شهدت الساعات الأخيرة من تقديم أوراق الترشيح لانتخابات مجلس الشعب مزيداً من الانشقاقات داخل صفوف الحزب الوطنى بعد أن أفقدت الشائعات عدداً كبيراً من مرشحيه أعصابهم، ودفعتهم إلى الترشح مستقلين، أو الدفع بأحد أنصارهم أو أقاربهم للترشح تحسباً لعدم اختيارهم، ووصل الحال ببعضهم إلى التهديد بالوقوف ضد مرشح الحزب فى الانتخابات أو التحالف مع القوى السياسية الأخرى، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين. ففى القاهرة، كان طاهر أبوزيد، الذى تقدم عن حزب الوفد على مقعد الفئات بدائرة الساحل، أبرز الحاضرين، وجميلة إسماعيل على مقعد الفئات بدائرة قصر النيل مستقلة، وطالبت «إسماعيل» عند وصولها المستشار رئيس لجنة تلقى الطلبات بأن تتقدم على مقعد الفئات بقصر النيل ومقعد الكوتة أيضاً بجنوب القاهرة، فأبلغها بأن تنتظر لدراسة الموضوع من الناحية القانونية. قالت «إسماعيل» إنها فعلت ذلك لتكشف أمام الرأى العام أن هناك «عواراً» قانونياً فى مقاعد الكوتة، كما احتجت على احتفاظ اللجنة ببطاقة التصويت الوردية الخاصة بها، وتقدمت بمذكرتين لرئيس اللجنة تتظلم فيهما من سحب البطاقة الوردية تعترض على عدم تسلمها الرمز والرقم الانتخابى. كما تقدم النائب الوفدى طارق سباق بأوراقه، وسامح وهدان شقيق النائب الحالى عن الدائرة نفسها، يحيى وهدان، وعدد من التنظيميين من أعضاء الحزب، منهم إيهاب بدران، عضو المجلس المحلى بالشرابية، عن «الوطنى» الذى أكد حقه فى الترشح وأن القانون سيحميه من أى قرارات مخالفة للدستور والقانون. وحضر عدد كبير من المرشحين الذين تقدموا فى اليومين الأول والثانى للحصول على الرمز الانتخابى والرقم بناء على وعد المديرية لهم عند التقدم بالأوراق، وترددت داخل المديرية روايتان، الأولى أن تسليم الرمز سيكون فى نهاية اليوم والأخرى التى نقلتها مصادر أمنية بمديرية الأمن أن الحصول على الرمز سيكون بعد إغلاق باب تقديم الطعون الانتخابية على المرشحين. ووصل إلى مقر المديرية فى الثانية والنصف الدكتور جمال السعيد، أمين تنظيم الحزب الوطنى بالقاهرة، لتقديم أوراق مرشحى الحزب بالقاهرة وبصحبته 17 من موظفى الحزب و5 من أعضاء أمانة القاهرة يحملون حقيبتى سفر كبيرتين، وحاول أحد النواب اعتراض طريق السعيد أثناء دخوله فقال له: «من فضلك يا حسن بيه»، وتركه وواصل طريقه إلى داخل المديرية. وفى مديرية أمن 6 أكتوبر، قدم محمد حلمى البنا، عضو هيئة مكتب أمانة الوطنى بالجيزة، أوراق ترشحه مستقلاً على مقعد العمال بدائرة أوسيم، بعد رفض الحزب قبول أوراق ترشحه للمجمع نظراً لكونه «تنظيمياً». ومن حزب الجبهة تقدم محمود محمد عبدالقادر على مقعد الفئات بدائرة كرداسة، وكان إجمالى المرشحين فى اليوم الأخير 25 مرشحاً بينهم مرشحة واحدة على مقعد الكوتة، هى عبير حمدى مرشحة حزب الاتحادى على مقعد الفئات. وقررت لجنة تلقى طلبات الترشيح انتداب موظف من المحافظة لتلقى رسوم تقديم أوراق الترشيح المقدرة ب1000 جنيه لإزالة الملصقات والإعلانات بعد الانتخابات، فيما رفضت لجنة تلقى أوراق الترشيح قبول أوراق عادل هزاع «فئات - كرداسة» وعمر الخولى «فئات - منشية القناطر». وفى بورسعيد، أعلنت د. لاتونا محمد مراد، المتقدمة لمجمع الوطنى للترشيح على مقعد كوتة المرأة «عمال»، انسحابها من المجمع. وقالت فى اتصال هاتفى ل«المصرى اليوم» إنها واجهت ضغوطاً وتهديدات لا يتحملها بشر، فيما سيطرت أجواء الهدوء الذى يسبق العاصفة على بورسعيد، ولزم المتقدمون للمجمعات منازلهم وأغلقوا هواتفهم. وانشق محمد بسيونى، مرشح الفئات بدائرة بندر المنصورة عن الحزب الوطنى، وعزم على تقديم أوراقه قبل