تصاعد الحديث حول معالجة التكدس السكاني بإقامة مجتمعات حضارية مليونية في اراضي مصر التي تتوافر فيها المقومات المتكاملة. التحرك ايجابيا نحو هذا الهدف مرهون باتخاذ خطوات لتسهيل حركة النقل والسياحة. وإذا كانت الطرق الحديثة المجهزة هي شريان الحياة لأي تنمية سكانية أو اقتصادية أو اجتماعية فإن تيسير النقل الجوي يعد عنصرا أساسيا للانطلاق بالطموحات في هذا المجال إلي أوسع الآفاق. وليس جديدا القول إن السياحة ومن خلال الخبرة والتجربة اصبحت تمثل ركيزة أساسية للتنمية خاصة في الدول والمناطق المؤهلة لاحتلال المكانة اللائقة في تعاظم هذه الصناعة. تمشيا مع هذه الحقيقة فأن حديثي لن يتوقف عن منطقة الساحل الشمالي الممتد من الاسكندرية وحتي السلوم في محافظة مرسي مطروح والتي تتوافر لها كل الإمكانات الشاطئية والسياحية والقدرات الزراعية والطقس الرائع المعتدل طوال تسعة شهور من العام وهو ما يجعل منها مشروعا نموذجيا وقوميا للتنمية المتكاملة. في نفس الوقت ونتيجة لما تتمتع به من جو منعش يشجع علي الاقامة المستديمة فإنها في نظر الكثيرين عنصر جذب للاستثمار الخارجي اذا ما حسن التسويق والترويج. ومن المؤكد ان المنشآت الشاطئية السياحية يمكن ان تكون أساسا طيبا وايجابيا للتنمية السياحية طوال العام علي ضوء الخطوات التي سيتم اتخاذها بنشر المجتمعات الحضارية خاصة إذا اعطيت الأولوية لمشروع اقامة جامعة متخصصة في انشطة معينة علي المستوي العالمي. وبنظرة مستقبلية ثاقبة فقد كان للطيران المدني الذي يتولي قيادته الفريق أحمد شفيق سبق المبادرة بالاستعداد لهذه المرحلة. وقد جاء تحرك الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء بعد ذلك في التخطيط لاقامة محافظات ومدن مليونية لاستيعاب الحركة السكانية المتزايدة في مصر. لقد فهمت أن الاولوية ستكون لمدينة العلمين العالمية تاريخيا وسياحيا والواقعة عند منتصف الطريق بين الاسكندرية عروس البحر المتوسط ومدينة مرسي مطروح علي الحدود الليبية التي تشكل نقطة مرور أساسية الي كل دول الشمال الافريقي.. تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا. في هذا الاطار يتم الاحتفال بافتتاح الرئيس مبارك لاحد صروح الطيران المدني المتقدمة الذي يتمثل في مطار برج العرب الذي سوف يضع الاسكندرية ومرسي مطروح والعديد من مناطق الدلتا علي خريطة الطيران المدني الدولي من خلال امكاناته الفنية والاستيعابية لاستقبال الاحجام المختلفة من طائرات الركاب. ان هذا المشروع يضيف بعدا عالميا لهذا التواجد الذي من المؤكد انه سوف تكون لها تأثيرات ايجابية علي الانشطة السياحية والاقتصادية المرتبطة ارتباطا قويا بتوافر امكانات تطوير مرافق الطيران المدني. ويري الخبراء ان مطار برج العرب الجديد وبعد عمليات التطوير الشاملة التي شهدها سواء من ناحية المنشآت أو التجهيزات سيجعل منه الركيزة الأساسية لحركة الطيران في هذه المنطقة الواعدة . إنه وبافتتاح هذا المشروع سوف يصبح في الاسكندرية ومنطقة الساحل الشمالي.. مطار برج العرب باعتباره المرفق الرئيسي وإلي جانبه مطار »النزهة« التاريخي الذي يجري الاعداد لتطويره ومطار مرسي مطروح وكذلك مطار مرسي علم بنظام ال B.O.T الذي تم تشغيله منذ سنوات لاستقبال الافواج السياحية. وتشير البيانات المتعلقة بمشروع مطار برج العرب الذي يعد مشروعا رائدا للتنمية ضمن منظومة النهوض بمرافق الطيران المدني الي أن التكلفة بلغت 826 مليون جنيه. ويشمل المشروع مبني متطورا وحديثا للركاب تبلغ طاقته 2.1 مليون راكب سنويا قابلة للزيادة الي 8.1 مليون راكب ملحق به مركز للشحن الجوي بسعة 01 آلاف طن. وزود المطار ب 41 موقفا للطائرات و3 سيور لنقل الحقائب بالاضافة الي العشرات من مواقع لخدمة سفر الركاب والجوازات الي جانب مجموعة كبيرة من المحلات والمطاعم والكافيتريات. لا جدال أن كل هذه التجهيزات ستوفر للمترددين علي المطار الراحة ومتعة السفر والوصول المريح. ليس تجاوزا إذا ما اتفق الجميع علي أن مطار برج العرب سوف يكون إضافة حضارية للنقل الجوي ولخدمة الاستثمار والسياحة وأن ايجابياته ستنعكس علي كل مظاهر الحياة في هذه المنطقة ذات التاريخ والامكانات الفريدة.