«ويكيليكس» : لسنا ضد أمريكا ولا نخدم المتطرفين

بعد أن أثار ضجة كبيرة هزت الرأي العام العالمي مؤخراً، أعلن «كريستين هرافنسن» المتحدث باسم موقع «ويكيليكس» الاثنين، أن الموقع «ليس ضد الولايات المتحدة» بعد نشره الجمعة الماضية حوالي 400 ألف وثيقة سرية تكشف حالات سوء المعاملة والجرائم والانتهاكات التي تورط فيها الجيش الأمريكي منذ حرب العراق في 2003 وحتى الآن.
ورفض «هرافنسن» في تصريحاته لقناة «بي بي سي 4» التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية، اتهام «ويكيليكس» بأنه يخدم دعاية الإسلاميين المتشددين، وقال :«عدد كبير من داعمي الموقع يخلصون تماماً للمبادئ الرئيسية والأفكار التي تأسس عليها المجتمع الأمريكي، ومن قبيل المصادفة أن تكون الوثائق المهمة التي كشف عنها في الأسابيع الأخيرة متعلقة بالجيش الأمريكي» مذكراً بأن الموقع نشر سابقاً ملفات تخص دولاً أخرى.
من جانبها ، أشادت صحيفة الإندبندنت البريطانية في تقرير لها الاثنين، ب « جوليان إسانج» مؤسس «ويكيليكس» لكشفه فضائح الحكام والساسة الغربيين في أماكن مثل الصين وكينيا، وصولاً إلى العراق وأفغانستان وجرأته على فضح انتهاكات وجرائم الغرب.
وأكدت الصحيفة أن الموقع كشف جرائم وفظائع لا تعد ولا تحصى ومنها مقتل 66 ألف مدني عراقي على يد الجنود الأمريكيين والبريطانيين والموظفين العراقيين الذين انضموا إلى الحلفاء وهناك أيضاً أشخاص تعرضوا للحرق وهناك من بترت أعضاؤهم ومن تعرض للقتل البطيء سواء من الأطفال أو النساء.
فى سياق متصل ، دعت منظمة «هيومان رايتس ووتش» إلى فتح تحقيق في القضية وطالبت العراق بملاحقة المسؤولين عن التعذيب وجرائم أخرى، فيما شددت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الأردن على ضرورة تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية تكون مهمتها إعداد تقرير موثق حول الانتهاكات الأمريكية في العراق منذ عام 2003 وحتى الآن استناداً إلى ما ورد على موقع «ويكليكس» وتمهيداً لتقديم مرتكبي هذه الجرائم للمحكمة الجنائية الدولية باعتبارها جرائم حرب.
كما طالب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي «عبد الرحمن العطية»، الولايات المتحدة بفتح تحقيق فيما تضمنته وثائق «ويكيليكس» حول ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
جاء ذلك في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، انتشار ظاهرة إدمان المخدرات والكحول بين قوات الأمن العراقية مع استمرار الهجمات والتفجيرات في أنحاء مختلفة من البلاد.
وأشارت الصحيفة الاثنين، إلى ما ذكره الجيش العراقي حول تناول نحو 50 % من أفراده المواد المخدرة والكحولية في ساعات الدوام الرسمي، موضحة أنه إذا كانت هذه النسب الصحيحة فإنها قد تثير شكوكاً بشأن استعداد الجانب العراقي لتسلم زمام الأمور بعد انسحاب القوات الأمريكية نهاية العام المقبل.