الشرطة الإيرانية تستخدم القنابل المسيلة للدموع لتفريق آلاف المطالبين برحيل نجاد

رغم محاولات الحكومة الإيرانية لتقويض وحصار أنصار المعارضة لمنعهم من التظاهر ضد الرئيس محمود أحمدي نجاد، والمطالبة بإسقاطه، إلا أن الشارع فى طهران اشتعل باشتباكات عنيفة بين آلاف المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت الهراوات والقنابل المسيلة للدموع فى تفريقهم مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين واعتقال مجموعات من المتظاهرين.
ووقعت الاشتباكات في ساحة إزادي (الحرية) وسط طهران عندما بدأ حشد من أنصار المعارضة بالهتاف «الموت للديكتاتور» وهو الشعار الذي أطلقه متظاهرون ضد الرئيس نجاد عقب إعادة انتخابه في 2009، وأطلقت شرطة مكافحة الشغب، الاثنين، الغاز المسيل للدموع والطلاء على المتظاهرين الذين نزلوا إلى شوارع طهران في مسيرة تأييد للثورات التي يشهدها العالم العربي وسرعان ماتحولت إلى تظاهرة كبرى مناهضة للحكومة الإيرانية.
وانتشرت عناصر «مكافحة الشغب» على دراجات نارية مسلحين بالبنادق والغاز المسيل للدموع والهراوات وكرات الطلاء ومعدات إطفاء الحرائق في الساحات الرئيسية في العاصمة لمنع أية تجمعات.
وذكر موقع «راهيسابز.نت» المعارض، الاثنين، أن الشرطة اقتحمت حافلات على الطريق وضربت النساء لنشر الخوف بين الركاب ، فيما استخدم المتظاهرون الهواتف العمومية في الشوارع بعد أن انقطعت الهواتف المحمولة، وهاجمت الشرطة الاشخاص الذين يستخدمون هواتفهم النقالة للتصوير.
ومنعت السلطات الإيرانية وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية التظاهرات، إلا أن الإيرانيين تغلبوا على ذلك باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيسبوك» و«يوتيوب» و«فيلكر» رغم جهود مسؤولين محليين لقطع الهواتف النقالة والإنترنت.
وفى الوقت الذى يشتعل فيه الشارع الإيرانى بالثورة الشعبية ضد النظام ، حاولت الولايات المتحدة استغلال الموقف وحشدت أدوات الإعلام والاتصال العالمية لممارسة مزيد من الضغط على إيران وتشجيع الثورة ضد نجاد، حيث أطلقت وزارة الخارجية الأمريكية خدمة جديدة باللغة الفارسية على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعى تكون مهمتها إرسال رسائل «تويتر» للإيرانيين باللغة الفارسية مشيرة إلى «الدور التاريخي» الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في الاحتجاجات الواسعة ضد إعادة انتخاب نجاد.
وكانت أولى تلك الرسائل الأحد الماضى في الوقت الذي اتهم مسؤولون أمريكيون طهران ب«النفاق» من خلال دعمها للثورة المناهضة للحكومة في مصر ثم تمنع التظاهرات ضد الحكومة الإيرانية.
وجاء فى رسالة أخرى للوزارة : «إيران أظهرت أن ماقام به المصريون أمور غير قانونية وغير مشروعة لشعبها»، ودعت الوزارة فى رسالة ثالثة إلى السماح للشعب الإيرانى بالحصول على نفس الحقوق العالمية من تجمع سلمي وتظاهر كما حدث في القاهرة.
وأشادت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، الثلاثاء، بالمتظاهرين المناوئين للحكومة في إيران والذين اشتبكوا، الاثنين، مع قوات الشرطة في طهران مما أسفر عن مقتل شخص واحد منهم وإصابة آخرين بجروح.
وقالت كلينتون: «إن الاحتجاجات التي شهدتها إيران عبرت عن شجاعة الشعب الإيراني وشكلت إدانة لنفاق النظام الإيراني الذي كال على مر الأسابيع الثلاثة الماضية المديح للمظاهرات في مصر».
وأكدت الوزير الأمريكية أن بلادها «تقف صفاً واحداً مع المعارضين الإيرانيين» داعية السلطات الإيرانية إلى منح شعبها نفس الحريات التي حصل عليها المحتجون في مصر مؤخراً.
وتزامن ذلك مع مطالبة عدد من النواب الإيرانيين بإصدار حكم الإعدام بحق قادة المعارضة في البلاد في أعقاب المظاهرات المتجددة، وردد النواب قائلين :«الموت لموسوي وكروبي وخاتمي» في إشارة إلي الرئيس السابق محمد خاتمي الذي يعد ضمن المعارضة، فيما أعلن رئيس البرلمان الإيرانى علي لاريجاني أنه سيتم إنشاء لجنة في المجلس الاستشاري لمتابعة ما أسماه ب «مسار أعمال الشغب».
وحمل نائب مدير الشرطة الإيرانية أحمد رضا رادان، أعضاء جماعة «مجاهدي خلق» المتمردة، مسؤولية حوادث القتل واتهمهم بأنهم «مرتزقة يعملون لحساب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل».