يفتتح اليوم فى الجزائر مهرجان وهران الرابع للأفلام العربية، الذى يقام تحت رعاية عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، ويستمر حتى23 ديسمبر الحالى. أعلن عن موعد الدورة الجديدة من المهرجان فى وقت متأخر، ومن الواضح أن السبب هو الإصرار على انعقاد المهرجان كل سنة.. وهو إصرار محمود رغم ما يمكن أن ينتج من مشاكل، نتيجة عدم الإعلان عن الموعد قبل وقت كافٍ. تأتى أهمية هذا المهرجان لكونه المهرجان الوحيد فى دول المغرب العربى المخصص للأفلام العربية، بينما تقام فى مصر مسابقة للأفلام العربية تعقد فى إطار مهرجان القاهرة، ومثلها فى مهرجان دمشق، وفى مهرجان دبى، ويخصص مهرجان الدوحة مسابقته للأفلام العربية، وكذلك مهرجان مسقط، كما ينعقد فى بيروت مهرجانان للأفلام العربية، والأفلام العربية المستقلة أى أن هناك سبعة مهرجانات للأفلام العربية فى المشرق ووهران فى المغرب. ويزيد من أهمية مهرجان وهران أنه يقام فى الجزائر، حيث الصراع التاريخى المركب بين الثقافتين العربية والفرنسية، فالمهرجان يمثل أحد صروح الدفاع عن الثقافة العربية فى مواجهة ثقافة الاحتلال الفرنسى، الذى استمر 130 عامًا، وأراد أن تكون الجزائر جزءًا من فرنسا، وأراد أن يستمر بعد الاستقلال عام 1962 من خلال الثقافة، ولا يزال يسعى لذلك حتى الآن. كما يزيد من أهمية مهرجان الجزائر للأفلام العربية أنه يأتى بعد عقدين من بداية الصراع بين تيار الدولة المدنية وتيار الدولة الدينية الإسلامية، الذى تحول إلى حرب أهلية دامية فى تسعينيات القرن العشرين الميلادى الماضى، ولا تزال آثار هذه الحرب ممتدة حتى الآن، ومن المعروف أن أنصار الدولة الدينية يكفرون الفنون خاصة السينما، حيث يمنعون وجود دور السينما فى السعودية، ويحجبون السينما فى إيران، ويحولون كل الإنتاج السينمائى إلى أفلام للأطفال تمنع تناول المحاور الرئيسية، التى قامت عليها الدراما منذ القرن الخامس قبل ميلاد المسيح عليه السلام. وهكذا يريدون للسينما الجزائرية أيضًا. ومهرجان وهران هذا العام يأتى بعد الأزمة بين مصر والجزائر، بسبب مباريات كرة القدم المشؤومة، وهى الأزمة التى سيطرت عليها «الروح الحربية» بدلاً من «الروح الرياضية»، وجعلت الشعبين وكل الشعوب العربية تلتاع منها، ومن تداعياتها المؤسفة والمحزنة والمريرة، ومن هنا أتمنى أن تشارك وزارة الثقافة المصرية مشاركة كبيرة فى مهرجان وهران، لكى تساهم فى رأب هذا الصدع [email protected]