يفتح قرار مجلس الأمن الدولى بخصوص قطاع غزة الباب على المرحلة الثانية من «خطة ترامب للسلام» بينما لا تزال هناك علامات استفهام عديدة قائمة حول تطبيقه وفرص نجاحه لأن القرار مليء بالغموض، وقابل للتأويلات المختلفة. فليس واضحا حتى الآن كيفية تشكيل القوات الدولية التى يطلق عليها الاتفاق قوة الاستقرار والتى ستتواجد فى غزة والمهام التى ستسند إليها وأى الدول التى ستنضم إليها كما أن القرار لم يحدد توقيت انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من كل أراضى القطاع وترك مسألة الانسحاب لتقدير إسرائيل، والإدارة الأمريكية وهو ما يعنى استمرارالاحتلال من جهة، وتقسيم القطاع من جهة ثانية، فى هذا الصدد كشفت صحيفة الجارديان البريطانية الأسبوع الماضى عن خطط أمريكية لتقسيم غزة على المدى الطويل إلى «منطقة خضراء» تحت سيطرة إسرائيلية ودولية، يُعاد تطويرها، و«منطقة حمراء» تُترك أنقاضًا؛ ولايوجد حديث أو إشارة إلى إعادة توحيد القطاع. إلى جانب ذلك فإن مسألة نزع سلاح حماس التى نص عليها قرار مجلس الأمن يعتبر مشكلة لأن حماس غير مستعدة لتسليم سلاحها فى ظل وجود القوات الإسرائيلية فى القطاع، وترى أن ذلك يمكن أن يتحقق إذا انسحبت قوات الاحتلال من كامل أراضى القطاع .. بينما حكومة اليمين المتطرف فى إسرائيل تريد البقاء فى غزة وأن تكون لها اليد الطولى فيها، وتربط بدء الانسحاب بنزع سلاح حماس وبينما تدورالمشاورات والمناورات السياسية الدولية حول مستقبل غزة لا تزال الأوضاع داخل القطاع مزرية مع استمرار إسرائيل فى تقييد دخول المساعدات وعرقلة الجهود الإنسانية. فالكثير من الفلسطينيين يعانون لتأمين الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة. بينما يزعم المسئولون الأمريكيون والإسرائيليون أن المساعدات تتدفق على غزة، التى يحتاجها السكان الذين تم تجويعهم عمدًا على مدار العامين الماضيين. فالغذاء لا يزال شحيحًا وترتعد الأسر النازحة بردًا فى ملاجئ مؤقتة غمرتها المياه، ويواجه الكثيرون شتاءً ثالثًا بلا مأوى، وتقول منظمات الإغاثة إنها لا تستطيع إيصال مخزونها من الخيام والأغطية بعد أن صنّفت إسرائيل - التى تنفى منعها للمساعدات- أعمدة الخيام كمواد «مزدوجة الاستخدام» يمكن استخدامها لأغراض عسكرية فى الوقت الذى لم تتوقف عن قتل الفلسطينيين وتدمير ما تبقى من مدنهم حيث لقى المئات من الفلسطينيين حتفهم وأصيب عدد كبير منهم منذ إعلان وقف إطلاق النار فى غزة فى أكتوبر نتيجة هذ ه الاعتداءات دون أن يتدخل راعى الاتفاق الأمريكى لوقفها!!