■ حكمت ظروفى والأمر لله من قبل ومن بعد.. أن أتواجد بالخارج اليومين اللى فاتوا دول.. كان زمان الواحد لما يسافر للخارج يبقى فرحان ومزأطط.. عشان بقى حايشوف العالم الحلوة المتسرحة المتكلينة.. وحياكل اسكالوب ومكرونة فيونكة.. ويشم هوا آدمى ومراخيره تسلك.. ■ لكن الوضع اتغير.. سافرت وانا سايبة ورايا البلد فى حالة غريبة تخوف زى ما عبرت فى مقالى الأخير.. ومش عارفة ليه كنت مغلولة ومتحفزة ومنشحذة.. وعمالة أقول لنفسى.. ما هو مش معقولة احنا حالنا كده والناس بره عايشة فى الجنة ونعيمها.. تلاقيهم فيهم العبر وعندهم بلاوى أكتر من عندنا.. احنا بس اللى بنسافر بنفسية اللى رايح يتفسح ويتهنى.. وما بناخدش بالنا من عيوب البلاد دى.. وأخدت عهد على نفسى إنى بمنتهى القرشنة حالبد للشعوب دى واصطاد أخطاءهم واسيحلهم بقى.. ويمكن اتهور اكتر واجيب اللى فينا فيهم.. هى موتة ولا أكتر. ■ دخلت مستشفى عشان اعمل فحوصات.. وفحوصات يعنى كعب داير على الدكاترة وأقسام الأشعات والتحاليل والذى منه.. قلت ف عقل بالى بس حانصهلل بقى.. هنا مكمن الرشوة والمحسوبية، هروباً من الطوابير وانتظار الدور والجو ده.. طلعت الخمسة جنيه اليوروهاوى وكعبشتها فى إيدى عشان اناول بقى.. كل ما اتحط تحت سيطرة تومرجى ولا ممرضة حاكعبش واناول بقى وافضح المستخبى.. فضلت الخمسة اليوروهاوى ف إيدى لحد ما كلحت م الرطوبة وخرطت ألوانها.. إن حد يطلب أو يقبل.. أبداً.. إنى اتعطل فى طابور ولا حد تانى ياخد دورى.. أبداً.. إن الواد التومرجى الحليوة اللى واقف على استقبال جهاز الأشعة يستجيب لتعبير التسول اللى رسمته على وشى مع قليل من الحول والشفترة إيحاء بالشروع فى البكاء وخلاص حافرد إيدى واقول لله يا محسنين.. النبى على قلبك يا ابيض يا حليوة انت تدخلنى قبل الولية الفرنساوية التخينة دى.. أبداً.. صعبت عليا نفسى.. أنا اتهزأت.. محاولاتى كلها باءت بالفشل.. وكدت أصرخ بمنتهى السماجة والصفاقة «إيه؟؟.. هو مافيش هنا فساد ولا إيه؟؟.. مافيش واحد ذمته أستك ولا بلاستيك ولا الهوا رماها ولا إيه؟؟.. إيه قلة الأدب والغباوة دى؟؟».. ■ خرجت من المستشفى بعد يوم ناجح جدا فى الإجراءات الطبية.. سريع جداً فى الدخول والخروج من جهاز لآخر ومن عيادة للتانية.. فاشل جداً فى مخططى الدنىء للكشف عن أى فساد شبه اللى عندنا.. قعدت عالرصيف فى الشارع مقهورة وانا بعدِّد.. طب بلاش فساد.. شوية قذارة طيب.. حبة تلوث على ما قسم.. لحسة جراثيم لله.. فهاش حاجة يعنى.. أبدا.. فقعدت اعيط من الذل. ■ رحت أركب قطر.. أى والله قطر زى اللى عندنا فى محطة مصر دول.. قطر يا عم زى اللى جاموسة بتكعبلهم ويتقلبوا دول ويروح فيها مئات من البشر.. قطر يا سيدى م اللى الناس بتسطح وتدنجل عليه واللى تواليته بياخد الزباين ويطير بره العربية نفسها.. قطر م اللى البياعين السريحة بيمارسوا جواه كل أنواع التجارة بالاشتراك مع الكمسارية والملاحظين