توقفت عند كلمة تعبر عن حقيقة سياسة عالمية نحياها، على لسان الفيلسوف أنيس منصور في حواره مع الأستاذ مفيد فوزي في كتابه الأخير (هؤلاء) و هي " لا بد في السياسة من سيناريو " و هى توضح ما نراه من أفلام سياسية كل يوم على شاشة الأخبار و التى أصبحت قنوات أفلام، تعرض أفلام عالمية شديدة الذكاء، متحكمة في إقتصاد العالم من إيرادات من وراء هذه السيناريوهات، و تحركات و مخططات لا نعلم منها شئ غير أن ما نشاهده لابد أن نصدقه، و لا أحد يعرف أين الحقيقة. و كلما حاولت الحقيقة أن تظهر اغتيلت، و تدفن مع من يعرفها، حتى يظل السيناريو قائم، وتوزع الأدوار على خشبة مسرح السياسة، والكل يعرف دوره و يتقنه، و من ينسى أو يحاول أن يتناسى دوره و مكانه، فليس له غير الإستقالة أو الإقالة، إننا نشاهد ظننا أننا نبصر، و نسمع ظننا أننا نفهم، لكن لا هذا و لا ذاك، هذه ليست غاية سياسية، إنها وسيلة ذكية، أن تظل مجرد دمية تحركها خيوط، كلمة ليست آدمية لكنها واقعية، نشاهد الأخبار، و نقرأ الصحف و نعتقد أننا نعرف الأحداث، لا نحن نشاهد بعد المونتاج و الإخراج و صناعة الأحداث لنتحرك و فقا لها فدائما نكون رد فعل، و لم نكن يوم فعل، أو نحاول أن نكون، غير أن نتكلم عما نريد أن نكون، و نظل نتخاطب فيما بيننا، و نجتمع و نتفرق على رأينا، نتحاور و نتصارع، نشاهد مؤتمرات أشبه بحلبة صراع، بين الكبار فماذا الصغار فاعل ؟! جلسنا نتكلم عن القضية الفلسطنية فأخذنا الكلام حتى أحتلت الأراضي العراقية، شجبنا و أستنكرنا فضربت الأراضي اللبنانية، أجتمعنا فزدنا فرقة، و أغتيلت الأراضي الحرة، و على الأراضي المصرية تغتال العقول الحرة، و خارجها النفي أو الصمت، و كل من أختار الحرية نجح في أن يكون إنسان، هل خرجنا عن موضوعنا، و عن طريقنا و حوارنا تهنا، لا لكن أنه سيناريو حزين تعيشه أمه عريبة، تتخللها أفكار علمانية، تغرز فيها سكاكين طائفية، تنزف دماء إسلامية، و تلاشت الهوية في زحمة العولمة الثقافية، لكن الحضارة الإسلامية خالدة رغم الحروب الأبدية، متى يستيقظ أبناء أجدادهم معجزات حقيقية، و يعرفوا أن لا بد في السياسة من سيناريو ...