«لو عاد بي الزمن، كنت هدخل ابنى الكلية الجوية، أنا مؤمن بقدر الله، ابنى كان دائما يقول لى أنا مشروع شهيد، وأنا شاركت فى حرب 73، وابنى كان بيعشق تراب العسكرية، بس أنا اللى مزعلنى إن ابنى مات على إيد تجار الدين».. هكذا تحدث اللواء نبيل عمارة، والد الطيار أحمد عمارة، شهيد «المروحية العسكرية» في سيناء. قال والد الشهيد ل«المصرى اليوم»: «السيسى قال لى فى الجنازة أنت قائد، وحق ابنك دين فى رقبتى لازم يرجع»، مضيفا: «ده ابنى الوحيد اللى خرجت بيه من الدنيا، وهو حياتى كلها، كنت أشاهد نفسى فيه، وهو يرتدى البدلة العسكرية، لأنه اختار يكون ضابطا فى القوات الجوية، ليكمل مسيرتى، لأنه كان فخورا بى، وكان يردد: (أنا بقول لأصحابى فى الجيش، والدى شارك فى حرب 73)». وحرص والد الشهيد على عدم التقاط صور له، وقال: «ابنى اللى محتاج تكريم، والشعب لازم يعرف إنه بطل، لأنه كان يتمنى الشهادة، وكان دائما يقول لى: نفسى أدخل الجنة مع النبى، ورغم حزنى على فراقه، لكننى راض عنه، ووصلته للقبر، وهو مرتدى زيه العسكرى، ابنى فى حياته عمره ما زعلنى، وكان بارًا بوالدته، ومعروف بخلقه الحسن، ومحبوب لدى قياداته». وأضاف: كان فى آخر أيامه يشعر بأنه مشروع شهيد، لافتا إلى أنه كان يشاهد صورى أثناء حرب 73 وبجوارى أصدقائى الشهداء، وكان يتمنى الشهادة مثلهم، مشيرا إلى أنه اتصل بوالدته وزوجته وأطفاله الثلاثة قبل وفاته بيومين، وطلب من والدته الدعاء له، وأن يرزقه الله الشهادة، وكأنه يشعر باقتراب لحظاته الأخيرة. وقال والد الشهيد: تحدثت أثناء الجنازة مع قائد سَريّة نجلى، وقال لى: ابنك كان ممكن يعيش، لكنه ضحى بحياته لإنقاذ المنطقة السكنية بعد استهداف الطائرة من قبل العناصر الإرهابية، معلقا: هى دى أخلاق العسكرية.. ابنى رفض أن ينجو بنفسه من أجل أن يعيش غيره، متابعا: «يكفى تكريم ربنا له بالشهادة». وأضاف: (أنا مطمئن أن الجيش سوف يطهر سيناء من الإرهاب، والمشير السيسى قال لى فى الجنازة: «أنت قائد، وحق ابنك دين فى رقبتى لازم يرجع»، وأنا مستعد أرجع للخدمة، رغم كبر سنى، علشان أرجع مصر، اللى حاربنا من أجلها، مصر الطيبة المحروسة بالإسلام الوسطى، وليس بالتطرف والتشدد والكذب باسم الدين).