أنصار «المعزول» أثناء المحاكمة: «إحنا وراك يا مرسي وزي ما ترسي»

منذ اللحظات الأخيرة لانتهاء حظر التجول، صباح الإثنين، توافد عدد من مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى على محيط مقر محاكمته بأكاديمية الشرطة، بمنطقة التجمع الخامس، للتنديد بمثوله و14 آخرين أمام المحاكمة لاتهامهم بقتل متظاهرى قصر الاتحادية.كما ترقبوا وصول الطائرة التى تقل مرسى للأكاديمية، فكلما سمعوا صوت طائرة هليكوبتر صاحوا «الله أكبر»، ومرت دقائق وتزايد توافد مؤيدى «المعزول» خاصة القادمين من المحافظات، فيما افترش الباعة الجائلون الأرض المقابلة لبوابة الأكاديمية لعرض بضاعتهم من مطبوعات تحمل إشارة «رابعة» وصور مرسى، بينما سارع باعة الشاى والمياه المعدنية والغازية لحجز أماكنهم.انقسم مؤيدو الرئيس المعزول ما بين هاتفين بعودته وبراءته ومنددين بوزارة الداخلية، فى حين حرص البعض على التسجيل فى وسائل الإعلام للتنديد بالمحاكمة و«سريتها».من محافظة كفر الشيخ استقل صلاح الدين محمد، موظف، ميكروباصا إلى القاهرة «للوقوف بجانب الرئيس»، كما يقول، ويضيف: «ما يتعرض له ما هو إلا محاكمة هزلية يديرها انقلابيون».تمر الدقائق ويتزايد توافد المؤيدون لمرسى إلى ساحة المحاكمة، ملوحين بأعلام تحمل إشارة اعتصام ميدان رابعة العدوية ذات اللونين الأصفر والأسود ومكتوب عليها «رابعة صامدون»، فى حين علت أصوات البعض بالهتاف: «اشهد اشهد يا الله شرعك هو اللى اخترناه».وقال عبدالرحمن محمد، أحد المتظاهرين: «الظلم اللى فيه الرئيس مرسى ده جوا هيخلى البلد تموت من الجوع أكتر ما هى الآن شوفوا الأسعار من بعده وصلت إزاى لأنه مكنش بيسمح لحرامى ولا فاسد يهين المواطن».وكان إسلام شعبان، بائع كشرى، لم يكن يعى عن المحاكمة سوى أنها لقمة عيش حلوة، فقد ترك «إسلام» عربة الكشرى التى يقف عليها بموقف زهراء مدينة نصر وانتقل لمقر المحاكمة ببعض علب الكشرى منذ السابعة صباحا ولحين رحيل أنصار مرسى، متجولا بين المؤيدين ملوحا بعلب الكشرى التى يبيعها بنفس أسعاره على العربية ب4 جنيهات للعلبة.ترك «إسلام» أسرته المكونة من 6 أخوات وأب مسن فى محافظته بنى سويف، وجاء ليعمل فى القاهرة لا يهمه من بدء أو انتهاء أو حتى إلغاء المحاكمة نهائيا سوى استقرار الأحوال «علشان البلد تتعدل».كلما كثفت قوات الأمن من انتشار جنودها خلف الأسلاك الشائكة علا صوت المؤيدين بالهتاف: «يعنى ايه ضابط داخلية يعنى فاشل فى الثانوية»، فى حين حاول بعض المتظاهرين استفزاز قوات الأمن بتوجيه الحديث المباشر لهم ومنهم إحدى السيدات المنتقبات التى صاحت وهى تمد يدها داخل الأسلاك ملوحة بإشارة رابعة قائلة: «خافوا ربنا هتقولوا له إيه يوم الدين دمنا هيشهد عليكم».وعلى جوانب متفرقة من الساحة انقسم المؤيدون لتجمعات رجال وسيدات ورددوا: «إحنا وراك يا مرسى وزى ما ترسى ترسى» و«ياللى بتسأل رابعة فين رابعة جوا القلب والعين».وانتقد سيد جابر، أحد المتظاهرين، فى غضب محاكمة الرئيس السابق وقال: «بيحاكموه ليه هو مبارك علشان يتحاكم؟، سرق منهم إيه ولا نهب إيه ما يخرجوا يقولوا المليارات اللى جات راحت فين؟».وفى أرجاء الساحة حرص «أبوالثوار» على التجول بينهم رافعا لافتة مكتوبا عليها «يا ميزان فين العدل يا ضمير صحى النوم»، واكتفى باستنكار سرية المحاكمة قائلا: «الجلسة مافيهاش ما يخدش الحياء ولا داعى لرفض بثها على الهواء فمن حق الشعب معرفة التهم وسماع أقوال الشهود لأنها محاكمة شعب لرئيس سابق، فالتعتيم سيؤكد أن القضاء مسيس».وهاجم عدد من المتظاهرين بعض العاملين فى القنوات الفضائية، وأجبروهم على مغادرة سياراتهم ساحة المحاكمة، بعد أن وصفوهم ب«الإعلام المضلل».ومن مدينة العبور جاء محمد نجيب، محام، يحمل جراكن المياه فى سيارته ليسقى المتظاهرين، وهى الخدمة التى يقدمها حسبما يقول: «ابتغاء مرضاة الله لإعانتهم على الصمود فى قول الحق»، وقال: «دى مش أول مرة أنزل فيها وأدعم المتظاهرين، لأننا عملنا ده كتير فى اعتصام رابعة، خصوصا أيام الصيام، فجميع المتواجدين مطالبهم مشروعة، وهى عودة الرئيس ومجلسى الشعب والشورى، وإثبات أن المحاكمة الجارية ظالمة وفاسدة».وبمرور الوقت بدأ المتظاهرون يرددون الأحاديث عن كواليس المحاكمة التى تدور خلف الأسوار، ومنها «أن الريس مرسى راجل ماسمحش للقاضى أنه يتكلم معاه كمتهم، كما أنه رفض ارتداء زى السجن حفاظا على هيبته»، حسب قولهم.فيما اعتاد عماد سيد، بائع شاى، التردد على مختلف المحاكمات ويرى أن الأعداد التى توافدت اليوم لدعم مرسى أقل بكثير مما كان يتوقعه.فى حين حرص بعض المتظاهرين على التنديد بالفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، باللغة الأجنبية خلف القنوات الأجنبية التى جاءت لتغطية الحدث ومنها «sisi go to hell».