أنقذت العناية الإلهية قرية شطورة بمركز طهطا شمال محافظة سوهاج، مساء السبت، من موت جماعى محقق، كان سوف ينتج عنه آلاف الضحايا والمصابين إذا امتدت النيران إلى المنازل المجاورة لمخزن الوقود الذى انفجر وسط الكتلة السكنية. انتقلت «المصرى اليوم» إلى مستشفى سوهاج العام لرصد خطورة الإصابة التى تعرض لها المشاركون فى إخماد النيران فى البداية، حيث يقول أشرف محمد محمود، 25 سنة، من المصابين فى انفجار مخزن الوقود، وهو يتحدث بصوت منخفض: «لو كنت أعلم ما حدث لى، لما خرجت من البيت، والضحايا والمصابون ذنبهم ليس فى رقبة صاحب مخزن الوقود الذى راح من بين الضحايا، ولكن ذنبهم فى رقبة المحافظ ومدير الأمن، لأن هذا المخزن يقوم بتجارة البنزين والسولار من زمان، والجميع يعلمه، ولو وجدت رقابة فعلية وحملات شديدة لما استطاع صاحب المخزن شراء تلك المواد البترولية وتخزينها فى مكان وسط الكتلة السكنية، من أجل بيعها فى السوق السوداء». ويقول محمود محمد أحمد عسكر، 34 سنة، شقيق صاحب المخزن: «إن سبب ارتفاع عدد الضحايا والمصابين إلى هذا العدد الكبير هو تأخر وصول سيارات المطافئ إلى مكان الحريق، رغم تواجد وحدة حماية مدنية بالقرية تبعد أمتارا عن المكان، ولكن الروتين دائما ما يعطل، وتنتج عنه أحيانا كوارث مثل هذه»، ويضيف عسكر: «إن ما حدث لا إرادى، وليس فيه أى شبهة جنائية، لأن أهالى القرية لا توجد بينهم وبين شقيقى صاحب المخزن أى عداوات، فضلا عن أنهم يقومون بشراء البنزين والسولار منه». ويقول عبدالرحمن محمد عبدالغنى، 18 سنة، طالب، مصاب بحروق نارية خطيرة أيضا جراء مشاركته فى إخماد الحريق، إنه لا ينتمى لصاحب المخزن الذى انفجر ولقى مصرعه لا من قريب ولا من بعيد، ولكنه من أهالى القرية الذين أسرعوا بصورة جماعية لإطفاء النيران ومنع امتدادها إلى منازل أخرى. ويضيف عبدالغنى: «دفعتنى الشهامة أكثر من اللازم، وأخذت أخرج الجراكن الممتلئة بالبنزين والسولار إلى خارج المخزن، حتى تتم السيطرة على النيران بسرعة، ولكن بعد دخولى المكان فى مرة من المرات وفى يدى جركن لا أعلم ما به من المواد البترولية سمعت صوت انفجار، ولم أدر بنفسى غير فجر اليوم فى مستشفى سوهاج العام». ويقول محمود محمد محمد عسكر، 50 سنة، من أقارب صاحب المخزن: «إن الناس من أهالى القرية توجهوا فى صورة جماعات كبيرة مصطحبة فى أيديها الجرادل والأوانى الممتلئة بالمياه، فور وقوع الحريق لإخماده، ولكن بعد إطفاء اللهب حدث الانفجار، وهو ما تسبب فى كل هذه الخسائر». يقول حسام مجاهد، 14 سنة، طالب، من المصابين أيضا، إنه فور سماعه خبر اشتعال النيران فى مخزن الوقود الخاص بالمدعو محمد محمد أحمد عسكر، أسرع إلى هناك للمشاركة فى إخماد النيران، وعدم امتدادها إلى منازل أخرى مجاورة، ويضيف: «ظننا أنه تم إخماد الحريق، وأطفئت النيران، وفجأة لم نشاهد غير انفجار براميل الوقود التى كانت ممتلئة بالسولار والبنزين، وارتفاعها فى سماء القرية إلى مسافات بعيدة»، ويوضح مجاهد أن ما حدث له قضاء وقدر، وليس لأحد دخل فيه. كان انفجار هائل قد حدث، مساء السبت الماضى، فى مخزن وقود خاص بأحد المواطنين بقرية شطورة دائرة مركز طهطا، وكان المخزن ممتلئا ببراميل وجراكن السولار والبنزين التى كانت معدة لبيعها فى السوق السوداء، ما نتج عنه مصرع 8 بينهم سيدة، وإصابة 52 شخصا بحروق نارية فى أماكن متفرقة من الجسم، بينهم أمين ورقيب شرطة من قوات الحماية المدنية المشاركة فى إخماد النيران.