افتتاح مصنعاً لتصدير الحاصلات الزراعية و 3 خطوط إنتاج دوائية في جمصة    أسعار السمك اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025.. استقرار في الأسواق وبلطي ب115 جنيهًا للكيلو    رسميًا خلال أيام.. صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025 للموظفين بعد بيان وزارة المالية    وزير النقل يتفقد مشروعات تطوير الطريق الدولي الساحلي    الرقابة المالية ترفض عرض شراء إجباري لأسهم «السويدي إليكتريك»    عاجل- استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة غزة    نشرة مرور "الفجر".. كثافات مرورية متحركة بطرق ومحاور القاهرة والجيزة    والد الطفل المتهم بقتل زميله بالإسماعيلية ينفي اشتراكه في الجريمه البشعه    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 20-10-2025 في محافظة الأقصر    الائتلاف المصري لحقوق الإنسان يصدر ورقة تحليلية شاملة حول أيام الترشح لانتخابات البرلمان    الري تعلن عن توفير 330 وظيفة (رابط مباشر للتقديم)    سعر حديد التسليح اليوم الاثنين 20 أكتوبر 2025    وزير الاستثمار يبحث مع شركة «بوينغ» تعزيز الشراكة الاستراتيجية في قطاع الطيران    الأمين العام الجديد لمجلس الشيوخ يعقد اجتماعا لبحث آليات العمل    مصر تواصل الدعم الإغاثي لغزة.. وتستعد لمرحلة جديدة من إعادة الإعمار    باكستان ترسم الخطوط الحمراء: لا سلام دون أمن    بسبب العروض الخليجية .. خروج ماييلي مهاجم بيراميدز من حسابات الأهلي في يناير القادم    رسميا، جراهام بوار مديرا فنيا لمنتخب السويد    وزارة الرياضة : ننسق مع اللجنة الأولمبية واتحاد تنس الطاولة لمتابعة تطورات وتحقيقات الأزمة بين لاعبين ببطولة أفريقيا    انطلاق مبادرة "ازرع شجرة باسمك" بجامعة بني سويف    مجدي يعقوب: مصر بقيادة الرئيس السيسي تظهر للعالم معنى السلام    الأرصاد تحذر من برودة الليل وتدعو لارتداء الملابس الخريفية    إصابة 7 أشخاص في انقلاب سيارة على طريق أسيوط الغربي بالفيوم    القبض على تيك توكر شهير بسبب اعتدائه على شاب وتصويره عاريا بمصر القديمة    في ذكرى «ملحمة الواحات».. يوم كتب أبطال الشرطة سطورًا من نور ومهدوا الطريق للقضاء على الجماعات الإرهابية    ضبط تشكيل عصابى بالجيزة تخصص نشاطه فى النصب والاحتيال على المواطنين    هشام جمال: "حفل زفافي أنا وليلى كان بسيط"    لأول مرة.. "أوسكار: عودة الماموث" يتخطى "فيها إيه يعني" في عدد التذاكر    لأول مرة منذ أكثر من 100 عام، فتح قاعات متحف التحرير بدون عرض آثار توت عنخ آمون    من أجدع الناس، هاني عادل ينعى والدة أمير عيد بكلمات مؤثرة    فى احتفالية 50 سنة على مشوارها الفنى..نجيب وسميح ساويرس يقبلان يد يسرا    "التنظيم والإدارة" يعلن عن مسابقة لشغل 330 وظيفة مهندس بوزارة الموارد المائية    دار الإفتاء توضح حكم تصفح الهاتف أثناء خطبة الجمعة    هيئة الدواء تحذر من تداول عبوات مغشوشة من دواء "Clavimox" مضاد حيوي للأطفال    تقييم صلاح أمام مانشستر يونايتد من الصحف الإنجليزية    مباريات اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025.. مواجهات نارية في دوري أبطال آسيا والدوريات الأوروبية    قتيلان بحادث اصطدام طائرة شحن بمركبة أرضية في هونج كونج    إبعاد «يمني» خارج البلاد لأسباب تتعلق بالصالح العام    أمسية ثرية فى مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية 