لا تستطيع الوفاء بكامل احتياجات الاستهلاك المحلى، وأن مصانع المناطق الحرة اتفقت مع الحكومة على توريد 20% من إنتاجها لتغطية العجز بالسعر المدعوم مقابل تصدير باقى الكمية دون رسوم صادر، لافتا إلى أن تكرار توقف ضخ الغاز لتلك المصانع سيمنعها من الوفاء باحتياجات الحكومة، إلى جانب عدم قدرتها على الوفاء بالتعاقدات التصديرية.
من جانبه، قال أحمد الجيار، رئيس الجمعية المصرية لمنتجى الأسمدة، إن الغاز مادة خام فى صناعة الأسمدة، ويصل نسبته كمكون فى منتج السماد إلى أكثر من 70%، ويجب أن تكون له الأولوية، مشيرا إلى أن توفير الأسمدة قضية أمن قومى، لأنها ترتبط بالغذاء مباشرة.
وأشار إلى أن الانقطاعات طالت الشركات الحكومية التى تورد كامل إنتاجها للحكومة وأيضا المصانع بالمناطق الحرة، وأن هناك عددا من المصانع توقفت تماما عن الإنتاج فى مدد طويلة، وهناك مصانع انخفضت نسب التوريد إليها لأكثر من 40%، وهو ما أثر على إنتاجية المصانع. وأضاف أنه سيتم رفع تقرير مشترك مع غرفة الصناعات الكيماوية إلى الحكومة الأسبوع المقبل.
وقال محمد الخشن، رئيس الجمعية المصرية لتجار وموزعى الأسمدة، إن الفارق بين السعر الحكومى والسوق السوداء ارتفع إلى 1600 جنيه، حيث وصل سعر الأسمدة فى السوق الموازية إلى 2800 جنيه مقابل 1600 جنيه فى البنوك الزراعية.
وأضاف أن هذا السعر مرشح للصعود مع استمرار الأزمة خلال فترة ذروة الاستهلاك مايو المقبل، والتى تستمر حتى أغسطس المقبل، مشيرا إلى أن مصر تستهلك أكثر من 55% من إنتاجها تلك الفترة.
وأشار أحمد هجرس، عضو المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية، إلى أن مصنع موبكو والإسكندرية للأسمدة متوقفان بالكامل عن الإنتاج منذ 10 أيام، وأن وزارة البترول وعدتهما باستئناف ضخ الغاز بما يسمح لهما بالإنتاج نهاية الأسبوع الحالى، ولكنها لم تحدد حصة الغاز التى سيتم توفيرها، كما أن مصنعى حلوان والمصرية للأسمدة انخفضت التوريدات إليهما بنسبة 40%.