هل أحالوا حضرتك للتقاعد أو خصخصوك؟ احفظ جيداً ما سأقوله: «إن المتغيرات الدولية والظروف الإقليمية اختلفت بعد 11 سبتمبر»..هل حفظت؟ إذن اشتر بدلة كحلى وكرافتة كرنبى.. أخرج طرف المنديل من جيب الجاكت ثم قف أمام المرآة وقل: «الشرعية الدولية والنذير فى القبض على البشير، وأهنئك يا أم درمان بعيد الأم وأن مصر لن تفرط فى حبة رمل ولا فى شيكارة أسمنت».. رددها مئات المرات حتى تقترب من الجنون مثلى.. الآن علق لافتة نحاسية على باب شقتك «ع.ع» على عجوة، خبير استراتيجى، اطلب من البواب أن ينظم زحام الفضائيات التى ستطلب مقابلتك على سلم العمارة.. فى أول لقاء قل للمذيعة ما حفظته.. ثم أضف لها بتواضع شديد «العالم أصبح قرية صغيرة.. وأنا لامؤاخذة العمدة بتاعها». امتلأت بلادنا بالخبراء الذين ساهموا بإخلاص فى تدهور هذا البلد ولا يعرفون الفرق بين «الكفاءة» و«الكفالة»، فبعد عصر الراسخين فى «العلم» جاء عصر الراسخين فى «المنصب»، وهؤلاء يأتون بالمزمار البلدى ولا ينصرفون بالطبل التركى ويأتى معهم خبراء على شاكلتهم لابسين مزيكا وعلى استعداد أن يحذفوا فقرة عدم حبس الصحفيين من البرنامج ويعزفوا بدلاً منها أغنية «نانسى»، وأن يؤكدوا لمن أحضرهم أن «البنك» أعظم من «النيل» فالنيل له فرعان فقط، بينما للبنك مائة فرع.. وكلهم يؤكد لنا أن الخير من الرئيس والشر من أنفسنا وأن نابليون احتل مصر ليقطع المياه من مدينة نصر وأن البورصة تهبط وتخس لإصابتها ب«السكر» وأن الحاكم «لا يكح» مع أمريكا لأن صدره سليم وأن الحزب كل يوم يكتسب أرضاً جديدة ويوزعها على رجالته وأنهم سوف يوزعون «نوبل» على اللى بيوتهم واقعة.. وكلها أوهام بنت أحلام جارتنا، فالبلد تغلى وهم يقولون دعها تغلى وعندما تفور اطفى عليها ونزلها من على النار.. وعلى عكس ما يظن البعض فإننى واثق فى قدرة مصر على التطور والنمو رغم وجود هؤلاء الخبراء لكننى أجد من الواجب علىّ أن أحذر أنها إذا تحولت إلى عملاق اقتصادى فربما لا نجد «بدلة» مقاسها.. ثم تسألنى كيف ينام الظالم.. طبعاً على مخدة. [email protected]