33 : أمير الغناء هانى شاكر يسرد قصص الغرام والشجن    تراجع سعر الدولار أمام الجنيه في بداية تعاملات اليوم 20 أكتوبر 2025    وزير العمل: القانون الجديد يحقق التوازن بين طرفي العملية الإنتاجية    وزير الخارجية يلتقي المديرة التنفيذية لوكالة الاتحاد الأفريقي    في زيارة مفاجئة.. وكيل صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى الشيخ زويد    «الصحة» تنصح بتناول أطعمة غذائية متنوعة لإمداد الجسم بالطاقة    14 عاما على اغتيال الزعيم الليبي معمر القذافى فى مدينة سرت    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025 في بورسعيد    نائب محافظ الجيزة: إعادة إحياء نزلة السمان جزء من خطة تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف الكبير    محاولة اغتيال ترامب| أمريكا تحقق في واقعة استهداف طائرته الرئاسية    وزير الصحة يبحث خطة تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل في المنيا    نحافة مقلقة أم رشاقة زائدة؟.. الجدل يشتعل حول إطلالات هدى المفتي وتارا عماد في مهرجان الجونة    التاريخ ويتوج بكأس العالم للشباب    صححوا مفاهيم أبنائكم عن أن حب الوطن فرض    هل ينتقل رمضان صبحي إلى الزمالك؟.. رد حاسم من بيراميدز    ملخص وأهداف مباراة المغرب والأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب    ميلان يقفز لقمة الدوري الإيطالي من بوابة فيورنتينا    د. أمل قنديل تكتب: السلوكيات والوعي الثقافي    6 أبراج «نجمهم ساطع».. غامضون يملكون سحرا خاصا وطاقتهم مفعمة بالحيوية    سهام فودة تكتب: اللعب بالنار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفوت النحاس: مرسي عيّن مئات من حرسه بوظائف وهمية برواتب خيالية
نشر في المصري اليوم يوم 02 - 01 - 2014

يكشف الدكتور صفوت النحاس، الرئيس السابق للجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، الأسرار الخفية لمحاولات الإخوان الهيمنة على الجهاز الإدارى للدولة؛ خاصة المواقع التى يتم انتداب موظفيها للإشراف على لجان الانتخابات.
وقال إن قرار إقالته استهدف تصفية الحسابات معه؛ لأنه رفض الانضمام لحزب الحرية والعدالة، وكشف عن اتصال قيادات إخوانية به بعد إقالته، ووصفوا القرار بأنه «مكائد قصر»، لافتا إلى تلقيه تهديدات من الرئاسة، ووصف الإخوان ب«محدثى» سلطة، مشيرا إلى أنه كانت هناك طلبات «رهيبة وعجيبة» من الرئاسة، وأغرب من الخيال، بشأن التعيينات؛ منها تعيين ساعاتى فى القصر ب 24 ألف جنيه شهريا مكافأة، كل مؤهلاته امتلاكه محلا لإصلاح الساعات، لافتا إلى أن مرسى عين أغلب حراسه برواتب تزيد على رواتب المحافظين والوزراء.
■ أمضيت 9 سنوات كرئيس للجهاز، وبعد 4 أشهر من حكم الإخوان أصدر المعزول محمد مرسى قرارا بإقالتك.. كيف تم إبلاغك بالنبأ؟
- أبلغنى مدير مكتب رئيس ديوان رئيس الجمهورية بالقرار، عبر اتصال هاتفى بتليفون منزلى، مساء الخميس الموافق 4 أكتوبر 2012، الساعة 8.30 مساء، أى بعد عودتى من العمل بنحو 20 دقيقة، حيث كان يومى فى المكتب مليئا بالمقابلات والاجتماعات للانتهاء من تعيينات مصابى الثورة واوائل خريجى 2012.
■ وماذا قال لك؟
- قال: «دكتور صفوت، تم تكليف جيهان عبدالرحمن، الأمين العام للجهاز، بمهام منصبك».
■ وكيف كان ردك على الإقالة؟
- سألت مدير المكتب، هل هناك قرار رسمى، فأجاب، يمكنك الاطلاع على القرار غدا الجمعة.
