بدلة «الرجل الحديدي».. قريباً في الجيش الأمريكي

ما أن تُذكر عبارة «الرجل الحديدي» حتى يتبادر إلى الأذهان البدلة الخارقة التي ارتداها الممثل الأمريكي، روبرت داوني، في سلسلة الأفلام الشهيرة «Iron Man»، والتي كانت تمكّنه من التفوق على أعدائه بسهولة، ولكن يبدو أن الولايات المتحدة تعكف حالياً على تحويل الخيال العلمي إلى حقيقة، إذ كشف قائد قوات العمليات الخاصة، الأدميرال ويليام ماكريفين، أن 3 نسخ أولية من بدلة «الرجل الحديدي»، سيتم طرحها، في يونيو المقبل، لتخضع لفترة تجريبية وتطويرية، بهدف اعتمادها رسمياً في العمليات العسكرية بحلول أغسطس 2018.
ونقلت صحيفة «ديلي تلجراف» البريطانية، الأحد، عن «ماكريفين»، قوله: «هذه البدلة، إذا تم تنفيذها بشكل صحيح، ستحدث تطورًا ثوريًا في إمكانيات العمليات الخاصة وحماية المقاتلين»، ورغم الصعوبات الكثيرة التي تعتري تنفيذ المشروع على أرض الواقع، قال «ماكريفين» إنه شهد تحقيق «نتائج مذهلة» في هذا الصدد، معرباً عن رغبته في منح جائزة قدرها 10 مليون دولار للفائز في المنافسة.
وكان قد أعلن عن المشروع، في أكتوبر الماضي، بهدف رفع قدرات حماية قوات البحرية الأمريكية، والقوات الخاصة، وغيرها من قوات النخبة التي تنفذ أكثر المهام صعوبة وخطورة، وأطلق على البدلة اسم «TALOS»، وهو اختصار لعبارة «بدلة مشغل الهجوم التكتيكي الخفيفة».
وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية، فإن المشروع تعمل عليه 56 منظمة، و16 وكالة حكومية، و13 جامعة، و10 مختبرات وطنية.
من ناحيتها، ذكرت قناة «روسيا اليوم» أنه من أبرز مميزات بدلة «الرجل الحديدي»، هو نظام الحماية الذي يتوقع أن يعطي المقاتل إمكانية السير ضمن سيل من الرصاص المنهال عليه، ويعتمد النظام على سائل مغناطيسي يتحول إلى طبقة صلبة جداً خلال أجزاء قليلة من الثانية، كما تم تزويد البدلة بنظام يراقب الحالة الصحية للجسم ويعدل من درجة حرارته بحسب الحاجة، بالإضافة لتقنية معالجة الجروح تلقائياً بواسطة رغوة تفرز آلياً في مكان الإصابة، وتحتوي البدلة أيضاً على وسائل متطورة للاتصالات ومراقبة الوسط المحيط، من خلال رصد المعلومات عن أرض المعركة.
وأوضحت «ديلي تلجراف» أن التكنولوجيا الجديدة تواجه، مع ذلك، عدة صعوبات لكي تعمل بالشكل المطلوب، فلابد من التأكد من كونها قابلة للاستخدام في بيئات مختلفة، مثل الوحل والغبار والمياه، كما أن جعل البدلة خفيفة الوزن، وضمان عمل البطارية المشغلة لها لفترة كافية، تمثل تحديات كبيرة أيضاً أمام إنتاجها.
لكن الأمل مازال يحدو «ماكريفين» في تنفيذ المشروع، بقوله: «إذا تمكنت الولايات المتحدة من إنجاز هذا المشروع، فإنه سيعطيها تفوقاً نوعياً على الأعداء ويوفر الحماية اللازمة للمقاتلين في بيئة قتالية صعبة جداً»، وفقاً لما نقلته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.