ارحل عني أيها الهوى فما لجروحك من مفر ولا دوا فما عدت أقوى على هذا العذاب فالقلب عنك تنحى وعلى يديك تاب خداعاً أنت يا هذا الإحساس فما أنت إلا وليد مخيلتي وليس لك من أساس فأرحل أنت وما جلبته لي معك من ألم فما حصدت منك إلا ثمار الندم فيا من ملك القلب بتلك الكليمات وتركته أسيراً للذكريات أكانت تلك مجرد أكذوبة وأكنت أنا بين يديك ألعوبة فبما طعنت القلب، ولما؟! وكيف أصبته بهذه الجراح المؤلمة أوكانت دموعي عليك إلي هذا الحد هينة سلكت طريق هواك مغترب عالما بأن من شيمتك الكذبُ فعاودت كما ذهبت وحيد والأمر ليس بالبعيد فجراحي مازالت نازفة وآلامي في هواك مبرحة فلما يا قلبي عزمت الرحيل ولما لم تجفف تلك الدموع التي على وجنتيه تسيل ولما تكتب له تلك الأبيات عالما بأن قلبه في سبات أعلم أنك يا قلبي لم تجد يوماً بين ذراعيه الأمان فلماذا حين يغيب عنك تثور علي وتعلن العصيان أيا قلبي أمازلت تهواه؟ ولا ترى في الكون مخلوق سواه أمازلت تصدق تلك الأكاذيب وترى فيه الصديق والحبيب والطبيب أمازلت تحمل له تلك الأشواق وتجد عذابك في هواه حلو المذاق لا تهاب يا قلبي الطريق سنمضي سويا وسأكون لك في رحلتك الصديق سنمضي حدادا على الحبيب فيا روحي اصمدى استيقظي من سباتك وانهضي فلما الرثاء وعلى من البكاء وهو من جرح الكبرياء فكوني لي يا دمعتي الدواء وكن لي يا كذبة الترياق فأنا من بات للهوى رسول أصبحت اليوم له عدو جسور