قل ما شئت.. انتخابات أو تمثيلية.. أياً ما كان الأمر، لا يوجد مرشح ينام فى هذه الأيام.. وقل انتخابات أو تمثيلية.. ومع هذا فلا يوجد وزير يطمئن إلى مقعده فى البرلمان.. ولذلك فقد كان كل الوزراء فى العيد، يشاركون الناس فرحتهم، ويخطبون ودهم، وينتظرون أصواتهم، يوم الانتخابات.. يوم يكرم المرشح أو يُهان!! وقد تنوعت مشاركات الوزراء لجمهور الناخبين.. ما بين ذبح الأضاحى، وتوزيع الأجهزة الكهربائية، وطرق الأبواب، والزيارات المنزلية، وزيارة المرضى فى المستشفيات.. ونزل كل وزير من برجه العالى.. يحضر الأفراح وسرادقات العزاء.. يقبِّل الصغار ويحتضنهم.. كلهم يضحى قدر استطاعته لكن لا أحد يعرف من هو الوزير «الأضحية»، الذى قد يضحى به النظام فى الانتخابات؟! لاشك أن جميع الوزراء المرشحين، استغلوا العيد فى الدعاية الانتخابية، ومارسوا الحكاية كأن هناك تهديداً لهم من أى نوع، وكأن المنافسين يستطيعون كسر شوكتهم.. رغم أن الدولة تقف خلفهم بكل ما أوتيت من قوة، ورغم أن مكاتب الوزراء المرشحين، قد أغلقت تماماً، وتوقف العمل بها، لأنهم تفرغوا لمناصرة معالى الوزير المرشح، حتى يعود بمقعده فى البرلمان! إذن، الوزراء يعرفون أن مقاعدهم محجوزة، ولكنهم يمارسون الدعاية، وينزلون إلى الحوارى والأزقة، ويسمعون الشكاوى، ويوقعون التأشيرات.. وهم يعرفون أن الرأى العام يتابعهم، كما أن المجتمع المدنى والدولى أيضاً، يتابع سير الإجراءات.. وفى هذا السياق يحتاج النظام لإثبات حُسن النية، وأن الانتخابات كانت نزيهة وشفافة.. فما هى القرابين التى يقدمها النظام، دليلاً على حُسن نيته؟.. فهل يذبح وزيراً.. ولكن من هو «الأضحية»؟ الناس بالفعل فى حيرة من أمرها.. من هو الوزير الذى يضحى به النظام؟.. هل هو سيد مشعل وزير الإنتاج الحربى؟.. أم هو عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية؟.. أم هو نصر علام؟.. أم على المصيلحى؟.. أم.. أم؟.. الإجابات كلها واحدة.. لا «مشعل» ولا «المحجوب» ولا «علام» ولا «المصيلحى».. ولا غير هؤلاء.. لأنهم وزراء، ورموز النظام.. وهناك قرابين أخرى ممكن تقديمها، كدليل على النزاهة والشفافية، وحُسن النية! معنى هذا أن الحكومة لا يمكن أن تضحى بأحد وزرائها.. حالياً كان أو سابقاً.. ومعنى هذا أننا لسنا فى انتخابات، وأن النتيجة محسومة سلفاً.. ومعنى هذا أن كل الوزراء «رموز النظام».. سواء «مشعل» المخضرم الذى يرقص بالعصا، أو «علام» المستجد الذى يرتدى الجلباب، أو «أباظة» لأنه يركب «الخيل».. فقد تم إخلاء هذه الدوائر أمام الوزراء.. كما تم ترغيب البعض وترهيب البعض.. فأى انتخابات هذه؟.. وأى كلام عن معركة غير متكافئة؟! وبناء عليه فلا يمكن الحديث عن تكافؤ المعركة، بينما وزير البترول سامح فهمى، تقف خلفه شركات البترول فى دائرة مصر الجديدة.. ولا مجال للحديث عن انتخابات، بينما «المحجوب» يوزع الأجهزة الكهربائية، و«شهاب» يقدم الخراف.. صحيح أنهم قدموا ما عليهم، وتفوقوا على منافسيهم، فى تقديم الخدمات.. والمعنى هنا أن إسقاط أى وزير لا محل له من الإعراب!! الخلاصة.. لا مجال حتى تضحى الحكومة بأحد وزرائها.. ولا مجال حتى يضحى الحزب الوطنى بأحد مرشحيه الوزراء، حتى يقال إنها انتخابات نزيهة.. كل هذا غير وارد.. وإن كان قد حدث زمان، فهو استثناء.. فالأصل كما قال لى أحد المرشحين «الوزراء» إن الوزير قادر على الخدمة، وقد يكون أكثر خبرة من غيره، فى التعامل تحت القبة.. فلماذا تضحى به الدولة؟.. ولماذا تقدمه قرباناً؟.. ولماذا تجعل مناسبة عيد الأضحى، فرصة للتضحية بمعالى الوزير.. لتقول إن فى مصر انتخابات حقيقية؟!