منذ أيام شاهدت فيلم أرض النفاق وهو عن قصة للكاتب الكبير يوسف السباعى الذى أحب كتاباته جداً وبالرغم من أننى أحفظ الفيلم وأتذكره جيداً إلا أننى من هواة مشاهدته مراراً وتكراراً.......ولكن عندما شاهدته فى تلك المرة أخذتنى أفكارى وشردت بعيداً عن الفيلم وفكرت فى الأحداث اليومية التى نتعرض لها وعن بعض الكلمات والجمل التى تخرج من أفواهنا بصفة مستمرة وبشكل شبه يومى هل نطلق عليها فى المطلق نفاق أم يحددها الموقف الذى تعرضنا له عندما صرحنا بهذه الكلمات أو تلك الجمل . وزاد شرودى أكثر عندما أتيت بأمثلة لبعض المواقف التى تحدث ويمكن لنا بأن نفسرها كنفاق أو مجاملة .... مثلاً... عندما يقول الزوج لزوجته بأنها جميلة بل أنها أجمل نساء الأرض فمن المؤكد أنه يكذب وربما تعلم زوجته ذلك وهذا ليس لان زوجته قبيحة او دميمة لاسمح الله ولكن لانه لم يجول فى الارض من شرقها لغربها حتى يرى جميع نسائها ويحكم بأن زوجته هى أجملهن ومع ذلك تتقبل الزوجة تلك الكلمات بسعادة بالغة . مثل آخر وهو علاقة الموظف بمديره فى العمل وخصوصاً عندما يكون هذا المدير مستجد فى العمل ستجد لافتات الترحاب فى كل مكان وأستقبال رائع وعبارات مدح لاحصر لها بالرغم من أن الموظفين ربما لم يروه فى حياتهم سوى فى أول يوم عمل له فى المكان.. وتجدهم يستقبلونه بالزهور.. ومعظمهم يقولون له حال العمل لن يغيره للأفضل سواك يافندم.. ومع ذلك تجد المدير سعيداً ممتناً لهم جميعاً . وهناك علاقة أخرى ربما يكون فى ظاهرها المجاملة والحب وبباطنها الكذب والنفاق فعندما تتزوج فتاة تبادر لأكتساب ود وحب حماتها وتناديها بماما وفى رأيى الشخصى أنه لايصح أن تنادى الزوجة حماتها بماما حيث من الممكن أن تحبها دون أن تجعل أحداً يشارك أمها الحقيقية فى لقب تتمناه كل أم من أبناءها، فالفتاة بالطبع لن تحب حماتها مثل أمها وربما تكون تكره حماتها ولا تحبها . وأعتقد أنه ليس هناك فتاة تكره أمها ... والحماة أيضاً لن تحب زوجة أبنها مثل أبنتها أبداً بالأضافة إلى ذلك فإن حماة الزوجة ليست بحاجة لشخص أضافى يناديها بماما لأنها بالطبع لديها أبنائها الذين يشبعونها بتلك الكلمة.. ولكن لا أنكر أن ربما هناك زوجات ينادون حماتهن بلقب ماما حباً فيهن بالفعل ولكنهن قليلات جداً، ولكن دائما تجد أن الحماة لاتكترث لهذا التودد ولا تقتنع به وتعلم جيداً أنه مجرد كلمة تقولها زوجة أبنها لأرضائها وربما تقتنع من داخلها أن زوجة أبنها لا تحبها (يعنى بالعربى كده ومن الاخر الحموات مش بياكلوا من الكلام ده... ريحوا نفسكم ياستات). وهناك الكثير من الأمثلة التى تحتاج كتباً لا رسالة كهذه، أعتدنا عليها يومياً ونتعامل بها وببراعة شديدة... ربما لا نعلم أن هذا نفاق وربما نقصد به المجاملة بالفعل ... لمزيد من التفاصيل شاهدوا فيلم أرض النفاق.