شهدت الجمعية العمومية الطارئة للأطباء التي عقدت في مبنى «دار الحكمة» الجمعة، اشتباكات بالأيدي ومشادات كلامية وصلت إلى حد تبادل الألفاظ النابية بين أطباء ينتمون ل«تيار الاستقلال» وآخرين من جماعة الإخوان المسلمين، بسبب ما وصفه البعض ب«المؤامرة الإخوانية» لتأجيل الانتخابات بسبب اعتقال أطباء متهمون بارتكاب أعمال عنف بعد «ثورة 30 يونيو». وشهدت الجمعية قيام عدد من الأطباء المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين برفع «شعار رابعة» بالتزامن مع قيام الأطباء المنتمين ل«تيار الاستقلال» بترديد النشيد الوطني، وذلك بعد تعمد مجلس النقابة عدم ترديد السلام الجمهوري، مما دفع أطباء «الاستقلال» للوقوف وترديد النشيد الوطني، فيما شهدت الجمعية حالة من الهرج والارتباك بسبب هتافات المستقلين «ثورة ثورة» مقابل هتافات المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين «رابعة رابعة». وقررت الجمعية بالأغلبية إجراء انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء في 13 ديسمبر الجاري، رغم تصميم أطباء «الإخوان» على تأجليها. وبدأت الجمعية بهتافات رددها أطباء «الإخوان» تطالب بالإضراب العام في المستشفيات، من بينها «الإضراب مشروع مشروع.. ضد الفقر وضد الجوع، ورفعوا رواتب شرطة وجيش.. وإحنا مش لاقيين العيش»، مما دفع أطباء «الاستقلال» لمقاطتهم ومطالبتهم بالتزام الصمت. واكتمل النصاب القانوني للجمعية بحضور أكثر من 300 عضو مقيدين بجداول النقابة، والتي علق أطباء «الإخوان» خلال انعقادها صور معتقليهم على جانبى منصة الجمعية ولافتات كُتب عليها «لا لاعتقال الأطباء الشرفاء»، وقد شهدت الجمعية حضورًا مكثفًا من جانب أطباء «الإخوان» الذين حاولوا أكثر من مرة إثناء الجمعية عن قرارها وتأجيل انتخابات التجديد النصفي. ومنع مجلس النقابة مراسلي القنوات الفضائية من تغطية فعاليات الجمعية العمومية الطارئة، إلا بعد سداد مبلغ 2000 جنيه لخزانة النقابة عن كل قناة فضائية كرسوم لتغطية أحداث الجمعية، وهو ما لم يحدث نهائيًا في تاريخ النقابة وما اعتبره الكثيرين «تضييق على وسائل الإعلام، لعدم فضح انتهاكات وتجاوزات أطباء (الإخوان) خلال انعقاد الجمعية». وتكررت الاشتباكات بالأيدي أكثر من مرة حين ذكر النقيب خيري عبد الدايم، لفظ «الأطباء المعتقليين» حيث صفق له أطباء «الإخوان» بينما لوّح أطباء «الاستقلال» بعلامة النصر معترضين على اللفظ، ومؤكدين أن هؤلاء الأطباء «محبوسين على ذمة القضايا بأوامر قضائية من النائب العام على خلفية ارتكابهم قضايا جنائية»، لكن النقيب استدرك وقال إنهم «محبوسين بأمر النيابة»، مما دفع أطباء «الإخوان» باتهامهم ب«تلقي أوامر من أمن الدولة والمجلس العسكري». وأوصت الجمعية بالأغلبية ب«الإفراج الفوري عن كل الأطباء المعتقليين بضمان محل عملهم، ومساندة أسرهم ماديًا واجتماعيًا وقانونيًا لحين الإفراج عنهم». وحاول أطباء «الإخوان» دفع مجلس النقابة إلى إقرار الإضراب الكلي في المستشفيات وذلك للتصعيد ضد الحكومة، وهو ما اعتبره أطباء «الاستقلال» بأنه «تصعيد سياسي وليس مهني، وهدفه مساندة جماعة الإخوان المسلمين». وإتهم أطباء «الإخوان» معارضيهم ب«العمل لحساب الفريق أول عبدالفتاح السيسي»، ذاكرين لفظ «الانقلاب العسكري»، مما دفع مؤيدي «ثورة 30 يونيو» إلى الهتاف «الإرهابى أهو.. الإرهابي أهو». وقال النقيب إن «انتخابات التجديد النصفىي ستجرى في موعدها 13 ديسمبر الجاري»، نافيا وجود سند قانونى لتأجيل الانتخابات. وأضاف نقيب الأطباء أن «الأطباء المعتقلين محبوسين على ذمة قضايا جنائية، وليس من المنطقى تأجيل الانتخابات لحين خروجهم».