أشعلت العروض الأخيرة لشركات المحمول الثلاث بتخفيض تعريفة الدقيقة لمستويات غير مسبوقة، المنافسة فى سوق الاتصالات بما دفع «المصرية للاتصالات» المقدمة لخدمات التليفون الأرضى إلى انتقادها لتأثيرها بشكل ملحوظ على سوقها، ووضعها فى مواجهة ما وصفه خبير اتصالات ب»حرب الدقائق الليلية من قبل المحمول». وطرحت «موبينيل» قبل عدة أيام عرضا خفضت خلاله تعريفة الدقيقة إلى 5 قروش بعد الدقيقتين الأولى والثانية من منتصف الليل حتى الثانية عشرة ظهرا، مما دفع «فودافون» إلى طرح عرض منافس يتيح التحدث منذ بداية المكالمة ب10 قروش للدقيقة من منتصف الليل حتى التاسعة صباحا، لترد اتصالات هى الأخرى بعرض أكثر إغراء تعرض من خلاله التحدث لساعة كاملة مقابل جنيه حتى التاسعة صباحا. وقال مصدر مسؤول فى «موبينيل» إن هذه العروض تستهدف تقديم أفضل الأسعار والخدمات للمستخدمين، نافيا حرق الشركة الأسعار فى السوق. وتأتى هذه العروض فى الوقت الذى تحاول فيه «المصرية للاتصالات» الحفاظ على معدلات استخدام شبكتها، خاصة بعد تراجع تعريفة المحمول بشكل ملحوظ على مدار العامين الماضيين لتنخفض من نحو 175 قرشا للدقيقة إلى نحو 20 قرشا. ووصف المهندس عماد الأزهرى، نائب رئيس الشركة المصرية للاتصالات، العروض الأخيرة بالخادعة، موضحا أن عرض الخمسة قروش بالنسبة للدقيقة الذى طرحته «موبينيل» لا يطبق إلا مع بدء الدقيقة الثالثة بعد احتساب قيمة الدقيقتين الأولى والثانية مقابل 40 قرشا، وبالتالى فإن هذا التخفيض غير حقيقى بالنظر إلى أن متوسط مدة المكالمة فى الاتصالات بشكل عام والتى تصل إلى نحو 1.9 دقيقة. وأضاف أن المستخدمين ينظرون إلى مثل هذه العروض ويظنون أن تعريفة المحمول أصبحت أقل من تكلفة الثابت، مطالبا بضرورة أن تكون الشركات واضحة فى عروضها للمستخدمين وألا تحتوى على رسائل غير صحيحة. فى السياق نفسه، أقر المهندس أحمد العطيفى خبير الاتصالات، بأن مثل هذه العروض تمثل ضغوطا إضافية على المصرية للاتصالات، غير أنه أكد أن المنافسة بين الشركات ظاهرة صحية وتأتى لصالح المستهلك. واستبعد العطيفى قيام الشركات بطرح الخدمات بأقل من سعر التكلفة، مشيرا إلى أنها لم تصل إلى هذه المرحلة، موضحا أن صافى أرباح «موبينيل» و»فودافون مصر» يؤكد ذلك. كانت «موبينيل» قد حققت صافى ربح قدره 1.9 مليار جنيه بنهاية العام الماضى 2008، فيما بلغت أرباح «فودافون» مصر نحو 2.8 مليار جنيه للعام نفسه.