غلق باب الترشح ب3 ساعات. وخوفاً من المزيد من الانشقاقات دفعت أمانة الوطنى بالدقهلية بعدد من أعضاء الحزب للوقوف من الصباح أمام لجان الترشح بمديرية أمن الدقهلية لمراقبة المنشقين عن الحزب. وشهدت اللحظات الأخيرة فى دمياط حالة من الارتباك الشديد بين مرشحى الحزب الوطنى انتظاراً لإعلان الحزب عن مرشحيه، فيما اشتعلت حرب الأعصاب داخل الدوائر الانتخابية، ورفع مرشحو المعارضة والمستقلون حالة الطوارئ انتظاراً لما ستسفر عنه اختيارات الوطنى وما سينتج عنها من انشقاقات متوقعة وتهديدات بالانتقام وإسقاط مرشحى الحزب. فى السياق ذاته، قدم الدكتور عاصم زهران أوراق ترشيحه مستقلاً على مقعد الفئات بدائرة دمياط رغم تقدمه بأوراقه إلى المجمع الانتخابى للوطنى، معرباً عن عدم ثقته فى ترشيحات الحزب مما دفعه للترشح مستقلاً. وانتابت النواب الحاليين حالة من الرعب، خوفاً من عدم اختيارهم مرة أخرى، وأغلق معظمهم هواتفهم المحمولة، تفادياً لاستفسارات أنصارهم. وفى كفر الشيخ، جهز عدد من مرشحى الحزب طلبات الترشيح، مستقلين لتقديم أوراق ترشيحهم فى الأوقات الأخيرة، خاصة بعد أن طالت الشائعات معظمهم. وفى الجيزة، كان هناك تباطؤ شديد فى عملية قبول الأوراق، حيث تقدم 25 مرشحاً لتسجيل أسمائهم فى كشوف تلقى الطلبات. وتواصلت الانشقاقات داخل الحزب الوطنى، حيث قدم هشام عبدالآخر، المرشح على مقعد الفئات بدائرة الهرم والعمرانية، استقالته ليقدم أوراق ترشحه لمديرية أمن الجيزة كمرشح مستقل، خاصة بعد أن حدثت تسريبات عن نتيجة المجمع وتسمية عبدالناصر الجابرى وأحمد سميح ليخوضا معركة الوطنى بانتخابات الشعب. وفى قنا، انشق اثنان من المتقدمين للمجمع الانتخابى للحزب الوطنى وتقدما بأوراق ترشيحهما وهما العميد مرتضى أبوسحلى بدائرة نجع حمادى ومحمد طايع بدائرة قفط وسجل 11 مرشحاً آخرون بياناتهم لتقديم أوراقهم بدوائر قنا المختلفة. وتقدمت سيدتان بأوراق ترشيحهما لكوتة المرأة، ليصل إجمالى المتقدمات إلى 28 سيدة. وتقدمت منى عبدالمعطى كمستقلة عن حزب الوفد على مقعدى الكوتة «عمال» حيث تتولى أمانة المرأة بحزب الوفد، ووصل عدد المتقدمين للترشيح بدائرتى البحر الأحمر إلى 57 مرشحاً بينهم 7 سيدات. وشهدت الساعات الأخيرة بمحافظة الغربية انتشار شائعات أطلقها أنصار المرشحين، تؤكد اختيارهم لخوض الانتخابات باسم الحزب فى جميع مراكز الغربية الثمانية. وجابت المسيرات بعض القرى بكفر الزيات وبسيون ليؤكد كل مرشح أنه تم اختياره لخوض الانتخابات باسم الحزب. وأغلقت مديرية أسيوط باب الترشيح منذ صباح الأمس، ومنعت تقديم أوراق المرشحين من المستقلين والأحزاب، بعد إزالة السرادق المخصص لمقر تلقى طلبات قبول المرشحين لعضوية مجلس الشعب. وقام عدد من الراغبين فى الترشح بالتوجه إلى مكتب المحامى العام لنيابات أسيوط لتقديم بلاغ ضد مسؤولى الانتخابات بمديرية الأمن يتهمونهم فيه بإغلاق باب الترشيح لانتخابات مجلس الشعب 2010 قبل الموعد القانونى المحدد فى الوقت، الذى نفى فيه اللواء أحمد جمال الدين، مدير أمن أسيوط، إغلاق المديرية باب الترشيح، موضحاً أن المديرية قامت بإدخال المرشحين، فرداً فرداً للقضاء على عملية التزاحم، التى حدثت أمس. وفى حلوان، تم تقديم 15 طلباً لمرشحين رفضت لجنة تلقى الطلبات أوراق 3 منهم لعدم استكمال أوراقهم، ومن بين المتقدمين جمال غنيم، عضو الحزب الوطنى، الذى قدم استقالته للترشح، مستقلاً على مقعد العمال بدائرة حلوان، وقال ل«المصرى اليوم»: «أنا ما يفرقش معايا الوطنى لأننى أعطيته الكثير وما أخدتش منه حاجة»، وأضاف: «اللى يهمنى الدائرة والأيام ستثبت مين اللى له شعبية عن التانى».