■ ولكنك ذهبت الى مكتبك فى اليوم الثانى مباشرة؟
- صحيح توجهت إلى مكتبى فى الطابق التاسع من الجهاز للحصول على متعلقاتى الشخصية وأوراقى الخاصة.
■ وكيف استقبل موظفو الجهاز قرار إقالتك؟
- على الرغم من أننى توجهت لمكتبى يوم الجمعة إلا أننى وجدت جميع الموظفين فى استقبالى، متسائلين عن الأسباب الحقيقية وراء قرار الإقالة المفاجئ وفى مقدمتهم جيهان عبدالرحمن التى تم تكليفها بمهام عملى، وبالطبع التزمت الصمت وتمنيت لجيهان التوفيق فى المرحلة المقبلة، وسلمت سيارتى وغادرت.
■ عودة إلى قرار الإقالة.. هل اطلعت عليه شخصيا؟
فوجئت بأن قرار مرسى لم يحدد موقفى، وتكليف جيهان عبدالرحمن بمهامى؛ كرئيس للجهاز، ولم يبين القرار هل ستتم إحالتى إلى التقاعد أم لا.. هل سأتقاضى راتبى، لحين انتهاء مدتى فى يناير 2013 أم لا.. قرار مبهم استهدف تصفية الحسابات معى.
■ هذا يعنى أنك لم تتقاض راتبك الشهرى لحين انتهاء مدتك كرئيس للجهاز أو معاشا؟
- القرار لم يوضح، لذا لم أحصل على راتبى الشهرى أو معاش لنهاية مدة خدمتى فى الحكومة.
■ وبماذا شعرت بعد أن أعلن مرسى خلال احتفالية 6 أكتوبر أنه أقال رئيس جهاز التنظيم والإدارة؟
- تأكدت من أنهم تعمدوا إقالتى لعدم التمادى فى الاستجابة لمطالبهم، وأرغموا موظفى الجهاز على إلغاء حفل كانوا قد أعدوه لوداعى.
■ أى حسابات تمت تصفيتها بينك وبين مرسى.. وهل سبق أن اجتمعت به من قبل، خلال فترة رئاسته؟
- لم تجمعنى به لقاءات رسمية، والتقينا خلال حفل تخرج إحدى دفعات الكلية الحربية، وقبل أن يتولى الرئاسة سبق أن تعاملت معه، عندما كنت أمينا لمجلس الوزراء، وكان مجرد نائب فى مجلس الشعب. ويبدو أنهم أرادوا عقابى لأنى رفضت الانضمام لحزب الحرية والعدالة.
■ هذا يعنى أن هناك قصة خفية فى كواليس العلاقة بينكما وراء قرار الإقالة المفاجئ؟
- بكل تأكيد، ففى نفس الأسبوع، الذى أقلت فيه، تلقيت اتصالا هاتفيا من أحد قيادات الإخوان، لتحديد موعد فى مكتبى لنائبين فى مجلس الشعب، من قيادات الجماعة؛ من بينهما صابر أبوالفتوح، رئيس لجنة القوى العاملة بالمجلس، فى ذلك الوقت، وحددت موعدا لهم يوم الأحد الموافق 30 سبتمبر 2012، واعتقدت أن هدف الاجتماع، طلبات تعيين أو توصيات لنقل موظفين تابعين للحرية والعدالة كالعادة.
■ وماذا دار بينكما خلال ذلك الاجتماع؟
- فوجئت ب«أبوالفتوح»، يؤكد لى أن الحزب يريد التجديد لى مرة أخرى لمدة عام، وسألنى.. الجماعة عايزة تعرف رأيك، والحقيقة فإننى شعرت بالإهانة لمنصبى، أن يحدثنى نائب فى المجلس، ليس مسؤولا عن التجديد لى، وهو قرار من سلطة رئيس الجمهورية، وفق قانون الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة.
