مسرحيون عن عدم تقديم أعمال ل«حرب أكتوبر»: «إذا كانت السينما فشلت إحنا هاننجح؟»

قالت الفنانة سميحة أيوب إن المسرح تجاهل حرب أكتوبر 1973، لأنه يفتقد للدعم والإمكانيات التي تدفعه لتقديم أعمال تتناسب وهذا الحدث المهم في تاريخ مصر، واتهمت الحكومة بعدم مساندة الفنانين طوال 40 عامًا لخوض هذه التجربة على المسرح، معتبرة أنه من الطبيعي أن يتجاهل المنتجون هذا الحدث خوفًا على أموالهم.
وشددت «أيوب» على أن الدولة هي المسؤولة عن هذا التجاهل، معتبرة أن هناك أيضًا أزمة لدى المؤلفين الكبار الذين قرروا عدم الكتابة عن الحرب بسبب تضييق الجهات الأمنية والرقابية عليهم، وعدم منحهم الحرية للتعبير عن أرائهم وأفكارهم، لافتة إلى أن تجسيد الحرب على خشبة المسرح يحتاج الى إمكانيات ضخمة ليخرج بشكل مميز، واصفة حا لالمسرح الآن بقولها: «للأسف إحنا عايشين في جراجات مش مسارح».
وأضافت: «لا نمتلك التكنولوجيا التي تؤهلنا لخروج مسرحية عن حرب أكتوبر بشكل جيد، وإذا حاول المسرحيون تقديمها فإنهم سيتسببون في تشويه الحدث وليس تمجيده، لذا على القوات المسلحة والدولة تبني خروج أعمال مسرحية تبرز الحرب».
وأوضحت أن المسرح عليه تناول الحرب من خلال قصص الضباط والعساكر الذين عاشوا فترة عصيبة، معتبرة أن المسرح غير منوط بظهور الدبابات والمدافع والعمليات القتالية لأن هذه وظيفة السينما، مختتمة حديثها بقولها: «إذا كانت السينما فشلت يبقى المسرح هاينجح؟».
وقال الكاتب محفوظ عبدالرحمن، إنه لا يوجد أي محاولات مسرحية احتفت بحرب أكتوبر 1973، مبررًا ذلك بعدم وجود مسرح حقيقي في مصر.
وأضاف: «بالنظر إلى الفترة منذ حرب أكتوبر وحتى قبل ثورة يناير، لن نجد عملًا واحدًا يعبر عن روح أكتوبر بشكل حقيقي، حتى أن ما قدمته السينما كان ضعيفًا، إما بسبب ضعف الإمكانيات، أو بسبب الرقابة التي ترفض تلك الأعمال، والمسرح تحديدًا لم يقدم عملًا يجعل الرقابة توافق عليه مثلما حدث مع المسرحيات التي تناولت ثورة 1919».
وقال الفنان انتصار عبدالفتاح، رئيس المركز القومي للمسرح، إن عدم تقديم حرب أكتوبر على المسرح لا يعود لفقر الإمكانيات فقط، بل لافتقاد الرؤية أيضًا لتقديم عمل يليق بعمق وفكر هذه الحرب، مؤكدًا أن كل ما تم تقديمه كان ساذجًا، وبمعالجة مباشرة ومن الضروري أن يتم التفكير في تقديم انتصارات بشكل يليق بهذا الحدث المهم في تاريخ مصر، حسب قوله.
وأشار إلى أنه تقدم لدار الاوبرا المصرية بتصور حينما كان فاروق حسني وزيرًا للثقافة، شرح خلاله فكرة لتقديم عمل مسرحي ضخم يتناول أكتوبر بشكل يمزج ما بين الحداثة والموروث الشعبي، لكنه أوضح أن المشروع تم التعامل معه بمتنهى البيروقراطية.
وطالب بضرورة سعي الدولة لتشكيل ورشة كتابة قومية تخلد وتكتب عن حرب اكتوبر تضم أهم الكتاب في مصر من مختلف الأجيال، معتبرًا أن هناك كثيرون يفهمون التاريخ جيدًا، مشيرًا إلى أن اكتوبر على المسرح لن تكون حربًا بها دبابات لكن من الممكن تقديمها من خلال قصص إنسانية.
وقال فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح، إن تقنيالتقنيات الموجودة في مصر ضعيفة ولا يمكن استخدامها لتقديم ولو مشاهد قصيرة لمعركة على المسرح، موضحًا أن المسرح لم يتناول حرب أكتوبر إلا من خلال 3 أعمال مسرحية بصورة مباشرة هي «عملية نوح»، لعلي سالم، و«رسول من قرية تميرة»، لمحمود دياب، والأخيرة «العبور» للناقد المسرحي فؤاد دوارة.
وأشار إلى أن المسرح عليه أن يهتم أكثر بهذا الحدث المهم، من خلال تناول يقدم حكايات إنسانية يتم توثيقها بعيدًا عن الصورة كما يحدث في الدراما أو السينما، معتبرًا أن المشكلة مقتصرة على الإمكانيات والتكنولوجيا العالية التي تحتاجها مثل هذه الأعمال على خشبة المسرح، مثلما هو الحال في معظم الدول الأوروبية التي تهتم بهذا الفن.
وطالب فتوح أحمد، الدولة بضرورة مساندة مثل هذه المشاريع وأن تساهم في تخليد ذكراها وتبني أعمال بعيدة عن التقليدية.