قال الإعلامى محمد سعيد محفوظ، مخرج الأفلام الوثائقية، إنه حاول تجسيد معاناة الصحفيين، وتوضيح كيف تحرك السلطة بعضهم كقطع الشطرنج. وأضاف - خلال ندوة عن «الخيال فى الفيلم الوثائقى»، بمنتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية، مساء أمس الأول، تضمنت عرض فيلمه الوثائقى «أى كلام» الحاصل على جائزة لجنة التحكيم من مهرجان قناة الجزيرة للأفلام الوثائقية لعام 2009: «فى لحظة من اللحظات اعتبرت نفسى أحد الذين تسببوا فى الغزو الأمريكى للعراق وتدميره، بسبب حديث أجريته مع أحد المسؤولين العراقيين فى حكومة صدام حسين بلندن قبل الغزو، واجهته بمعلومات كان مصدرها ما نشر بالصحف الغربية، اتضح لى فيما بعد شدة المغالاة فيها، وحاسبت نفسى بعدها، وهو ما حاولت إظهاره فى فيلمى الوثائقى (أى كلام)، عبر مشهد رقعة الشطرنج، التى يقف عليها عدد من الصحفيين يحركهم بعض الأشخاص، الذين قد يكونون السلطة أو الدول الكبرى، أو المؤسسات الصحفية أو وزراء الإعلام». وأوضح «محفوظ» أنه يتناول فى فيلمه مشواره الإعلامى من خلال تعرضه لإجراء عملية جراحية حقيقية، عبر مشاهد تشبه الحلم، بدءًا من لحظة دخوله غرفة العمليات، وقال: «العملية الجراحية التى تعرضت لها، كانت بالنسبة لى بمثابة الجسر للربط بين الخيال والواقع، ولا يوجد ضمان أو برهان على أن ما نعيشه الآن هو الواقع، وهو السؤال الفلسفى الذى يشغلنى ويؤرقنى دائما ويسعدنى فى الوقت نفسه، وأردت أن أقدم صورة أخرى للصحفى، وكيف تنعكس حياته ومهنته على ذاته، جَلَدْتُ نفسى وجعلت منها نموذجًا، والفيلم يساعدنى على رؤية نفسى فى المرآة ونسجت فكرته من وجدانى وأحلامى». أضاف: «للأسف السينما الوثائقية والتسجيلية فى مصر مرتبطة فى أذهان الجمهور بعالم الحيوان وبرامج الكمبيوتر، عكس ما هو سائد فى الخارج، وطموحى أن يقطع المشاهد تذكرة ويذهب إلى السينما ودور العرض لمشاهدة فيلم وثائقى مثلما رأيت فى الخارج».