منذ صدور قرار إلغاء الحرس الجامعى بالجامعات، وإحلاله ببعض القوات المدنية وضباط شرطة متقاعدين، وأنا تخيلت الجامعة من غير حرس، يعنى هدخل الصبح من الباب مش هلاقى أمين الشرطة اللى بيستقبلنى كل يوم بتكشيرته المعتادة ولسان حاله بيقول لى: «أيوة يا أستاذة، طلعى الكارنيه بالذوق أحسنلك»، وبكل استسلام بفتح شنطتى وأوريله الكارنيه، الغريب بقى إنى بقالى ثلاث سنوات فى الجامعة، كل يوم على هذا الحال، والغريبة إنه نفس الموقف بيتكرر كل يوم، معلش يا جماعة الراجل برضه معذور، هيركز مع مين ولا مين، هو مفيش غيرى فى الجامعة ولا إيه؟! يمكن لحد دلوقتى هى دى الوظيفة الوحيدة اللى عهدتها من الحرس الجامعى، بعد كده بصراحة هما فى حالهم وإحنا فى حالنا، اللهم إلا لو فيه مظاهرة داخل الجامعة، تجد حوالى خمسة عشر ضابط وثلاثين عسكرى وعشرين أمين شرطة يحيطون بالمظاهرة، وماله؟ حفاظ على الأمن برضه وحماية الطلبة من بعض المشاغبين داخل المظاهرة. فى يوم فوجئت بقرار إلغاء الحرس الجامعى، يعنى جامعتنا خلاص هتبقى من غير حرس، طيب هل أفرح ولا اتضايق؟ الناس اللى فرحت فرحت ليه؟ هو الحرس كان بيضايقهم فى إيه؟ والناس اللى زعلت برضه زعلت ليه؟ وهو الحرس كان بيفيدهم فى إيه؟ أنا عن نفسى لا فرحت ولا اتضايقت، لكن سرحت لو الجامعة من غير حرس إيه اللى ممكن يحصل، ممكن مثلا أكون ماشية فى الجامعة فى اتجاهى للمدرج وألاقى واحد ورايا بيعاكسنى كأنى ماشية فى حديقة الفسطاط فى العيد، أو مثلا أكون فى الكافتيريا وفجأة يطلع عليا حرامى «يثبتنى» ويخطف الشنطة، أو ممكن أكون قاعدة فى حديقة الجامعة بذاكر محاضرة، وألاقى جنبى أسرة وأطفالها معاهم رنجة وفسيخ وبيحتفلوا بشم النسيم. إيه دا؟ هو معقول الحرس مهم قوى كده، أمال إحنا ليه مش حاسين بالأهمية دى؟ وليه فرحنا بعد قرار الطرد؟ طيب لو مش مهم ليه كان موجود فى الجامعة من الأول؟ كلها أسئلة فكرت فيها وأنا بتابع موضوع طرد الحرس الجامعى، ولقيت إننا المفروض قبل ما نفكر نفرح أو نتضايق من القرار، لازم نحسبه من كل الجوانب، ونعرف إيه هى فوائده وأضراره، وبلاش ننساق ورا كلام أى حد ونخليه يفرض رأيه علينا، لكن لازم نحلل الموضوع ونكون وجهة نظر بتضم السلبيات والإيجابيات.