دِكلان جون جالبريث Declan John Galbraith، صبىٌّ إنجليزىٌّ من أصول أسكتلندية وأيرلندية. كان فى العاشرة من عمره حينما غنّى أغنيةً أدهشتِ العالم عام 2002. الأغنيةُ عنوانُها «أخبرونى لماذا!»! Tell Me Why، يتحدث فيها بعينى طفل تفتحتا على عالمٍ، لا يليقُ بالأطفال! عالم ملأه الكبارُ بالعنف والدموية والأثَرة والعنصرية! الأطفالُ، يرسمون عالمَهم بريشةٍ أكثرَ حكمة من الكبار، ووعيًا. عالمُهم هو ببساطة النموذجُ الذى أراده اللهُ أن يكونَ على أرضه. يحبُّ فيه الإنسانُ الإنسانَ والطيرَ والنباتَ والحيوانَ والطبيعةَ. الطفلُ، دون شكّ، أوغلُ معرفةً بقانون السماء، من أبيه الناضج. هو الفِطرةُ الصافيةُ التى خلق اللهُ الإنسانَ عليها، دونما برجماتية ولا حسابات. ثم، بمرور السنوات، يفقدُ الطفلُ كلّ ما ينبغى له ألا يفقده ليظلّ إنسانًا، فيتحوّل بالتدريج إلى مسخٍ بشرىّ طامع، حاقد، عنصرى، أحمق، مُدمِّر ومدمَّر وطاغية. إلا مَن رَحمَ ربى! أولئك الذين يسمحون للأيام أن تُكسبَهم عِلمًا، ويحظرون عليها أن تُفقدهم طفولتَهم. من أجل ذلك قال بيكاسو: «هل كان علىّ أن أعيش ستين عامًا، لأتعلّمَ كيف أرسمُ مثل طفلٍ صغير؟» ذاك أن موهبته حينما نضجت جدًّا، راح يقلّد الأطفال فى رسوماتهم النقية، والعميقة فى آن، فكان بيكاسو! هنا طفلٌ أتعسه ما وجد عليه العالمَ حينما بدأ وعيه فى التشكّل، فراح يحاسبُ الكبارَ على تلويثهم العالمَ بالدماء والقبح! مَن أعطى الحقَّ لإنسان أن يُقبّح ما خلقه الله جميلاً؟ ويدمّر ما أمرتِ السماءُ بأن نعطيه الأمان؟ إليكم كلماتِ الأغنية، وإن كانت الكلماتُ وحدها لن تُغنى عن مشاهدة أدائه الساحر وصوته العذب: «فى أحلامى/ يغنّى الأطفالُ/ أغنيةَ الحبّ لكلِّ ولد وبنت/ السماءُ زرقاءُ/ والحقولُ زاهرةٌ بالأخضر/ والضحكةُ هى لغةُ العالم/ ثم أصحو/ وكلّ ما أراه/ بشرٌ فى عَوَز واحتياج/ أخبرونى لماذا/ هل لابد أن يكون العالم هكذا/ أخبرونى، هل فاتنى ما أتعلمه؟/ أخبرونى، لأننى لا أفهم/ حينما يحتاجُ شخصٌ شخصًا/ لماذا لا نمدُّ له يدَ المساعدة؟/ فقط أخبرونى لماذا؟/ كلَّ يومٍ، أسألُ نفسى/ ماذا علىّ أن أفعلَ لأصبحَ رجلاً؟/ هل علىّ أن أقفَ وأقاتل؟/ لأثبتَ للناس مَن أكون؟/ أمن أجل هذا خُلِقتُ؟/ لكى أفنى عمرى فى عالم زاخرٍ بالحروب؟/ أخبرونى لماذا/ أكان علينا أن نكونَ هكذا؟/ أخبرونى، هل فاتنى شىءٌ لم أتعلّمه؟/ أخبرونى، لأننى لا أفهم./أخبرونى لماذا النمر يعدو؟/ لماذا نُطلق الرصاص؟/ لماذا لا نتعلّم أبدًا؟/ لماذا نترك الغابات تحترق؟/ لماذا نقول إننا نهتمّ؟/ ثم نقفُ صامتين نحدِّق؟/ أخبرونى لماذا الدلافينُ تبكى؟/ أخبرونى لماذا نترك المحيطَ يموت؟/ أخبرونى بما أننا كلَّنا سواء؟/ أخبرونى، لماذا نمرّرُ اللومَ على الآخرين؟/ أخبرونى لماذا لا ينتهى كلُّ هذا؟/ هل بوسع أحدكم أن يخبرنى لماذا فقط لا نكون أصدقاء؟/ أخبرونى لماذا نُغلِق عيونَنا؟/ أخبرونى لماذا نكذب طوالَ الوقت؟/ أخبرونى لماذا نقتتل من أجل لا شىء؟/ أما منكم من يخبرنا لأننا لا نفهم؟/ لماذا؟ لماذا؟». [email protected]