توقعات بطفرة فى السياحة بعد تشغيل مطار برج العرب الجديد

رحب عدد من خبراء السياحة فى الثغر بافتتاح مطار برج العرب الجديد وتأثيره على الحركة السياحية، وسط توقعات بأن يضاعف من أعداد السائحين، ويخلق حالة من «الحراك» بالمدينة، التى قالوا إن لديها من المقومات ما يجعلها فى مصاف المدن السياحية العالمية، لكنهم اختلفوا حول قدرة المدينة على استيعاب الحركة السياحية «الكثيفة» التى من المتوقع أن يجذبها المطار.
قال اللواء هانى رشاد عقاب، مدير مطار برج العرب الدولى، ل«إسكندرية اليوم»، إن المطار الجديد أُنشئ على مساحة 18 كيلو مترا مربعا، ولا يقل عن مستوى أى مطار فى العالم من ناحية تكنولوجيا المعلومات، والمساحات اللازمة، والأسواق الحرة، وقرية البضائع، وأبراج المراقبة وغيرها، مؤكداً أن صالة الركاب الخاصة به تتسع ل1.8 مليون راكب سنوياً، وهو العدد الذى روعى أثناء إنشاء المطار إمكانية زيادته حال الرغبة فى ذلك، بحيث تستوعب الصالة ما يزيد على 2 مليون سنوياً.
وأضاف أن المدينة بعد البدء فى تشغيل المطار، الذى افتتحه الرئيس فى أكتوبر العام الماضى، ستكون مؤهلة لاستقبال أعداد هائلة من السائحين، خاصة بعد تسيير رحلات منتظمة لأوروبا خلال الأشهر القليلة المقبلة، وهو الأمر الذى قال عنه إنه سيجعل المدينة فى مصاف الدول السياحية لما تتمتع به من شواطئ وجو معتدل.
وأكد «عقاب» أن المطار القديم شهد طفرة «مذهلة» فى الفترة الماضية، حيث زادت أعداد الرحلات من 40 رحلة فى الشهر عام 2008 إلى 420 رحلة هذا العام، نتيجة التخطيط والتسويق الجيد الذى أدى إلى زيادة أعداد شركات الطيران التى تطلق رحلاتها من وإلى المطار.
من جانبه قال وسيم محيى الدين، رئيس غرفة السياحة، إن المشكلة التى تعانى منها السياحة فى المدينة هى أن معظم شركات الطيران العالمية، مثل «لوفتهانزا» والطيران الألمانى والفرنسى، ألغت رحلاتها من وإلى الثغر، لعدة أسباب أرجعها إلى الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وعدم جدوى تسيير رحلات لا تتمتع بصفة الانتظام، وهو ما أثر من وجهة نظره على الحركة السياحية بالمحافظة.
وقال إن المطار الجديد لن يضيف للمدينة أى جديد بدون إعادة تسيير هذه الخطوط بصفة دورية، خاصة أن المطار الجديد يستوعب طائرات ضخمة وبه خدمات أرضية على أعلى مستوى خلافاً لما كان عليه الحال فى المطار الجديد.
وحول قدرة المدينة على استيعاب الحركة السياحية المتوقعة بعد تشغيل المطار، أكد «محيى الدين» أن المدينة فى ظل الاستثمارات الفندقية الجديدة، ستتمكن من استيعاب أعداد السياح التى يتوقع أن يجذبها المطار.
وأعرب نادر مرقص بطرس، رئيس غرفة شركات السياحة ووكلاء السفر بالمحافظة، عن تفاؤله بافتتاح المطار الجديد، ووصفه بأنه «طفرة» كبيرة من شأنها أن تدر المزيد من الدخل السياحى على الفنادق والمطاعم والبازارات، وتوقع أن يؤدى ذلك لزيادة أعداد السياح فى المدينة من 100 ألف تقريباً فى الفترة الحالية إلى ما يتراوح بين 300 و500 ألف سنوياً.
فى المقابل انتقد هشام عزت، رئيس لجنة الشواطئ والمصايف بمحلى المحافظة، ما وصفه ب«سياحة الترانزيت» التى قال إنها تؤثر بشكل سلبى على الحركة السياحية فى المدينة.
وأوضح أن معظم الشركات تعتبر الثغر «ترانزيت» للسياح، حيث يقضون فيها يوماً واحداً على الأكثر، ومن بعده يسافرون إلى وجهتم الأصلية، مشيراً إلى أن ذلك يرجع إلى أن الطاقة الفندقية فى المحافظة لا تستوعب الأعداد الهائلة من السياح التى تصل إليها عبر المطارات والسفن.
وأكد أن مطار برج العرب الدولى الجديد سيؤدى لزيادة أعداد السياح، وهو ما يتطلب من وجهة نظره، زيادة عدد الغرف الفندقية وتشجيع الاستثمار الفندقى وتنمية المدينة سياحياً، خاصة أن لديها من المقومات ما يمكّنها من جذب عدد كبير من السياح.