أثار حادث انفجار ماسورة المياه فى منطقة كوم الدكة، قبل نحو شهر، والذى تسبب فى غرق عدة شوارع بحى محرم بك، فضلاً عن إصابتها بأزمة مرورية استمرت لعدة أيام- الكثير من التساؤلات حول كفاءة شبكات المياه المغذية لجميع المناطق فى المحافظة، ففى الوقت الذى ينتقد فيه بعض المواطنين استمرار تهالك الشبكات بالعديد من المناطق والأحياء نتيجة عدم تنفيذ عمليات إحلال وتجديد لها بصفة دورية منذ عشرات السنين- يؤكد مسؤولو الشركة أن هناك خطة شاملة لعمليات إحلال شبكات المياه بالمدينة تم رصد نحو 37.5 مليون جنيه لتنفيذها. قال محمد السلامونى، أحد سكان منطقة كرموز، إنهم يعانون من مشكلة ضعف المياه وتلوثها منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أنها لا تصل إلى الأدوار العليا بالمنازل دون استخدام المواتير، فضلا عن استمرار انقطاعها بصورة متكررة طوال اليوم لفترات طويلة. وانتقد حامد عبدالرؤوف، من أهالى برج العرب، ما سماه «تباطؤ» مسؤولى فرع الشركة فى تنفيذ عمليات تغيير خطوط ومواسير الإسبستوس المتهالكة المغذية لمنازل المدينة، خاصة أنه مر عليها- حسب زعمه- 30 عاما دون تغييرها أو تجديدها. وشدد محمد صبرى، رئيس المجلس المحلى لحى المنتزه، على ضرورة وجود صيانة دورية للشبكات فى باقى مناطق المحافظة، خاصة التى توجد بها زيادة سكانية كبيرة، بالإضافة إلى ضرورة إحلال مواسير جديدة، بدلا من المتهالكة. من جانبه، قال اللواء محمد الجندى، رئيس حى غرب، إنه فى حالة حدوث أى انفجار أو كسر فى ماسورة مياه، يقوم الحى بالتعاون مع مرفق المياه فى المحافظة بإجراءات سريعة تبدأ بتحرير بلاغ إلى المرفق، وقطع المياه، لمنع غرق المنطقة المتضررة. وأضاف «الجندى»: «إذا كانت الماسورة المكسورة رئيسية تؤثر على قطاع كبير من الحى، فإنه يتم فى الحال إرسال لجان هندسية إلى العقارات القريبة من الماسورة المكسورة، للتأكد من عدم حدوث أى هبوط فى الأراضى المجاورة، خاصة أن حى غرب من الأحياء التى تحتوى على عقارات قديمة، قد تكون عرضة للانهيار إذا وصلت المياه لأساساتها». وعن انقطاع المياه فى هذه المناطق، اعتبر الجندى أنه أمر ضرورى، حتى لا تتسرب المياه للأساسات، فى الوقت الذى يتم فيه إرسال خبراء ومتخصصين، للتأكد من عدم تأثر أساسات المنازل، ويتم عمل كردون أمنى على المكان المتضرر، لحين وصول الشرطة. وفى المقابل، قال المهندس أحمد حسن هاشم، مدير عام توزيع منطقة وسط بشركة مياه الشرب بالمحافظة، إن شبكة المياه القديمة التى أسسها الإنجليز لا تتعدى 20% من حجم الشبكة الحالية. وأضاف أن الشركة تضع خطة إحلال وتجديد سنوية للمواسير، التى يتراوح قطرها بين 3 و12 بوصة، بميزانية 35 إلى 50 مليون جنيه، وتكون الأولوية للمناطق التى تأتى منها شكاوى أكثر، لافتاً إلى أن ميزانية هذا العام وصلت إلى 37.5 مليون جنيه تقريباً. وعن العوامل التى تؤدى إلى تهالك الشبكات، قال «هاشم» إن الصيانة الدورية للشبكات تحول، فى الكثير من الأحيان، دون وقوع حوادث كسر أو تسرب وصفها ب«النادرة»، مشيراً إلى أن زحف العمران والاختناق المرورى أحد أبرز العوائق التى تواجه أعمال الصيانة. وأوضح «هاشم» أن الكسر الذى وقع فى شارع سليمان يسرى كان فى ماسورة فرعية تصل خط ال700 ملليمتر بخزان كوم الدكة، وتمت السيطرة على التسرب فى غضون ساعتين، وهو ما اعتبره وقتاً «قياسياً»، مؤكدا أن منطقة وسط المدينة بها أقدم شبكة لمياه الشرب بالمحافظة، وعلى الرغم من ذلك فإن مواسيرها الرئيسية جيدة الصنع ومازالت فى حالة «ممتازة».
