قال كل من جورجيو كافييرو ودانيل واجنر، المحللان والباحثان في مؤسسة «كونتري ريسك سولوشن»، في تحليل لهما، لموقع مركز الدراسات «ميدل إيست بوست»، أنه على الرغم من الاضطرابات التي تشهدها سيناء، استطاعت كل من مصر وإسرائيل الحفاظ على علاقاتهما الثنائية. وأوضح التحليل أنه مع وجود تنظيم القاعدة المتنامي في سيناء، كثفتا مصر وإسرائيل التعاون الأمني الثنائي المشترك، للتعامل مع هذا التهديد. وقال إنه في الوقت الراهن يرى المسؤولون في مصر وإسرائيل عدم جدوى معاداة بعضهما، نظرا للمعضلات الأمنية المتداخلة، لذا فتم التغاضي عن تضارب المصالح بين القاهرة وتل أبيب مقابل المصلحة المشتركة في مكافحة القاعدة في سيناء. واعتبر التحليل أن تنظيم القاعدة في سيناء، ليس فقط نقطة جذب للجهاديين، ولكن أيضا نقطة جذب للتعاون الدولي لمواجهة هذه المجموعة. وأشار إلى أنه في خضم اضطرابات ما بعد ثورة 25 يناير، أنشأ تنظيم القاعدة معقلا في سيناء، واستهدف الجهاديين بشكل روتيني مصر وإسرائيل، وفي المقابل، قامت قوات الأمن المصرية والإسرائيلية بزيادة التعاون، لمواجهة التحديات الأمنية في سيناء، مشددا على أن العلاقات الثنائية لا تزال سليمة. وذكر أن اتجاه العلاقات الثنائية، على المدى الطويل، لا تزال غير مؤكدة، ولكن على المدى القريب، فإجراءات تنظيم القاعدة عززت العلاقات الأمنية بين مصر وإسرائيل، ومن المحتمل أيضا أن تدفع الحكومات الأخرى في المنطقة، مثل الأردن وتركيا، إلى التعاون مع إسرائيل في القضايا ذات الصلة بالأمن. ولفت إلى أن هدف الجماعات الجهادية في سيناء، وعلى رأسها جماعة أنصار بيت المقدس، التابعة لتنظيم القاعدة، إسقاط الحكومة الحالية، واستبدالها بأخرى إسلامية، لذا فيعتزمون شن حرب على جبهتين، وهما مصر وإسرائيل، وأيضا نظرا لتنوع جنسيات المتشددين، فأزمة سيناء ليس فقط مصدر قلق كبير للحكومة المصرية، ولكن للعديد من الحكومات في المنطقة. ونوه التحليل إلى أن نمو القاعدة في سيناء يرجع ل3 تطورات محلية وإقليمية، أولهما، أن طبيعة المجتمع البدوي، دفعت عناصر معينة داخل القبائل لاحتضان الجهاديين، فشوهد نشطاء القاعدة كقوة يمكنها التفوق على قوات الأمن المصرية، كما استفادت القاعدة من إرث انتهاكات مصر لحقوق الإنسان، والإهمال الاقتصادي بسيناء. أما التطور الثاني، فيتعلق بالاضطرابات في ليبيا منذ عام 2011، وما سهل حصول الجهاديين على الأسلحة. وأضاف أن التطور الثالث، هو صعود حماس إلى السلطة في غزة عام 2006، وانتهاجها لسياسات أكثر ديمقراطية، ما أغضب العديد من المتشددين، تاركين حماس للانضمام إلى صفوف القاعدة وانتقل بعضهم إلى صفوف تنظيم القاعدة في سيناء، مستهدفين مصر وإسرائيل. وتابع أن القاعدة ستعمل على توسيع هجماتها خارج سيناء، مستهدفة السياحة في مصر، ونظرا لأن المدن الاسرائيلية الواقعة على الحدود مع مصر سبق أن استهدفتها الجماعات الجهادية في سيناء، وبما إن السياحة في كلا البلدين معرضة للخطر، فلديهما كل الأسباب لمواصلة تعزيز التدابير الأمنية المشتركة. وأكد أنه بالرغم من الحديث عن وقف المساعدات الأمريكية عن مصر، فإن مساعداتها لعمليات مكافحة الإرهاب في سيناء لم تمس، لأن واشنطن، لا تتردد في تقديم أي مساعدات لتأمين مصالح إسرائيل في المنطقة. ويرى التحليل أن تنامي القاعدة في سيناء سيؤدي إلى المزيد من الهجمات ضد أهداف إسرائيلية، وبالتالي يمكن أن تتخذ إسرائيل إجراءات من جانب واحد، لذا فإن القاهرة تحتاج موازنة تعاونها بعناية مع إسرائيل، ، نظرا للعداء واسع النطاق تجاه إسرائيل بين أفراد الشعب المصري.