فى أحد الانقلابات المتتالية فى دولة عربية شقيقة أرادوا محاكمة الرئيس المخلوع، وكان رجلاً شريفاً، فاختاروا له تهمة «الفساد»، فطلب الرجل من المحكمة الاطلاع على «دفتر الشكك» الخاص بالبقال المجاور لمنزله فحكموا ببراءته.. والليالى حبالى يلدن كل عجيب، وقد مسخوا جرائد وراقبوا رسائل الموبايل ومنعوا التصوير وأغلقوا نصف دستة قنوات من أجل انتخابات البرلمان، فماذا سيفعلون من أجل انتخابات الرئاسة؟.. وقد كرهت - مثلك - الحديث عن الانتخابات، وكنت أنوى اليوم أن أكتب عن اتجاه المستثمر «سعيد الحنش» لشراء «النادى الأهلى» واتجاه «مانويل جوزيه» لتدريب «عمر أفندى» لكن ما يكتبه الأستاذ عز فى صفحة الأستاذ هيكل نفسها فى «الأهرام» يستحق التأمل، فالرجل يؤكد أن سبب اكتساح الحزب للانتخابات هو أن المصريين تحسنت أحوالهم واشتروا مليون سيارة، بينما الحقيقة هى أن المرشحين هم الذين تحسنت أحوالهم واشتروا 2 مليون صوت.. وإذا كان مستر «يارنج» وهو صاحب محل بقالة فى الريف الإسكتلندى يعلم أن الانتخابات المصرية مزورة وقام بتدوين ذلك فى «دفتر الشكك»، فعلينا أن نصحح الأوضاع، فيدرب «مانويل جوزيه» النادى الأهلى ويشترى «سعيد الحنش» «عمر أفندى» ويكتب مستر «يارنج» فى صفحة هيكل ويدون الأستاذ عز فى دفتر الشكك.. لكن هل الأرقام تكذب؟.. طبعاً، فالأعور يساوى الأعور أى أن نصف الأعمى يساوى نصف البصير وبضرب طرفى المعادلة فى (2) ينتج أن الأعمى يساوى البصير والنزاهة تساوى التزوير، فحديث الأستاذ عز عن مليون تلميذ فى المدارس الخاصة ليس دليلاً على الثراء، بل هو دليل على فشل منظومة التعليم الحكومى.. والمضطر يركب الصعب وأحياناً يركب الترام.. ونحن أصحاب نظرية أن المعارض صباحاً يجب أن يكون شحاذاً فى المساء، فالحاجة أم الاختراع وأحياناً الحاجة أم حسن.. وقد قابلنى أحدهم وقال لى: (يعنى حضرتك لابس بلوفر بتاع سبعين جنيه.. أمال بتعارض ليه؟).. فى دفتر الشكك يتعمد البقال أن يكتب الاسم واسم الزوجة الضامنة وعنوانه حتى يفضح الزبون.. وقد قرأنا ونحن طلبة مذكرات «إيفا» الإباحية المكتوبة بخط اليد، وعندما لاحظنا أن أحد الزملاء يحتكرها راح كل منا يكتب مذكرات لإيفا أكثر إباحية، لكنها لم تصل أبداً إلى ما هو مكتوب فى دفتر الشكك الذى يدونه الأستاذ «يارنج» فى صفحة الأستاذ هيكل.. وإذا لم تستح فاكتب ما شئت. [email protected]