وكده.. هو انا بتكلم هندى؟؟.. الظاهر آه.. ■ قطعت التذكرة ودخلت قعدت فى الاستراحة.. جالى جارسون بيقدملى بسكويت وحاجة ساقعة بدون مقابل.. هو عمل كده وانا قعدت اعيط.. ركبنا القطر.. وفجأة طلع علينا صوت بيقول كابتن القطار يتمنى لكم رحلة سعيدة.. قعدت اعيط.. أبص للركاب حواليا.. هو مافيش عيال بتجرى ليه وتصرخ وتعمل «بيبّى» بين الكراسى؟.. ■ هو ما فيش حد بيتحرش بحد ليه؟؟.. ما حدش مولع بابور جاز وبيعمل شاى وحلبة حصا ليه جنب الكنيف بتاع القطر.. هى كل حاجة مظبوطة ليه؟؟.. كل ما اشوف حاجة من دول اقعد اعيط.. ■ لكن برضه لاحظت حاجة تانية بردت نارى شوية.. الشعوب الأوروبية دى غبية.. آه والنعمة غبية.. الشخص من دول لو حطيته فى أى محك او اختبار ذكاء.. يضرب منك.. هو لا يجتهد بالمرة.. هو ينفذ فقط.. لذلك وضعت له قوانين محبوكة وصارمة لكن مغطية معظم الثغرات.. ومعاه مانيوال.. ينفذها ازاى حتى لا يتعرض لخطر العقاب الصارم.. إمشى عدل يحتار بوليسك فيك.. هو ببساطة شعب لا يفتكس.. عشان كده ما بيعملش ولا مصيبة م اللى احنا بنعملهم طول النهار.. ■ الشاطرة تغزل برجل حمار.. الحاجة أم الاختراع.. بما إننا فى حاجة دائمة وما معاناش غير رجل الحمار هذه فقد قررنا إننا سنخترع.. وبما إننا جهلة لا نتعلم فى مدارسنا.. فإن احتمالية الاختراع بعيدة حبتين.. لأن الاختراع معناه تمسك ورقة وقلم وتكتب معادلات.. واحنا الإيد قصيرة والعين ضاربة ملف.. بنلعب بلاى ستيشن لكن ما نمسكش ورقة وقلم.. نعرف نبعت رسالة فاضية ننزل بيها رينج تون لكن ما نعرفش نضرب رقمين فى بعض من غير كالكيوليتر.. ■ الشعب الغربى غبى جدا.. لذلك هو عجينة صالحة لفرض القوانين.. بيمشى زى الترماى.. بيتعلم كويس فى حدود المطلوب منه وفرص التفوق هى بس اللى بتفتحله مجالات الدخول فى عالم المخترعين.. غير كده مش مطلوب منه انه يفكر.. هو ينفذ بس.. الوضع عندنا مختلف.. لا علم ولا تقدير للتميز لأنه مش حقيقى.. الواد عندنا بيجيب 114% وهو حمار أو لأنه آلة صم عبقرية.. يعنى زيه زى الريكوردر.. ما انت لو دخلت الريكوردر امتحان ما هو حا يجيب ال114%.. وامسح الشريط حايتمسح.. آخرته شريط.. هناك بتدوس على زرار يتمسح الشريط.. هنا الزراير متعددة.. الكوسة ب23 جنيه.. الطماطم ب12.. والأمثلة ياما.. كده اتمسح الشريط.. مادام خليت المواطن عقله كله مستخبى جوه غرايزه.. حياكل ازاى وحايمارس الجنس تحت أى مسمى.. مسيار ولا ممبار ولا فريند ولا عرفى.. خلاص اتلغى عقله والشريط اتمسح.. وكمان فوق كل ده منساق لمجموعة من الأفاكين بتعلمه كل حاجة غلط.. الحمد لله ان الدولة فاقت أخيراً وابتدت تقصفلهم فى قنواتهم.. مع إنها ضيعت علينا فرصة ذهبية بهذا التصرف.. فبعد أن كانت صناعتنا الأولى هى القطن والثانية هى السينما.. كنا سنبرع ونتفوق فى تنمية الثروة الإبلية.. وكنا سنتصدر المركز الأول فى العالم فى استخراج وتصدير البول. [email protected]