■ وبالطبع رفضت العرض؟
- لا لم أرفض، وقلت لا أريد الاستمرار بعد 9 سنوات قضيتها فى منصبى، وعرضت عليهم تعيين نائب لى، لإكسابه الخبرة اللازمة حفاظا على حسن أداء العمل بالجهاز الإدارى للدولة، على أن يتسلم المنصب فيما بعد، فأخبرونى أن الحزب متمسك بي؛ لأننى رجل مخلص ونظيف اليد – حسبما قالوا. واختتموا حديثهم معى بطلب غريب قائلين: «بس لنا طلب بسيط، وهو إنك تنضم للحرية والعدالة».
■ وماذا كان ردك على هذا العرض المغرى.. فالانضمام للحزب الحاكم فى ذلك التوقيت كان أمنية للجميع؟
- حاولت المراوغة بعدم الرفض مباشرة، وسألتهم: هل سأنضم كعضو عادى.. أم قيادى، أم عضو مؤسس؟ ولم يرد أبوالفتوح، وأخبرتهم بأن التعامل مع الأعضاء القدامى، سيكون صعبا فى كلا الأمرين، بسبب الاختلاف الفكرى.
■ وهل كانت لديهم تساؤلات أو عروض أخرى؟
- لم ينته الأمر عند هذا الحد، وبادرنى أبوالفتوح بسؤال غريب وهو: هل انضممت لحملة الفريق أحمد شفيق.. فأجبت بالنفى، وقلت له لن أنضم لأى حزب سياسى، طالما استمررت فى العمل الحكومى حتى أتمتع بالحيادية والمصداقية، وانتهى الاجتماع، بعد أن وعدتهم بالتفكير فى الاستمرار دون الانضمام للحزب على أن أجتمع بهم بعد شهر.
■ ألم تكن هناك محاولات للاجتماع مرة أخرى؟
- اتصل بى أبوالفتوح بعد الإقالة واعتذر قائلا: «أنا مستغرب من القرار. وطلب مقابلتى، لكن المقابلة لم تتم».
■ وهل كان أبوالفتوح، هو الإخوانى الوحيد الذى اتصل بك بعد الإقالة؟
- اتصلت بى قيادات من الإخوان لإبداء دهشتهم من القرار، على رأسهم الدكتور محمد على بشر، وسعد الحسينى وعصام العريان وأكرم الشاعر، ووصفوا القرار بأنه «مكائد قصر» ولست أدرى ماذا كانوا يقصدون بذلك، خاصة أن منهم من كان فى قلب القصر طوال الوقت.
■ هل اكتفت قيادات الإخوان بذلك بعد الخروج من جهاز التنظيم أم حاولوا تهديدك؟
- زادت التهديدات المغلفة، فى صورة نصائح، خلال 9 أشهر من أكتوبر 2012 حتى ثورة 30 يونيو.
■ وما النصائح التى تلقيتها من قيادات الجماعة؟
- كانوا على علم بأننى متجه إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، فاتصلوا بى وطالبونى بالبقاء فى السعودية لمدة بين 4 أو 5 أشهر، بعد أداء الفريضة، فسألتهم.. لماذا؟ فأخبرونى بأنه من الممكن أن يتم اتخاذ إجراءات ضدى من قبل رئاسة الجمهورية.
■ وكيف تلقيت هذا التهديد.. وهل قررت الانصياع له؟
- لم يخبرونى عن أى إجراءات يتحدثون، وقلت لهم إننى لم أرتكب مخالفات مهنية أو غير مهنية وأن غيابى فى السعودية سيثير الشكوك، ووجودى فى مصر لمواجهة أى اتهامات جاهزة أفضل من إلصاقها بى فى غيابى، لذا قررت قضاء 10 أيام فقط فى السعودية وعدت إلى القاهرة.
■ لكنهم لم يتخذوا أى إجراءات قانونية ضدك؟
- حاولوا ولم يتمكنوا، وتلقيت اتصالات من مسؤولين بالشهر العقارى ومديريات الزراعة بالمحافظات، ومكاتب تسجيل اليخوت، بأن الإخوان يستفسرون رسميا عن ممتلكاتى وزوجتى وأولادى وأزواجهم لفترة امتدت 4 أشهر، وأدركوا أن جميع ممتلكاتى مثبتة فى إقرار الذمة المالية، ولا يوجد أى تضارب بين الواقع والمثبت فى الأوراق الرسمية.
