علمت «المصرى اليوم» أن مصنع السويس للصلب المتخصص فى انتاج خام البيليت توقف الأسبوع الماضى عن العمل بسبب الخسائر التى منى بها خلال الشهور الأخيرة، وانخفاض أسعار خام البيليت عالميا، حيث يبلغ سعر الطن فى أوكرانيا 320 دولارا. وأرسل المهندس رفيق الضو، العضو المنتدب لشركة السويس للصلب، مذكرة إلى وزارة الصناعة والتجارة يعلمها بتوقف المصنع عن الإنتاج بسبب إغراق السوق بالحديد المستورد وعدم إقبال مصانع الحديد المحلية «الدرفلة» على شراء خام البيليت من المصنع. وقال الضو إن خسارة طن البيليت بالمصنع تبلغ 600 جنيه، ورغم ذلك تفضل المصانع المحلية استيراد البيليت من اوكرانيا لانخفاض سعره. وأكدت مصادر مطلعة أن الأمن استدعى الأسبوع الماضى بعض مصنعى الحديد للاستماع لشكاواهم ومعرفة أوضاع المصانع، خاصة أن عددا من أصحاب المصانع هددوا بإغلاقها خلال الشهر المقبل، مما يهدد بتشريد آلاف العمال. وقال جمال الجارحى، رئيس مجلس إدارة شركة مصر الوطنية للصلب، إن شبح الإغلاق يهدد جميع مصانع الحديد بلا استثناء، ويجب أن تتم دراسة الوضع بشكل عاجل وعملى وبعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة لصالح البلد وليس الأفراد. وبرر الجارحى استيراده الحديد التركى بأنه كان بهدف توفير الحديد فى السوق فى وقت كان هناك زخم فى الطلب، مشيرا إلى أنه استورد فقط 80 ألف طن، وأنه نادم على ذلك فى ظل الاتهامات وتحميله شخصيا سبب الأزمة. فى سياق متصل، تعقد اليوم غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، اجتماعا اليوم لبحث تطورات الأزمة، وإعداد ملف متكامل بالمستندات والاحصائيات المؤكدة لصحة المعلومات المذكورة فى المذكرة التى تم إرسالها لوزارة الصناعة الأسبوع الماضى. وقال محمد حنفى، مدير عام الغرفة، ان جميع مصانع الحديد اتفقت على مطالبة وزارة الصناعة بفرض رسوم حماية على الاستيراد. وأضاف أن دول الاتحاد الاوروبى منعت دخول الحديد التركى، حماية للصناعة الوطنية، مشيرا إلى أن الهند فرضت رسوم حماية على الحديد بنسبة 5% وهناك اتجاه لزيادته الى 15 %. كانت وزارة الصناعة قد طلبت مستندات وبيانات موثقة تؤكد المعلومات الواردة بمذكرة الغرفة تطالب بوقف عمليات الاستيراد، خصوصا كميات الانتاج الحالية للمصانع المحلية والكميات المستوردة من الحديد التركى، واسعار العملة فى تركيا، وقرارات الحماية التى اتخذتها دول العالم.