لم أعرف سر السؤال الذى سألتنى إياه زوجتى بشكل مفاجئ «هل سأقوم بتغيير الدستور إذا نجحت فى انتخابات الرئاسة أم لا؟».. أجبت بشكل صارم: طبعاً هغيره وأغير أبوه كمان.. هيه شغلانة هما نفسهم الرجالة اللى بيقولوا إن الدستور ده كويس وزى الفل لما أقول عاوز أغير هيقولوا إنه زى الهباب ومصر محتاجة دستور جديد «يلائم المرحلة الحاسمة التى تمر بها البلاد»!.. بس أنا هعمل حاجة أدخل بيها التاريخ.. ردت زوجتى: التاريخ مرة واحدة – شممت رائحة استنكار فى طريقة نطقها للكلمة – : أيوة أدخل التاريخ.. مش كفاية إنى باكره الجغرافيا.. شوفى يا ست.. أول هام: المادة الأولى اللى بتقول جمهورية مصر العربية دولة نظامها ديمقراطى يقوم على أساس المواطنة والشعب المصرى جزء من الأمة العربية يعمل على تحقيق وحدتها الشاملة دى هتتغير وهتبقى كالتالى: جمهورية مصر دولة نظامها ديمقراطى علمانى يقوم على أساس المواطنة والشعب المصرى جزء من شعوب العالم ويعمل على التعاون فى تحقيق السلام العالمى.. نظرت زوجتى باشمئناط وقالت: وهتشيل العربية.. لا العربية بتاعتى راكنة تحت العمارة! وكان هذا تعليقى وفهمت زوجتى ماذا أقصد ويبدو أن ردى لم يعجبها فرأت أن تضغط على بالأسئلة، وقالت: طيب والمادة التانية يا حلو؟.. حلو؟! ماشى.. حلو حلو.. ما هو إنتى لو مركزة فى المادة الأولى بعد ما غيرتها هتكتشفى إنى مش هجاوب على سؤالك عن المادة التانية.. وتابعت.. أما المادة التالتة.. حيلك حيلك بلا تالتة بلا رابعة خش يا باشا على المادة 76.. طيب وإيه يعنى هو انت بتهدديني.. بقولك إيه أنا صعيدى ومابتهددش ثم إنِه دلوقتى فيِه حرية وأى حد ممكن يقول اللى هو عاوزه طالما مفهوش مخالفة للقانون وانتى عارفة جوزك بيفطر قانون وبيتغدى قانون وبيتعشى قانون واللى إحنا فيه دلوقتى برضه بالقانون وعلى فكرة أنا أهم آلة موسيقية فى حياتى هى «القانون» والعزف عليها رائع وتحسى براحة وانتى بتتنقلى بين مواده.. قصدى أوتاره.. قاطعتنى بلهجة من يحذرنى من الهرب من الإجابة على الأسئلة: خش فى الموضوح بتاع المادة 76.. طيب ماشى.. بس ممكن تجيبيلى دوا الحساسية علشان نسيت أخده وهجاوبك: شوفى يا ست هو انتى طبختى إيه النهاردة.. جاوِب.. المادة دى لازم تتغير وأنا مع التغيير ولازم تفكرينى نشترى غيارات.. جاوِب.. ماشى.. شوفى: أولا ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع السرى العام المباشر.. وثانياً هتتعمل انتخابات فى الأحزاب داخلية، وتتم تصفية الأعضاء - طبعاً مش تصفية جسدية - لغاية ما كل حزب يستقر على واحد وكلهم يدخلوا منافسة شريفة مع بعض، وكمان من حق المستقلين يخشوا الانتخابات بشرط أن يكونوا من اللى مسكوا وظائف مرموقة ومؤثرة. وسألت زوجتى: والمادة 77 هتعمل فيها إيه؟.. دى متظبطة فى دماغى دلوقتى على طول وهى مدة الرئاسة 4 سنوات ميلادية تبدأ من تاريخ إعلان نتيجة الانتخابات، ويجوز إعادة انتخاب رئيس الجمهورية لمدة أخرى واحدة فقط لا غير.. مش بتردى ليه.. مدتين كفاية أوى.. ومدة واحدة زى الفل والواحد يبقى رئيس سابق وانتى تبقى حرم الرئيس السابق!.. ثم يعنى مسألتينيش عن التشكيل الوزارى بعد الفوز.. خير هو فى حاجة لا سمح الله؟ [email protected]