توقفت أعمال البناء والتشييد الخاصة والعامة بنسبة تتراوح ما بين 25 % و50 % منذ بداية شهر رمضان، مما انعكس بشكل كبير على عودة الاستقرار والهدوء لسوق مواد البناء، وتحديدا الاسمنت والحديد، واستقرت اسعار الاسمنت ما بين 500 و550 جنيها للطن فى جميع انحاء الجمهورية، بعد ان وصلت الاسعار الى 700 جنيه للطن، وسط زيادة فى المعروض، نتيجة لانكماش حركة البناء والتشييد . ولم يختلف الوضع بالنسبة للحديد عن الاسمنت، فرغم مناورة المصانع والمستوردين، منتصف الشهر الجارى، لرفع الاسعار وتحريك الطلب، الا ان الايام الاخيرة شهدت استقرارا فى الاسعار، «بعد تحديد شركة حديد عز لاسعارها عند 3000 جنيه للطن، وهو سعر عادل ومناسب فى ظل ارتفاع اسعار البيليت مؤخرا»، ووصل سعر الطن المستورد 2900 جنيها، فى حين تراوح سعر المحلى ما بين 2850 جنيها بين 3050 جنيها تسليم مصنع . وقال عز ابوعوض رئيس جمعية وكلاء الاسمنت: ان مشروعات المقاولات والعقارات الخاصة توقفت بنسبة 50 % خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان، مما اعاد الاستقرار الى السوق تدريجيا، وتراجعت الاسعار فى الاسمنت والحديد بشكل ملحوظ . واكد ان المشكلة الحقيقية فى الصعيد تكمن فى كبار تجار الاسمنت الذين يتحكمون فى الاسعار والمبيعات، ويحصلون على 90 % من انتاج مصنعى اسيوطوقنا .وذكر ان مصنع اسوان الجديد والتابع لشركة قنا للاسمنت يصدر 70 % من انتاجه الى السودان، يخصص 30 % للسوق المحلية، مما يؤثر على الكميات المتوفرة فى جنوب الصعيد . وقال د. حسين جمعة رئيس جمعية الحفاظ على الثروة العقارية: ان نسبة الانخفاض فى اعمال البناء للقطاع الخاص تصل الى 50 %، وبالنسبة للقطاع الحكومى والشركات الكبرى، لافتا الى انخفاض معدل الانجاز بنسبة 25 % بسبب شهر رمضان، وتقليل ساعات العمل، ورغبة معظم العاملين فى قطاع المقاولات فى قضاء رمضان والعيد مع عائلاتهم . واضاف انه رغم ارتباط الشركات الكبيرة بجدول زمنى، الا ان العمل يقل بنسب متفاوته فى رمضان، معتبرا ان ذلك اعطى مجالا واسعا لعودة الهدوء والاستقرار لسوق الحديد والاسمنت . ومن جانبه قال محمد حنفى مدير عام غرفة الصناعات المعدنية ان اسعار خام البليت بدأت تستقر عالميا، وتوقف صعودها، الاسبوع الماضى، مما ساهم فى استقرار الاسعار بعد الطفرة السعرية المؤقتة والمفاجئة التى حدثت فى السوق منتصف الشهر الماضى . واكد ان الاسعار مرشحة للاستقرار بعد وصولها الى متوسط بيع منطقى، يحقق هامش ربح للمصنعين، ويفوق تكلفة الانتاج، خاصة ان معظم المصانع حققت خسائر كبيرة، بسبب بيعها الحديد بأقل من تكلفته . وقال المهندس محمد المراكبى رئيس مصنع المراكبى للصلب، انه سيحدد سعره الشهرى بما يتناسب مع التكلفة، خاصة ان سعر طن البيليت وصل الى 470 دولارا، معتبرا ان مصانع الدرفلة تستورد خام البليت من الخارج بأسعار مرتفعة، ومطلوب منها ان تجارى اسعار المصانع المتكاملة مثل « عز وبشاى». واوضح ان هناك اتجاها عالميا لرفع اسعار الصلب الى حد معين، بعد الخسائر الكبيرة التى حققها القطاع، مدللا على ذلك بعدم انخفاض اسعار الخردة، وارتفاع اسعار البليت بشكل تدريجى .