«محاربين ضد التحرش».. حملة لمواجهة العنف الجنسي بالقاهرة في عيد الأضحي

تستعد مجموعة من المبادرات الشبابية التطوعية المصرية هذه الأيام لتأمين عدد من شوارع وسط العاصمة القاهرة خلال أيام عيد الأضحى؛ لمواجهة انتشار ظاهرة التحرش والعنف الجنسي ضد المرأة، من خلال دعوة وتدريب المتطوعين، في إطار ما أسموه «أعياد آمنة للنساء والفتيات في مصر».
وقال فتحي فريد، منسق مبادرة «شفت تحرش»، وهي إحدى المبادرات الشبابية غير الحكومية، إن المبادرة أطلقت حملة «محاربين ضد التحرش» لدعوة المتطوعين إلى مواجهة العنف الجنسي تجاه النساء خلال عيد الأضحى هذا العام.
وأضاف «فريد» أن «هدف الحملة هو رصد وتوثيق ومكافحة جرائم التحرش الجنسي ضد النساء والفتيات، والعمل على تقديم التوعية، ونشر مفاهيم المساواة ونبذ العنف خلال أيام عيد الأضحي الأربعة، بداية من يوم الثلاثاء (15 أكتوبر وحتى الجمعة 18 أكتوبر الجاري).
وتابع: «جرائم العنف الجنسي باتت خطراً يهدد كل فتاة وسيدة مصرية، ووجبت مواجهتها ومناهضتهت فى كل وقت وفى أى مكان».
وأضاف: «مازلنا نطالب بقانون ذي عقوبة تصاعدية يجرم كافة أشكال العنف ضد المرأة، ويعرف جريمة التحرش الجنسى، ويضع عقوبات رادعة لمرتكبيها سواء فى المواصلات العامة أو أماكن العمل أو داخل الأسرة».
ومضى قائلا: «كما نطالب بعقد مؤتمر وطنى يشارك فيه ممثلون عن مؤسسة الرئاسة، ومجلس الوزارء، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة، ووزارة الداخلية، وخبراء تربويون، وخبراء علم نفس، وخبراء اجتماع، وأطباء نفسيون، لوضع خطة وطنية شاملة تشارك في تنفيذها المنظمات النسوية والمبادرات والحراكات المناهضة للتحرش».
أما عن خطة الحملة لمواجهة التحرش في عيد الأضحى المقبل، فقال فريد،: «تتواجد الحملة من خلال متطوعيها ميدانياً خلال الأيام الأربعة لعيد الأضحى المبارك 2013، وذلك في الفترة من الساعة 12 ظهراً إلى الساعة 10 مساء».
وأضاف: «ويشتمل النطاق الجغرافي على أهم البؤر والأماكن التى رصدنا فيها ارتفاع مؤشرات جرائم العنف الجنسى ضد النساء والفتيات خلال عيدي الأضحى والفطر الماضيين، وهي مناطق وسط القاهرة، وتحديدا محيط ميدان التحرير، وأمام دور العرض السينيمائي في شارعي طلعت حرب، و26 يوليو القريبين، ومحيط ميدان عبد المنعم رياض، وجسر قصر النيل، ومنطقة ماسبيرو (بكورنيش النيل قرب ميدان التحرير)».
ولفت إلى أن الحملة تقدم خدمة «سيارة الأمان» خلال عطلة عيد الأضحى المقبل، وتعتبر سيارة الأمان إحدى الوسائل التى تستخدمها المبادرة فى مواجهة حالات التحرش الجماعى، وحالات الإرهاب الجنسى، وتم إقرارها كوسيلة مساعده لفريق العمل منذ عيد الربيع الماضى، مشيرا إلى أن «جميع عضوات وأعضاء المبادرة يرتدون تى شيرت رمادى اللون يحمل شعار المبادرة بالظهر والصدر، ذا ياقة حمراء اللون».
وتم تدشين مبادرة شفت تحرش «I saw Harassment» قبل عام، وتحديدا في عيد الأضحى الماضي، كمجموعة ضغط تهدف إلى الحد من انتشار جرائم التحرش والعنف الجنسى ضد النساء والفتيات فى مصر.
وبحسب تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين، فإن «نسبة العنف الجسدي، والتحرش الجنسي ضد النساء زادت في مصر، حيث تعرضت نحو 99.3% من المصريات إلى أحد أشكال العنف الجسدي أو التحرش خلال العامين الأخيرين».
وكان المقدم محمد الزغبي، من الإدارة العامة للآداب بوزارة الداخلية، قال في تصريحات سابقة للأناضول، إن بيانات الإحصاء الجنائي تفيد بأن جرائم التعرض للنساء (التحرش) وصلت خلال عام 2012، إلى 9 آلاف و468 حالة، لافتاً إلى أن محافظة الإسكندرية، شمالاً، سجلت أعلى المعدلات، بينما محافظة شمال سيناء (شمال شرق)، لم تسجل فيها أي حالات تحرش.
وأنشأت وزارة الداخلية وحدة خاصة لمواجهة العنف ضد النساء، معنية بالبحث والتحقيق في قضايا التحرش والضرب وجميع أشكال العنف الممارس ضد المرأة المصرية، وذلك استجابة لمطالب عدد من الحركات النسائية.