قال عادل العدوي، زميل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، في مقال له نشرته شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، السبت، إن رئيس مصر المقبل يجب أن يعمل جنبا إلى جنب مع هيكل البيروقراطية المعقدة التي كانت في حالة من التحول على مدى السنوات الثلاث الماضية. وذكر «العدوي» أن هناك العديد من التحديات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية الخطيرة، وليس هناك شخص واحد يمكن أن يحلها بمفرده، موضحا أن نجاح الرئيس المقبل يتطلب الدعم الكامل والتعاون من الجيش، والدولة العميقة، وغالبية الشعب، ليكون قادرا على تقديم نظام حكم مع توقعات كبيرة. وأوضح «العدوي» أنه في هذه المرحلة، برز المشير عبد الفتاح السيسي باعتباره المرشح الذي يتمتع بكل من دعم الدولة والشارع، وأصبح رمزا للأمل لملايين من المصريين، وفرصة لدفع البلاد إلى الأمام في ظل الأوقات الصعبة. وأضاف أن نجاح السيسي ليس بالطبع أمرا مضمونا، لكن علاقته القوية مع المؤسسات الأكثر نفوذا في مصر عززت من فرصه مقارنة بأي مرشح آخر، وفي حال انتخابه، سيكون بالتأكيد أكثر قدرة من غيره على المناورة من خلال البيروقراطية متعدد الأوجه، لإنجاز الأمور واتخاذ القرارات الصعبة اللازمة. وتابع «العدوي» أنه يصعب على بعض المراقبين الغربيين فهم لماذا يقف الشعب وراء السيسي، غير أن السبب وراء هذه الحقيقة بسيط، فلا تزال المؤسسة العسكرية من مؤسسات الدولة الأكثر احتراما وشعبية في البلاد. وقال إن معظم الأسر المصرية لديها على الأقل شخصا من أفراد أسرتها خدم في الجيش، ما عزز رابطة خاصة بين الشعب وقواته المسلحة. ويرى أنه بعد 3 سنوات من الانتقال السياسي، بما في ذلك السنة المدمرة لحكم جماعة الإخوان المسلمين، دفعت العديد من المصريين الوقوف وراء رجل قوي منضبط، يمكنه توجيه البلاد نحو الأمن والاستقرار. وذكر أن النساء والمسيحيين هما من أهم الدوائر التي تدعم السيسي وتقف وراء ترشحه لانتخابات الرئاسة، لأنهما أكثر من عانى في الواقع من حكم الإخوان. ويرى أن الدعم قوي من دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات والكويت، يعزز أيضا من الآفاق الإيجابية لرئاسة السيسي، ويفتح الباب لمبادرات تعاون اقتصادي وأمني . وأوضح أننا شهدنا بالفعل حزم اقتصادية بمليارات الدولارات وصفقة أسلحة، وسيكون هناك أكثر من ذلك بكثير بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية. وقال إن مسألة الأمن هي أولوية قصوى بالنسبة للناخبين المصريين، وستشكل التحدي الرئيسي لرئاسة السيسي، ومع ذلك، سنوات رئاسته للمخابرات العسكرية، تعطيه ميزة على المرشحين الذين لم يسبق لهم العمل في الأجهزة الأمنية. ويرى أنه بعد انتهاج الإخوان للعنف، يوجد شيء واحد مؤكد، وهو أن إدراج جماعة الإخوان في النظام السياسي لا تسفر عن نظام سياسي أكثر استقرارا، كما يتبين من فترة حكمهم القصيرة.