نظرة إسلامنا الجميل إلى سيدتى تجدها راقية تتفق مع الفطرة الإنسانية السليمة وتقوم على مبادئ خمسة: 1) مساواة كاملة بينهما من حيث المبدأ والمنطلق، فالرجل لا يتميز عن المرأة لمجرد كونه ابن آدم!! وهى ليست مخلوقة لخدمته، بل تجدها على قدم المساواة معه، وصدقت الفنانة سعاد حسنى رحمها الله عندما قالت فى أغنيتها الشهيرة «البنت زى الولد مش كمالة عدد»! 2) ومن هنا فإن بنت حواء لها ذات الحقوق التى للرجل مثل الحقوق السياسية فى الترشح والانتخاب، والعمل وصولاً إلى أعلى المناصب، وعندها حرية واسعة فى تحديد مسار حياتها واختيار شريك حياتها ولها الكلمة الأولى فى ذلك. 3) الأمومة هى المهمة الأولى للمرأة، وتأتى فى المقدمة وقبل أى شىء آخر، واسأل أى امرأة سوية فستقول لك على الفور: «ابنى بالدنيا». 4) من حق سيدتى أن تعمل، لكن بمواصفات محددة تشكل «خلطة حلوة»، أولها ألا يكون عملها على حساب بيتها وأولادها، وثانيها أن تختار العمل الذى يتناسب مع طبيعتها، فلا تناسبها بالمرة الأعمال الشاقة التى تحتاج إلى عضلات!! 5) وبالنسبة للاختلاط فإن إسلامنا الجميل يقوم على نظرة وسطية، هى طبيعته فى كل القضايا، فهو من ناحية يرفض الفصل بين الجنسين، ومن ناحية أخرى لا يقبل أن يكون الأمر سداح مداح بلا ضابط ولا رابط، وباختصار فإن الاختلاط المحترم هو المطلوب. وبعدما شرحت لحضرتك هذه القواعد الخمس أقدم لك بعض التفاصيل، وأبدأ بعمل سيدتى، ومن حقها أن تصل وترتقى إلى كل الوظائف المرموقة، ولكن هناك أعمالاً لا تناسبها بالمرة، فهى مثلاً تخدم فى الجيش، لكنها لا يمكن أن تقوم بأعمال قتالية، بل تجدها بكل بلدان العالم فى الصفوف الخلفية بما يتناسب مع طبيعتها، وهل شاهدت امرأة تقود دبابة أو طائرة أو تعمل فى سلاح المدفعية والصاعقة؟ و«النصف الحلو» دخل كذلك مجال الشرطة، لكنها غير مكلفة بالمرة بمطاردة القتلة والمجرمين، فهناك أعمال تناسب الرجل وحده، ولا يعقل أن تقوم بها حواء بحجة المساواة! والأمر الثانى فى هذا الموضوع يتعلق بطبيعة الوقت الذى تعمل فيه، والفطرة السليمة ترفض أن يكون وقتها كله مشغولاً وتعود إلى بيتها منهكة متعبة، فلا تعطى لشريك العمر وأولاده إلا الفتات من جهدها، وهذا ما أراه خروجاً على طبيعتها كأنثى، والأدوار هنا مقلوبة، وأتعجب كذلك من تلك التى تقول إنها لن تتزوج إلا بعد أن تنتهى من دراستها وتعمل، وهكذا يتأخر سن الزواج حتى تصل الثلاثين وربما تتجاوزها، وغير معقول أن يأتيها عريس مناسب فترفضه لأن حضرتها عايزة تشتغل، «ومش وقت زواج دلوقت»!!