انتهى عام 2010، ومضى باعتصاماته وإضراباته وأزماته، وأهلاً عام 2011.. عام جديد لنا جميعاً فيه آمال كبيرة وكثيرة، ينعقد تحقيقها علينا وعلى جهات أخرى عديدة.. لنا آمال فى مجلس الشعب ولجانه، فى الحكومة ومؤسساتها، فى المجتمع المدنى ومنظماته، وفى الشعب ونشطائه.. لنا آمال فى أفكار مبتكرة، وسياسات غير نمطية تجعلنا نحقق قفزات نحن فى حاجة ملحة إليها. عندنا - مثلاً - آمال عظيمة فى زيادة الاستثمار المحلى والأجنبى، حتى تزيد معدلات التوظيف، وموارد الدولة من الضرائب، ولأن مُدخرات المصريين إلى حد كبير محدودة، فإن لدينا أملاً بأن يتم تخفيض الفوائد على القروض المستخدمة لتشجيع إقامة المشاريع، خاصة كثيفة التوظيف منها، أما بالنسبة للاستثمار الأجنبى فعندنا أمل فى أن تُصدِر الدولة قرارات بتقنين تحويلات الأرباح إلى الخارج، وبدلاً من أن يكون لأصحابها الحق فى تحويلها كلها فى العام نفسه الذى تحققت فيه، يمكن السماح لهم بتحويلها على عامين، 50% منها فى العام الذى تحققت فيه الأرباح، والباقى فى العام الذى يليه، حتى لا تتحول الاستثمارات الأجنبية إلى مسألة «اخطف واجرى»،أما بالنسبة للمستثمرين المصريين أو الأجانب الذين أقاموا مشروعاتهم بالاقتراض من البنوك داخل البلاد، فيمكن السماح لهم بتحويل أرباحهم على أربع دفعات، كل عام دفعة لا تزيد على 25%، فلعل ذلك يساعد على توفير الأموال فى البلاد ودفع عجلة الاقتصاد وزيادة الاستثمار. عندنا أمل فى إصدار بروتوكولات بين وزارة المالية والشركات لتشجيع المشاركة المجتمعية لها، ووضعها أمام مسؤولياتها تجاه التنمية المحلية فى البلاد، ومع الموافقة على المشاريع أو على بعضها، تلتزم الشركات بإنشاء مراكز تدريب أو مدارس فنية أو حتى مراكز شباب، المهم أن يكون هناك نوع من المشاركة المجتمعية المنظمة والفعالة للمساعدة فى تأهيل الشباب. عندنا آمال فى الإعلام الخاص والحكومى، أن يبادر بنشر أو بث إعلانات توعية هادفة للمشاهدين والمستمعين والقراء، من كبار السن والشباب والصغار، عن قضايا النظافة وآداب الطريق وحسن معاملة الأجانب والسائحين، وتحثهم على مكارم الأخلاق، وعلى ضرورة العمل التطوعى وأهميته للارتقاء بالبلاد، وعن قيمة العمل الجاد فى الدنيا وفى الدين، وعلى أهمية أن يكون الإنسان إيجابياً ومشاركاً وفعالاً برأيه وفكره وصوته فى مناحى الحياة كافة. عندنا آمال فى أن نبدأ بجد فى القضاء على سلبيات العشوائيات فى الأماكن وفى التصرفات، وعدم قصر الاهتمام على الأحياء الراقية والجديدة، ومده إلى الأحياء القديمة التى نالت منها يد الإهمال، حتى لا تتحول هى الأخرى إلى عشوائيات، وعندنا أمل فى أن نبدأ فى محاربة التلوث الذى زاد بمعدلات كبيرة فى كل أنحاء البلاد، الذى يهدد الصحة ويهدر كثيراً من طاقات العباد.. عندنا أمل أن تصبح المدارس جاذبة للتلاميذ، من ناحية المبانى ومن ناحية مستوى التعليم، وأن تكون فصولها نظيفة ومُزينة وجميلة، وأن تكون فيها ملاعب ومكتبات ومسرح وغرف مزيكا.. عندنا أمل بصدور قانون التأمين الصحى ليوفر العلاج المناسب والمتميز لكل الناس.. عندنا أمل فى اتحاد للجمعيات الأهلية، تُخصص فيه جهودها وتُصنفها حتى لا تتحول معظم الجمعيات إلى بناء قباء الجوامع وشراء عربات دفن الموتى، وتوزيع المساعدات، عندنا أمل فى أن تهتم الجمعيات الأهلية بتنمية الموارد البشرية حتى تكون الفائدة مستدامة. عندى وعند الشعب المصرى آمال كثيرة وعظيمة، وعليه أن يرى أنها قابلة للتحقيق وقريبة، حتى لا يدخر جهداً فى العمل ويقبل على الحياة، وتحقيق هذه الآمال وأكثر منها كما هو معقود على مؤسسات الدولة هو أيضاً معقود على أفراد الشعب، فمؤسسات الدولة يعمل بها ويديرها ويضع خططها واستراتيجياتها أفراد من الشعب، وإذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر، ومايكونش ليه عندك أمل.. عيش بالأمل.