الغموض يسيطر على مقتل «شرطى» أعلى الدائرى.. ومصدر أمنى ينفى أن يكون إرهابياً

سيطر الغموض على جريمة مقتل شرطى داخل نقطة شرطة أعلى الطريق الدائرى بالهرم بعد أن أطلق عليه «شخص ملثم» النار من بندقية آلية فجر أمس الأول، وفر هارباً، أفادت التحريات والتحقيقات وسؤال أسرة الضحية وجيرانه وزملائه بأنه يتمتع بسيرة طيبة وتربطه علاقات ممتازة بجيرانه وزملائه، وتبين أنه لا توجد خلافات أو مشاجرات أو ثأر بين عائلته وأى عائلة أخرى سواء فى الفيوم أو خارجها.
ونفى مصدر أمنى ل«المصرى اليوم» أن يكون الحادث «إرهابيا» بعد استبعاد أن يكون جنائيا بعد فحص علاقات القتيل، وقال: «من السابق لأوانه أن نقول إنه مرتبط بتفجيرات الإسكندرية وأن مرتكبه يريد (تشتيت) أجهزة الأمن حول الجريمتين وشرح المصدر أن البحث مستمر وأن ضباط الشرطة فى الجيزة لا ينامون منذ وقوع الجريمة للوصول إلى معلومات وخيوط تقودهم إلى (المتهم الملثم)».
واستبعدت أجهزة الأمن فى الجيزة مقتل الضحية بسبب خلافات مع آخرين أو أن يكون الحادث جنائيا وتكثف الأجهزة جهودها للوصول إلى أسباب الجريمة ولشهود رؤية تمكنوا من مشاهدة «الملثم المجهول» أثناء نزوله من أعلى الطريق الدائرى وهروبه عقب ارتكاب الجريمة، وتشكل فريق بحث بإشراف اللواء أسامة المراسى، مساعد أول الوزير لأمن الجيزة، واللواء كمال الدالى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، والعميد فايز أباظة، رئيس المباحث الجنائية، وجار استجواب عدد من المسجلين خطر والمشتبه بهم للوصول إلى معلومة تفيد فريق البحث فى ربط خيوط الجريمة.
وكشفت التحقيقات أن الضحية عماد رمضان نميرى «32 سنة» كان يعمل فى مكتب اللواء محسن حفظى، مساعد أول الوزير لأمن الجيزة - المنقول مديرا لقطاع الأمن الاقتصادى - حتى الأسبوع الماضى وأنه قدم طلبا لرؤسائه فى العمل وطلب أن ينتقل إلى إدارة الطرق والمنافذ ليعمل 24 ساعة متواصلة ويحصل على راحة 48 ساعة ويتمكن من خلالها السفر إلى بلدته فى الفيوم، وتبين أن الضحية طلب أن يكون عمله فى نقطة شرطة أعلى الطريق الدائرى ليتمكن من ركوب أى سيارة متجهة إلى الفيوم ويقضى راحته مع أسرته المسؤول عن رعايتها بعد وفاة والده فى حادث سيارة منذ 8 سنوات. تجرى التحقيقات بإشراف المستشار مجاهد على مجاهد، المحامى العام لنيابات جنوب الجيزة، ويباشرها هشام حاتم، مدير نيابة الحوادث.
وتبين من التحقيقات أن الضحية كان موجوداً بكمين الشرطة ومعه زميله، وأن الشخص الملثم دخل الكمين فى الرابعة والنصف فجراً، وقال لهما: «ارفعوا أيديكم وماحدش يتحرك» وبدأ إطلاق الرصاص على القتيل وصوب فوهة البندقية على رأس الضحية وتهشم تماماً، وأن الطلقات كانت من مسافة 25 سنتيمتراً، وأضافت التحقيقات أن زميل القتيل قفز إلى داخل الكمين واختبأ حتى انتهاء الجريمة وأن «الملثم» أطلق الرصاص فى اتجاهه، وأن طلقاته أصابت باب الكمين فقط وأنه كان يرتدى ملابس سوداء وتبين أن 4 من زملاء الضحية ترددوا فى مطاردة «الملثم» لحمله بندقية آلية.
وشيع الآلاف من قرية حرفوش فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، جثمان الضحية واتشحت القرية بالسواد، حزنا على ابنهم الشاب عماد رمضان نميري.
وقالت والدة الضحية سعاد عبدالستار «49 سنة»: «ابنى عماد كان سندى الذى تحمل معى المسؤولية بعد وفاة والده منذ 8 سنوات فكان يعمل (عاملا) فى القرية للإنفاق علينا، خاصة أننا لا نملك شيئا، وفى العام الماضى تم تعيينه بوزارة الداخلية وظل بها حتى الأسبوع الماضى حتى تم نقله من مكتب مدير أمن الجيزة إلى هذا القسم المشؤوم ليعود إلىَّ محمولا فى نعش (منهم لله اللى كانوا السبب فى موت ابنى وسندى فى الحياة)».
وتطالب الأم المكلومة وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى برعاية أسرتها الفقيرة التى فقدت عائلها أثناء خدمته الوطنية. وأضافت الشقيقة الصغرى نورا «12 سنة» بالصف الأول الإعدادى، أن شقيقها تزوج فقط منذ ثلاثة أشهر وكان نعم الأخ والأب ولم يبخل عليهم بشىء.