فى قلبى مكانة خاصة لدولتى تونسوالإمارات. كلاهما نموذج لنهضة من نوع خاص. الأولى يحدثك سائق التاكسى فيها عن أرسطو وفولتير والعقد الاجتماعى. والثانية حققت نهضة للإنسان فى أربعة عقود لا تقل عن نهضة اليابان. وزادت مكانتهما عندى عندما خرجت من الأولى شرارة التحرر العربى، وعندما وقفت الثانية مع مصر حين أساءت استخدام شرارة الأولى. الإمارات على المستوى الرسمى فعلت كل شىء ممكن. وعلى المستوى الخاص، أعجبنى مشروع بناء مليون وحدة سكنية بالتعاون مع الجيش وشركة «آرابتك» الإماراتية. وأعجبنى كلام «حسن سميك» المدير التنفيذى للشركة. لكن المشروع يثير الشجون عن مشروع آخر هو «هرم سيتى» الذى يُعد أهم مشروعات «سميح ساويرس» فى مصر. مشروع أربتك هو نسخة كربونية من مشروع «هرم سيتى» مضروباً فى 14 مرة. ولا يوجد بينهما سوى فرق وحيد هو أن سميح ساويرس دفع فى الأرض مبلغاً رمزياً، بينما «أربتك» ستأخذ الأراضى مجاناً. مشروعات «سميح ساويرس» متوقفة فى كل مكان: 6 أكتوبر، الفيوم، قنا، الغردقة، الأقصر، أسوان وغيرها. مليارت معطلة بلا سبب واضح. والطبيعى أن تتم محاسبة المخالف وتشجيع المجتهد وليس قتل الجميع! ومن الواضح أن المشكلة هى عدم احترام الحكومة للتعاقدات السابقة وإعلاء نغمة «رجال الأعمال الأشرار اللى سرقوا الأراضى». وعيب يا ساويرس يا ابنى تشترى أراضى لبناء مساكن لمحدودى الدخل، كنت ابنى ملاهى أو مصنع بطاطس، اوعى تعمل كده تانى. نجاح «هرم سيتى» دفع حكومة السنغال لتوقيع اتفاق مع «سميح ساويرس» لعمل نفس المشروع، كما تقوم حكومة إثيوبيا بالتفاوض معه للغرض نفسه. أما سويسرا فأعطت له مدينة «آندرمات» كلها لتعميرها ورفع كفاءتها. سميح ساويرس على أغلفة المجلات الأوروبية طوال الأشهر الماضية بينما مصر تكتفى بتعطيل مشاريعه منذ ثلاث سنوات! الغريب أن م.إبراهيم محلب، هو أدرى الناس بمشاكل الإسكان، فماذا ينتظر؟! أما وزير الإسكان د.مصطفى متولى، فقد لاحظت أنه قام بتشكيل لجنة مصرية عليا لحل مشكلات الاستثمارات السعودية فى القطاع العقارى، وقال إن الحكومة تحاول تذليل كل العقبات التى تواجه المستثمرين العرب. (طب ما المصريين عرب برضه!). عموماً الحل بسيط؛ على «سميح ساويرس» الآن أن يحصل على الجنسية السعودية أو أن يسمى نفسه «حسن سميك ساويرس». twitter: ramygalalamer
