الصحة: ننتظر الأبحاث والدراسات لإعلان الموقف الكامل

قال الدكتورعبدالحميد أباظة، مساعد وزير الصحة، رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إن الاكتشاف الجديد الذى أعلنت عنه القوات المسلحة لعلاج فيروس سى- سوف يساهم فى تحقيق طفرة حقيقية فى علاج المرضى، إذا ثبتت فاعليته، مشيراً إلى أنه لا يسرى على جميع الحالات، ومنها المرضى الذين يعانون من تليف بالكبد، ومن يأخذون عقار الإنترفيرون، وكبار السن. وأضاف أباظة، ل«المصرى اليوم»، أن الجهاز الخاص بالتشخيص أجريت عليه تجارب كثيرة، وتم عرضه فى وزارة الصحة وقت تولى الدكتور فؤاد النواوى، والوزارة أرسلت خطاب موافقة واعتماد له، بعد التأكد من نتائجه، لكن الجهاز الخاص بالعلاج يحتاج لمزيد من البحث والتجارب والدراسة، خاصة أن غالبية الأطباء لا يعلمون عنه شيئا، ولم تعلن أبحاثه بشكل كامل، مطالبا بعدم التهويل أو التهوين بشأنه.
وقالت الدكتورة منال حمدى السيد، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة، إن الاكتشاف سوف يؤثر بشكل كبير على شكل المفاوضات بين وزارة الصحة، وممثلى شركة الدواء الأمريكية المنتجة للعقار الجديد الذى يستخدم لعلاج الفيروس، وتم طرحه مؤخرًا.
وأشارت، ل«المصرى اليوم»، إلى أن الأسبوع المقبل سيشهد جولة جديدة من المفاوضات بين ممثلى اللجنة القومية، ومندوبى الشركة المنتجة للعقار، مؤكدة أن الاكتشاف الجديد سيساهم بشكل كبير فى تخفيض سعر العقار بنسبة كبيرة، منوهة بأن التجارب السريرية التى تجريها الوزارة على العقار الجديد قاربت على الانتهاء، ونسب النجاح فيها تتجاوز 90%.
وحول فاعلية وجدوى الاكتشاف، قالت إن وزارة الصحة تنتظر الاطلاع على الدراسات والأبحاث الخاصة بالعلاج، مشيرة إلى أنه فى حدود معلوماتها عن هذا العلاج فإنه علاج تداخلى على غرار الغسيل الكلوى أو عمليات القسطرة، بمعنى أنه يتم عن طريق الحقن، وهذا النوع لا يجرى على جميع أنواع المرضى، نظرا لعدم الاستجابة له، مثل الأطفال وكبار السن ومرضى وضعف المناعة، وأنها فى انتظار الاطلاع على الأبحاث لإبداء رأيها بشكل كامل.
وقال الدكتور هشام الخياط، أستاذ ورئيس قسم الكبد والجهاز الهضمى، بمعهد تيود بلهارس، إن الجهاز الخاص بالتشخيص لا غبار عليه، لكن الملاحظات تتعلق بجهاز العلاج، خاصة أن الإعلان عنه جاء فى مؤتمر صحفى، وهذا مخالف للأعراف الطبية والعلمية، فكان يجب الإعلان فى مؤتمر علمى لمناقشة النتائج والأبحاث التى أجريت على المرضى.
وأضاف الخياط أن الاكتشاف الجديد تجاوز مرحلة التجارب على الحيونات والخلايا الكبدية (المزرعة)، وقام بإجرائها على مجموعة من المرضى مباشرة، ولم يقم بعمل مقارنة مع الأدوية الجديدة.
وأبدى الخياط مخاوفه من انتقال المرض لآخرين، بسبب طرق التعقييم، خاصة أن العلاج يتم عن طريق استسقاء دموى، ومن ثم فى ظل تردى إجراءات التعقيم المتبعة فى مصر، هناك مخاوف كبيرة من العدوى.
وآخر الملاحظات كانت حول فكرة العلاج بالأعشاب، عقب انتهاء جلسات العلاج بالموجات الكهرومغناطيسية، بدعوى رفع المناعة، مطالبا بضرورة الكشف عن نوعية تلك الأعشاب، لأنها ليست سرا حربيا، مع الاحتفاظ بالمقادير، ولو كانت هناك مخاوف من السرقة يتم تسجيل براءة الاختراع.
وقال الدكتور أحمد مؤنس، أستاذ الجهاز والكبد فى جامعة عين شمس، أحد المشرفين على أبحاث علاج فيروس سى، إن العلاج الجديد لا يشمل جميع المرضى، ولا يطبق على من عمرهم أقل من 15 عاماً وأكبر من 50 عاماً، كما لا يطبق على مرضى التليف. وأكد مؤنس ل«المصرى اليوم» أن «كورس العلاج يبدأ بتناول المريض 10 أقراص من الدواء الجديد، الخالى من أى كيماويات، وهو عبارة عن أعشاب طبية تعمل على تحفيز مناعة الجسم، لسهولة القضاء على الفيروس، ويحصل المريض على 3 أقراص يوميًا».