فى مئوية المدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية

فى يوم الخميس الموافق 4 نوفمبر 2010 يحتفل المهتمون بشؤون التعليم بمحافظة الإسكندرية بمئوية المدرسة العباسية الثانوية.. أنشأها الخديو عباس حلمى الثانى فى عام 1901 بتبرعات جمعية محلية - فى يوم السبت 21 يناير 1911 احتفلت وزارة المعارف بافتتاحها رسمياً برئاسة الخديو عباس حلمى الثانى، وبحضور الأمير عمر طوسون، رئيس مجلس النظار، ونظار الأشغال والحربية والبحرية والمعارف ومحافظ الإسكندرية وأعضاء المجلس البلدى وموظفى الحكومة بالثغر وكبار أعيانه، لأنه حدث مهم ينبغى الاحتفال به كما يليق- وفى عام 1942 وافق الخديو على تسمية المدرسة باسم المدرسة العباسية الثانوية.. كانت جامعة الإسكندرية فى بداية تأسيسها، فتم إحلالها بكلية العلوم وانتقلت المدرسة إلى مبناها الحالى بشارع جرين بمنطقة محرم بك.. المبنى الحالى للمدرسة كان مدرستين متلاصقتين (سعيد للبنين وإسماعيل للبنات) ملك جمعية العروة الوثقى الخيرية، ثم ضم للمدرسة ملحق كانت تشغله مدرسة كوم الدكة الابتدائية الذى كان مجاوراً للمدرسة.. كانت المدرسة مقامة فوق ربوة خضراء مرتفعة وبها قصر رائع - مقام بنظام إنجليزى متميز - هو بيت ناظر المدرسة إنجليزى الجنسية، هذا القصر حالياً هو مقر قسم الرياضيات بكلية العلوم.. وفى تلك المدرسة تخرج العديد من الأفاضل الذين كان لهم إسهامات متنوعة فى مختلف نواحى الحياة.. ومن الذكريات الطيبة التى أحتفظ بها لهذه المدرسة طوال فترة دراستى بها (1964 - 1967) أن ثلاثة مدرسين أفاضل بالمدرسة تشرفت بالتتلمذ على أيديهم، كانوا يعدون «لرسالة الدكتوراة» أثناء فترة عملهم بالمدرسة!! وهم الأستاذ نعيم دويدار، مدرس العلوم الذى صار أستاذاً للفيزياء بكلية العلوم فيما بعد.. والأستاذ سمير، مدرس الأحياء الذى صار أستاذاً بكلية الطب.. ثم الأستاذ أحمد صبحى، مدرس الفلسفة الذى صار أستاذاً للفلسفة بكلية الآداب.. أذكر أيضاً ناظر المدرسة المتميز الأستاذ محمد أحمد السلكاوى الذى كان يتمتع بشخصية إدارية رائعة فكانت المدرسة مثال الالتزام والانضباط وكان حضوره فى طابور الصباح كفيلاً بأن تسمع رنين الإبرة إن سقطت على الأرض!! الذكريات غزيرة ونحن نحتفل بمئوية مدرسة عظيمة.. أرجو أن تتم إقامة احتفال موسع يضم قدامى الخريجين مع الطلاب الحاليين، بغرض نقل الخبرات الحية إلى الجيل الجديد.. ختاماً تحية لأرواح أساتذتى الأفاضل الذين وضعوا أساس العلم عندى، مع الدعوات بالصحة والعافية لمن ظل منهم على قيد الحياة.