برودة شديدة في اليدين والقدمين، وأحياناً الأنف والأذنين، يرافقها إحساس بالتنميل في تلك المناطق.. أعراض تجتمع عندما يتعرض الإنسان لدرجات حرارة شديدة البرودة، وقد تتطور إلى حالة تعرف بظاهرة أو مرض «رينود» Raynoud's phenomena. وهي حالة تصيب أطراف الجسم عند التعرض لبرودة شديدة، حيث يشعر الإنسان بتنميل وبرودة في أصابع اليد، والقدم، والأنف، والأذنين، تنتج بسبب ضيق الشرايين التي تُغذي تلك المناطق من الجسم فيقل الدم الذي يصل إليها. وحول أسباب الإصابة يقول الدكتور صبري الباشا، استشاري جراحة الأوعية الدموية: «يصاب بهذه الظاهرة من لديهم حساسية في الشرايين الصغيرة الموجودة في الأطراف تجاه البرد الشديد، حيث تنقبض مسببة عدم وصول الدم للأطراف فيشعر الشخص بتنميل وبرد شديد». ويشير الباشا إلى أن هذه الظاهرة تنتشر بين السيدات أكثر من الرجال، حيث يلاحظ «أن الفتيات ما بين سن ال 13 – 18 سنة هن الأكثر عُرضة للإصابة بهذا المرض». وليس هناك سبب واضح يفسر حساسية شرايين بعض الأشخاص للبرودة الشديدة دون غيرهم، إلا أن حوالي ثلث المصابين بالمرض لديهم مصاب بين أفراد العائلة. كيف تظهر الأعراض؟ تعتمد أعراض مرض رينود على حدة ومدة انقباض الأوعية الدموية، وتكرار حدوث ذلك، وعن كيفية الإصابة يوضح الدكتور صبري أنها «تبدأ بضيق شديد في الشرايين الدموية الصغيرة الموجودة في الأطراف، فيقل وصول الدم إليها، يلي ذلك تجمع مواد الاحتراق الداخلي للجسم في هذه الشرايين، وينتهي الأمر باتساع مفاجيء لهذه الشرايين وضخ كمية زائدة من الدم إليها، مما يؤدي إلى تورم الأطراف والشعور بالألم». وتظهر الأعراض مع بداية الإصابة-كما يؤكد دكتور صبري- بتحول لون الجلد إلى اللون الأبيض في الأطراف المصابة، ثم بعد ذلك يتحول إلى اللون الأزرق نتيجة تجمع مواد الاحتراق الداخلي للجسم في هذه الشرايين، ويرافق ذلك الشعور بالبرودة والتنميل وفقدان الإحساس في هذا الجزء من الجلد، وتأتي في النهاية مرحلة تدفق الدم مرة أخرى لهذه المناطق مؤدياً لتورم يرافقه ألم، وفي الحالات الشديدة تؤدي الإصابة إلى ظهور قرح. الوقاية والعلاج يؤكد الباشا أن الخروج من الدائرة المغلقة لهذا المرض، يتطلب حماية الأطراف من البرد الشديد بمجرد حلول الشتاء، ويشير إلى بعض الإجراءات الهامة في الحالات البسيطة، منها: تدفئة الأطراف وحمايتها من البرد عن طريق ارتداء جوارب وقفازات، وخاصة أثناء النوم، وعدم تعريض الأطراف للماء البارد أو المثلجات، واستخدام بعض الأدوية الموسعة للأوعية الدموية التي قد تساعد في علاج بعض الحالات. وفي الحالات الشديدة من المرض، والتي عادة يرافقها حدوث قرح في الأطراف، ينصح الدكتور صبري باستئصال «العصب السمبساوي» الموجود في الأطراف، كونه المسبب الرئيسي لانقباض الشرايين، ويؤكد أن العلاج الدوائي «قد لا يفيد في الحالات الشديدة، فلا يمكننا القول إنه فعال بنسبة كبيرة، وننصح جميع المرضى الذين يعانون من قصور في الشرايين بعدم التعرض للبرد الشديد».