■ كنت شاهد عيان على فترة حكم الإخوان.. ما تقييمك لإدارة الجماعة لمصر، وكيف تعاملوا مع الجهاز الإدارى للدولة؟
- بالنسبة للتقييم فالكل يعرفه، المقدمات تؤدى إلى نتائج، وطالما أن الفشل كان نهايتهم؛ فلابد أنهم أساءوا إدارة البلاد. أما الجهاز الإدارى للدولة، فكانت لديهم محاولات عنيفة لتمرير تعيينات وإجراء حركة تنقلات لشباب الحزب فى الأماكن الحيوية، خاصة فى المحافظات فى الفترة ما بين يناير 2012 وأكتوبر2012.
■ عن أى تنقلات فى المحافظات، وما هى الأماكن الحيوية التى طلبوا النقل إليها؟
- أخبرنى المحافظون، بأنهم تلقوا طلبات نقل وانتداب، تصل إلى 10 آلاف طلب، مقدمة من حزب الحرية والعدالة دون الرجوع للجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، الذى يوفر الدرجات الوظيفية، للنقل والانتداب وتركزت فى أماكن حكومية؛ مثل مراكز الشباب ودواوين المحافظات والأحياء والمستشفيات العامة، ومن المعروف أن هؤلاء الموظفين هم من تتم الاستعانة بهم فى الإشراف الإدارى على لجان الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لذلك كان المعزول يصر فى آخر أيامه على عدم إجراء انتخابات رئاسية، إلا بعد الانتخابات البرلمانية، لأن الجماعة ومرسى كانا قد رتبا لتزويرها.
■ وماذا كان موقف الجهاز من التنقلات؟
- نفذنا القانونى منها ورفضنا غير القانونى، لكنهم تجاوزوا سلطات الجهاز، بالانتدابات للجهات الجديدة دون الرجوع للتنظيم والإدارة؛ لأن الانتداب ضمن سلطات المحافظين، لذا مارسوا ضغوطا على المحافظين.
■ وهل كانت لقيادات الإخوان طلبات تعيينات خاصة؟
- كانت التوصيات التى تصلنى بتعيين أشخاص أكثر من أعداد الإخوان الفعلية فى الشارع، وكانت ما بين نقل وتعيين وتقلد وظائف قيادية وتحويل موظف من كادر عام إلى كادر خاص، مثل الإصرار على نقل طبيب يعمل بوزارة الصحة إلى أكاديمى بسلك تدريس أساتذة الجامعات، ومارسوا الضغوط من أجل تحقيق مطالبهم؛ لكننى لم أنفذ سوى القانونية.
■ وبالنسبة لعلاقتك معهم خلال جلسات لجان مجلس الشعب؟
- كانوا «محدثين» سلطة، أكثروا من طلبات الإحاطة والاستجوابات لشخصى، حول الحدين الأدنى والأقصى للأجور، وكنت رئيسا للجهاز وقائما بعمل وزير الدولة للتنمية الإدارية، لكنهم كانوا يرغبون فى الانتهاء من كل الطلبات بسرعة تفوق الزمن، رغم عدم فهمهم الملفات التى يطرحونها للنقاش فى البرلمان، لذا كانت نهايتهم أسرع.
■ وفيما يتعلق برئاسة الجمهورية والتعيينات التى أجراها مرسى.. كيف كانت تتم؟
- يوميا كانت هناك طلبات «رهيبة وعجيبة» من رئاسة الجمهورية للتعيين أو تعديل راتب أو تحديد رواتب، كانت هناك مطالبة للجهاز، بإعادة تحديد راتب نائب رئيس الجمهورية، محمود مكى. وأخبرتهم بأن آخر من تم تعيينه فى منصب نائب رئيس الجمهورية هو الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بقرار من الرئيس الراحل محمد أنور السادات وبراتب شهرى 1400 جنيه فقط، وأخبرونى أنهم على علم بذلك ويرغبون فى زيادة هذا الراتب، وتحديد راتب قدره 30 ألف جنيه لمساعدى رئيس الجمهورية، و20 ألفا لمستشارى الرئيس، وكانت هناك طلبات أغرب من الخيال.
