اليوم جولة جديدة من «التحرش السياسى» بأحزاب المعارضة.. يطلق عليها انتخابات الإعادة.. وهى المحاولة الثانية للاغتصاب الجماعى، بعد أخطر عملية «استدراج» تمت خلال 2010، انتهت بعملية اغتصاب جماعى، ليس فقط فى وسط البلد، ولكن على امتداد ربوع الوطن! تُجرى جولة اليوم فى ضوء غياب حزب الوفد، الذى أعلن الانسحاب..وسواء كان القرار احتجاجاً على التزوير الفاضح، أو كان قراراً صادراً من «مجاريح الوفد»، فأنت أمام حقيقة واحدة.. هى انسحاب أكبر حزب معارض من المعركة.. وسواء كان الانسحاب قراراً تاريخياً، أو انفعالياً.. فإن جميع المرشحين سيكونون فى بطاقة التصويت أمام الناخبين، بمن فيهم مرشحو الوفد.. طبقاً للقانون! قانوناً.. وطبقاً لقرار اللجنة العليا للانتخابات، انتهى وقت التنازل، وانتهى وقت الانسحاب.. وطبقاً لتصريحات المستشار عبدالعزيز عمر، فإنه لم يصل إليه، أبداً، أى مذكرة تؤكد الانسحاب، أو تطلب التنازل عن أى مرشح وفدى.. وبالتالى سوف تصبح الأسماء التسعة، مطروحة للانتخاب، صباح اليوم.. وهو ما قد يؤدى إلى مفاجآت لا يمكن تصورها! ودون أن أشرح كثيراً، هناك عدد من مرشحى الوفد، طالب بالاستمرار فى المعركة.. وأشهر هؤلاء: عاطف الأشمونى مرشح المطرية.. بالإضافة إلى ماجدة النويشى ومحمد المالكى وطارق سباق وعمران مجاهد.. وأخيراً رامى لكح الذى أعلن تأييده، ورفع علامة النصر.. ثم عدل عن قراره، وقرر خوض معركة الإعادة مستقلاً.. وربما يكون «لكح» أحوج المرشحين إلى الحصانة! ويبقى أن نفهم موقف الذين يتمسكون بالانسحاب، وهم: فؤاد بدراوى، ومحمد مصطفى شردى، ومصطفى الجندى.. ولابد أنك لاحظت أن هؤلاء، تحديداً، لم يكن أمامهم غير الانسحاب.. فمن قال إن «بدراوى» أو «شردى» أو «الجندى» يمكن أن يكون نائباً ولا يكون وفدياً؟.. ومن قال إن «بدراوى» تحديداً، يمكن أن يختار البرلمان على الوفد؟.. هذه مسلمات وبديهيات، قبل أن نخوض فى التصور القادم! أما التصور الذى يحضرنى الآن، فهو تصور يتسق مع طبيعة التفكير داخل «المطبخ السياسى» للحزب الوطنى.. وتخيل مثلاً، وقد شرحت أن المؤيدين للانسحاب، والرافضين له، سوف يكونون فى بطاقة التصويت أمام الناخبين.. تخيل وقد عرف أبناء الدوائر بكل ما حدث.. من الذى قد يفوز فى جولة الإعادة، ومن الذى قد يتعثر ويسقط؟.. المنطق يقول إن الذين رفضوا الانسحاب، هم الأقرب إلى الفوز.. إما لأنهم يطمئنون إلى شعبيتهم.. وإما لأنهم قدموا القرابين للدولة.. وحفظوا ماء وجهها فى البرلمان؟! المفاجأة أن «المطبخ السياسى» قد ينظر إلى هذه المسألة بطريقة مختلفة.. فليس شرطاً أن ينجح جميع الرافضين للانسحاب.. لأنها سوف تصبح لعبة مكشوفة ومفضوحة، وقد يثور بسببها منافسوهم من الحزب الوطنى.. الجديد فى هذه المسألة أن ينجح مرشحو الوفد، الذين انسحبوا فعلاً.. أولاً: لأن «بدراوى» و«شردى» و«الجندى» من الوزن الثقيل أصلاً.. ثانياً: لأن هناك مصلحة فى فوز هؤلاء الثلاثة تحديداً.. وهو طبعاً «تفكير شيطانى»، هدفه ضرب وحدة الصف، وإحداث انقسامات داخلية! ولاشك أن هناك أصابع تعبث داخل الوفد، منذ إعلان قرار الانسحاب حتى الآن.. ولا شك أن هناك أجهزة تقدم مغريات للمرشحين.. ولا شك أن هناك أطماعاً لدى البعض، ممن لم يكن فى يوم من الأيام وفدياً.. ولكنه جاء لمصلحة.. ولا شك.. ولا شك.. فهل الانقسامات المستهدفة فى الوفد مجرد أمنيات لن تتحقق، كما قال الدكتور السيد البدوى؟.. أم أن حزب الوفد الآن على شفا بركان.. بدت بوادره منذ إعلان قرار الانسحاب؟!