(قرأت فى أحد المواقع الإخبارية تصريحات للسيد صفوت الشريف تؤكد أن البرلمان الجديد شرعى، وقرار الشعب هو الفيصل فى الانتخابات. مذكراً بقول الرئيس مبارك: «مصر هى الباقية والأفراد زائلون!!». ومؤكداً أن الأصوات التى حصل عليها مرشحو الوطنى هى نتيجة لخطة التحرك الحزبى!!، وما طرحوه من برامج!!). حينما انتهيت من قراءة الخبر وتهيجت أحزانى، وكتبت هذه الرسالة إلى الله تعالى. إلهى العظيم. أنت تعلم ما أنوى كتابته قبل أن أكتبه، بعلمك الكامل المحيط الشامل. بينما نحن نمل يتخبط فى شقوق صخرة ضيقة، غافلا عن الكون العظيم الواسع. نُعلّق أهمية كبرى على كل حصاة، ونهتم بكل ذرة رمل، ونفزع من كل حشرة زاحفة. شمخ الصرصورُ برأسه وهز شاربه وقال: أنا سيد الصخرة! أنا ملك ملوك الحشرات!! الكون بالنسبة لنا هو حدود الصخرة. لو حدثنا أحد أنه يوجد خارج الصخرة حياة كاملة، لضحكنا وربما لم نصدقهم. نحن خلقك الضعيف المنغمس فى اللحظة، المنهمك فى الاهتمامات الضيقة. أما أنت يا سيدنا، يا خالقنا ورازقنا، فتنظر إلينا من موقع الرؤية الشاملة والعلم الإلهى. يا رب. أكتب إليك لكى أشكو حكامنا، فقد ائتمنتهم علينا فخانوا الأمانة. وجعلوا حياتنا مريرة عسيرة. برغم أنك فى الأصل خلقت لنا الحياة رائعة. كان يمكن أن تكون رحلة حياتنا جميلة فى هذا الكون المُذهل الذى أبدعته. ملأت سماءنا بالنجوم، وفضاءنا بالكواكب. أضأت نهارنا بالشمس، زيّنت ليلنا بالقمر الفضى المستدير الرائق. جعلته يتغير لنفهم أن حياتنا تتغير، فلا نتكبر ولا نتجبر. لكنهم يا رب تسلطوا علينا. نهبوا ثرواتنا. أخذوها عن غير رضا منا. نسوا أن ما يرفلون فيه من عز هو أموالنا: ضرائبنا، أموال مُغتربينا، قناة السويس، آثار أجدادنا، الثروات المكنونة فى باطن أراضينا. عاشوا فى قصور فخمة هى فى حقيقتها قصورنا. اكتنزوا أموالا طائلة هى فى حقيقتها أموالنا. عاشوا فى منتجعات منعزلة عنا، ذات حرس كثيف وأسوار عالية. ينعمون بالرقى والجمال والهدوء. ويكنزون الأموال الطائلة. أما نحن، الشعب المقهور العاجز، الذى أرهبوه بالقوة الغاشمة، فنعيش فى مُدن حقيرة بائسة، طرقاتها مُهدمة، أرصفتها مهشمة، نخوض فى المجارى والقمامة، وزحام من الوجوه الضائعة، الجائعة، الدامعة، البائسة، اليائسة. أخذوا أموالنا وتركونا مُعدمين. اغتالوا رحلة حياتنا على كوكبنا الجميل. سرقوا أعمارنا، سرقوا الحياة نفسها، وحقنا فى العيش الكريم. أجيال جاءت ومضت، عاشت وماتت، وهم بائسون مُعدمون، مُرهقون مُفلسون. نسوا أن هناك آخرة، ويوما للحساب. يا رب خذ لى حقى منهم. أنا مش مسامح.