■ وما الطلبات العجيبة التى وصلتك من الرئاسة؟
- والله أنا شفت مع الإخوان عجب العجاب، منها طلب رسمى من الرئاسة بتعيين شخص لا يوجد بطلبه تاريخ ميلاد أو بيانات شخصية، وكل مؤهلاته أنه يملك محلا لإصلاح الساعات، وله خبرة فى إصلاح الساعات الموجودة بالقصر الرئاسى. وقمت بإرجاع الطب وطلبت من الرئاسة أن تتضمن بيانات الشخص الرسمية، وخطابا يثبت أنه أغلق محل الساعات الذى يمتلكه أو تخليه عن ملكيته، فأرسلوا طلبا آخر به تغيير بسيط، وهو حذف عبارة «يملك محلا لتصليح الساعات»، وحددوا له 4 آلاف جنيه، و20 ألفا مكافأة شهريا، وعرفت فيما بعد أن هذا الشخص لا يعمل ساعاتى، إنما حارس شخصى لمرسى، وأغلبية حراسه، عينهم على وظائف غير حقيقية، برواتب تزيد على رواتب المحافظين والوزراء.
■ وما عدد الذين عينهم مرسى بهذا الشكل؟
- الرئاسة حصلت على موافقة ل 250 من الجهاز، وهناك أضعاف هذا الرقم تم تعيينهم بالتعاقد لمدة معينة، لأن مرسى استغل سلطته، هو ورفاعة الطهطاوى رئيس الديوان، التى تخول لهما التعيين بالتعاقد لمدة دون الرجوع إلى رئاسة الجهاز.
■ وكيف كانت تسلم الرئاسة خطابات التعيين للجهاز؟
- دى كمان من الحاجات اللافتة والعجيبة، ففى كل مرة كانوا يأتون لطلب تعيينات كان يأتى مسؤول بالشؤون المالية والإدارية من الرئاسة، ومعه عدد من الموظفين، وكأنهم يستعدون للتظاهر أمام مبنى الجهاز، وفيما بعد أدركت أن المجموعة جاءت للرد على استفسارات الجهاز بشأن المطلوب تعيينهم.
■ ما رأيك فيما يتردد بأن الإخوان قرروا الإطاحة بك، لأنك صديق شخصى للفريق أحمد شفيق؟
- كلام سمعته، بس أنا أخبرتك بالحقيقة الكاملة، وقد عملت مع الفريق شفيق فى القوات الجوية، 25 عاما، منها 15 بشكل مباشر، وللأمانة أنا أراه شخصا مقتدرا، ومحترما وحريصا على المال العام.
■ ألم تغير رأيك فيه، بعد موقعة الجمل، وكان رئيسا للوزراء وقتها؟
- معركة الجمل جرت دون علمه، وأتساءل: لماذا أبطل النائب العام الإخوانى، الذى عين قسرا وعنوة، القضية إجرائيا، ولم يستأنف الحكم خلال المدة القانونية.. بالطبع فعل ذلك لحماية من عينُه فى منصبه اغتصابا. والفريق شفيق قرر قبول منصب رئيس الوزراء، فى ذلك الوقت، لأنه مقبل على تحديات، أما مبارك فقد أراد غسل نفسه، بوجود شفيق، لكن سبق السيف العزل وجاء القرار متأخرا.
■ هناك من يتوقع عودة نظام مبارك.. ما رأيك؟
- نظام مبارك سقط دون رجعة، لأن مبارك فشل فى وضع آلية لتحديث الدولة المصرية وبالتالى انهار مستوى الخدمات، على رأسها الصحة والتعليم ومن ثم كانت ثورة 25 يناير، أما من خانوا الثورة فهم من يرددون تلك الشائعات حول الردة لنظام مبارك بسبب فشلهم فى الحصول على مكتسبات من الثورة.
■ إذا قرر الفريق أول عبدالفتاح السيسى الترشح للرئاسة.. هل تمنحه صوتك؟
- أدعمه وأدعوه للترشح؛ لأنه وضع روحه على كفه لحماية الشعب من عصابة الإخوان، ولا يمكن إغفال دور الجيش فى حماية ثورتى 25 يناير و30 يونيو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.